إذا تمكن فرناندو ألونسو من مخالفة التوقعات، والفوز بسباق إنديانا بوليس 500 في 28 مايو/آيار، فإن بطل فورمولا 1 مرتين سيكون على بعد خطوة واحدة من تحقيق "التاج الثلاثي في رياضة السيارات"، هذا أمر أكيد، لكن ما يزال هناك بعض الجدل حول ماهية الجواهر الثلاث في التاج الذي ارتداه رجل واحد فقط حتى الآن. وقال ألونسو، في بيان أصدره فريقه مكلارين عندما أعلن نيته عدم المشاركة في جائزة موناكو الكبرى، أبرز سباقات فورمولا 1، من أجل التنافس في إنديانا بوليس: "فزت بسباق موناكو مرتين.. وأحد طموحاتي هو الفوز بالتاج الثلاثي". وأضاف: "لا أدري متى سأشارك في سباق لومان.. لكنني أنوي ذلك في يوم ما، عمري 35 عامًا فقط وأمامي الكثير من الوقت لأفعل ذلك". وحدد مكلارين سباقات موناكو وإنديانا بوليس 500 ولومان 24 ساعة، باعتبارها المكونات الثلاثة للتاج. ويتفق مع ذلك عدة مصادر أخرى، بما فيها موقع سباق لومان الرسمي على الإنترنت. لكن الراحل جراهام هيل، الفائز بسباق موناكو خمس مرات، وهو أيضًا بطل لفورمولا 1 مرتين، مثل ألونسو، لا يرى الأمر بهذه الطريقة بعدما أكمل الثلاثية الوحيدة حتى الآن في لومان عام 1972. وقال لبرنامج تلفزيوني في مقابلة عام 1975: "التاج الثلاثي هو لقب فورمولا 1 للسائقين وسباق إنديانا بوليس وسباق لومان 24 ساعة". وأضاف عند سؤاله عن السباق الذي استمتع به أكثر: "كان سباق إنديانا بوليس ممتعًا أكثر من السباقات الأخرى". وتابع: "أعتقد أنه كان من الجميل الفوز بسباق لومان بعد عدة سنوات من المحاولة.. وهذا يعني أنني فزت بالتاج الثلاثي". وفي كتاب زوجته بيت عام 1978 "الجانب الآخر من هيل"، وصفت أيضًا الأمر بهذه الطريقة.
فيلنيف أم مونتويا؟ وبالنسبة لألونسو، فإن الجدل عما إذا كان سباق موناكو أو لقب فورمولا 1 هو الأهم، ليس له قيمة، نظرًا لفوزه بالاثنين، لكنه قال لوكالة رويترز إنه يعتبر لقب بطولة العالم أكثر أهمية. أما بالنسبة لآخرين، فإن التمييز مهم في الجدل بشأن من الذي اقترب أكثر من تحقيق إنجاز هيل. ولدى الكندي جاك فيلنيف حجة قوية، إذ فاز بلقب فورمولا 1 في 1997، وسباق إنديانا بوليس في 1995، واحتل المركز الثاني مع فريق بيجو في لومان عام 2008، ولم يفز فيلنيف مطلقًا بسباق موناكو، لكن هذا لا يؤرقه، موضحًا لرويترز: "لقب بطولة العالم هو الأهم.. موناكو مجرد سباق واحد، وهو جزء من فورمولا 1، يمكنك المشاركة في إنديانا بوليس 500 ولومان بمفردهما، لكن لا يمكنك المشاركة في موناكو فقط". وتابع: "أعتقد أن بعض الناس يعتبرون موناكو جزءًا من التاج الثلاثي، لأنه في الخمسينيات كان سباقًا مستقلًا بعض الشيء.. كان الأمر مختلفًا كليًا، لكن القيمة في لقب بطولة العالم". وبالنسبة لهؤلاء الذين يجادلون بأن موناكو جزء من التاج الثلاثي، لأنه سباق واحد مثل السباقين الآخرين، فإن خوان بابلو مونتويا يستطيع أن يزعم أنه كان آخر من اقترب من تحقيق ذلك. وفاز السائق الكولومبي مرتين بسباق إنديانا بوليس، وانتصر في موناكو عام 2003 مع وليامز. وبالعودة أكثر للوراء، فاز النمساوي الراحل، يوتشن ريندت، في موناكو ولومان، وكان أيضا بطلًا لفورمولا 1 بعد وفاته. وفاز البريطاني جيم كلارك بسباق إنديانا بوليس، وأحرز لقب فورمولا 1، لكنه لم يفز في موناكو، وهو السباق الذي غاب عنه عندما فاز على حلبة بريكيارد في إنديانا بوليس عام 1965. وقال دايمون، نجل جراهام، لرويترز: "والدي فاز بكل سباقات موناكو التي لم يفز بها جيم، لأنه كان في إنديانا بوليس على ما أعتقد". وعلى جانب آخر، رحب هيل بإعادة ألونسو التاج الثلاثي للنقاش العام، وأضاف: "لم يكن هناك أفضل من هذا الوقت، لأن أحدهم في المانيا طرح لتوه تشكيلة من منتجات العناية بالبشرة للرجال باسم جراهام هيل.. ربما كان يجب أن يطلق عليها التاج الثلاثي أو ما شابه".