أمام السور العتيق، يقع باب الفتوح أحد أبواب سور القاهرة القديمة، حيث عبق الماضي، واستلهام المجد من الأجداد، يستحضر الجميع الأجواء الرمضانية، خاصة قبل الإفطار. كراس متراصة، المطاعم فتحت أبوابها لاستقبال الصائمين قبل الإفطار بساعات، الأحاديث الجانبية بين الأصدقاء هي السمة الغالبة، يجلس الجميع في انتظار أذان المغرب، بينما أصحاب المطعم كخلية النحل من أجل تحضير طلبات الزبائن. البسمة لا تفارق الجميع، الأطفال الصغار، العشاق مهما اختلفت تسميتهم، حتى هؤلاء العمال ضحكاتهم تتعالى رغم التعب، تتعجب من الشفرات التي يحفظونها عن ظهر قلب، وتمثل لغة خاصة فيما بينهم. الأجواء الإيمانية تستحضرها النفس في تلك اللحظات، رغم تكدس حركة السيارات وأصواتها التي لا تتوقف في تلك الساعات المتأخرة قبل الأذان، الكل يهرول، الكل يسرع للإفطار مع أهله. رائحة الطعام تتخلل إلى أنوف الجالسين، يهيمون شوقا إلى لحظة اللقاء حتى تبدأ المعركة مع الأذان، حينها تتكرر الأسئلة لاستكمال الناقص بالموائد، وفجأة يخيم الصمت، ولا شئ يعلو فوق صوت الملاعق.