"الشغل مش عيب" هكذا أعلنت بعض أمهات مصر نيتها في الإلتحاق بالأعمال الشاقة من أجل تربية ابنائهن دون أن يهتموا بنظرة المجتمع لهن، ففوضعوا مصلحة ابناءهن فوق كل الإعتبارات دون أن يستسلموا لنظرات المجتمع خاصة وأن الأعمال التي امتهنوها كانت خاصة بالرجال فقط. وفي عيد الأم تستعرض "الفجر" عدد من النماذج النسائية الذين عملوا في المهن الشاقة من أجل تربية أبنائهم.
أم تعمل بمهنة السباكة ففي الوقت الذي يعتبر المجتمع فيه مهنة "السباكة" شاقة على الرجال، خاضت سيدة تدعى أم باسم المهنة وذلك لاحتياجها للأموال من أجل الإنفاق على ابنائها، وتمتهن تلك المهنة الشاقة منذ 17 عام حتى الان، بعد أن خاضت اكثر من عمل بالخياطة وصالونات التجميل، معتبرة أن مهنة السباكة أسهل من الأعمال المنزلية.
وتقول "أم باسم"، إن أي مهنة لا يمكن أن تكون قاصرة على الرجال، موضحة أن هذه المهنة بالنسبة لها أسهل من أعمال المنزل التي تمارسها وتجد بها صعوبة مثل غسيل السجاد وحمله وهو مبللا بالماء وغيرها من أعمال".
سيدة تعمل بمهنة النجارة وهو ما ينطبق أيضًا على أسماء مجاهد التي إقتحمت مهنة النجارة وهي المهنة الخاصة بالرجال فقط بسبب صعوبتها، مؤكدة إنها بدأت العمل فى المهنة لمساعدة زوجها، لكنها استطاعت التعلم، مؤكدة أن الناس استغربت عملها فى مهنة النجارة حتي تعودا عليها. أم تساند زوجها بالجزارة ومن المهن الشاقة ايضًا التي امتهنتها السيدات وأبدعت بها هي "الجزارة"، وهو ما فعلته هويدا حسني والتي تعمل في الجزارة وهي عمرها 10 سنوات فتقول: "بدأت المهنة وعمري 10 سنوات لأن والدي وجدي جزارين ورفضت الزواج من جزار، وتزوجت "مبلط" ومع ضغط الظروف اضطررنا لفتح محل جزارة". سيدة تعلمن بناتها من الحدادة وفي السبتية بالقاهرة، تعمل أم غادة في مهنة إقتصرت على الرجال فقط، حيث تعمل في مهنة الحدادة وهي المهنة المعروفة انها للرجال فقط، وتعمل في تلك المهنة حتى الان بايديها رغم امتلاكها لورشة خاصة بها وقاربت سن الستين. وتقول أم غادة: "أول ما نزلت في الشغلانة دي الكل كان بيقول عيب.. بس انا كان عندي إلتزامات فكان لازم أنزل واشتغل بعيدًا عن المهنة عيب أو مش عيب.. وعملت بناتي أحلى تعليم وهما خريجي جامعات واتجوزا أحلى جوازات".
أم تعمل سائقة نقل ثقيل أما فريال صابر، البالغة من العمر 58 عام، فهي تعد من السيدات التي أبدعت في مهنة "السواقة" الشاقة التي يعتبرها البعض للرجال فقط، ولكنها لم تبدع وحسب بل تعمل سائقة نقل ثقيل وهي السيارات الضخمة التي تسير على 22 عجلة، ولديها رخصة درجة أولى وتستطع السفر من الفرافرة إلى القاهرة، على الرغم من أنه من أصعب الطرق البرية التي يمكن المرور عليها خاصة أن أغلب الطريق غير ممهد ولا توجد عليه خدمات محمول. ولجأت السيدة فريال لتلك المهنة من أجل الإنفاق على ابناؤها وتعليمهم بعد أن إشدت أمور الحياة عليها وعلى كل من يحيط بها من رجال.