35

شقا.. والمهنة جزارة

عندما تذكر إحدي المهن كالحدادة والنجارة والفاعل بجانب الجزارة وهي ما تتطلب أيدي الرجال لا يخطر ببال أحد أن تعمل بتلك المهنة سيدة ولكن عندما تفتح أفواه الأطفال
جوعا ويطلب المسكن والعلم النقود تفعل الأم ما لا يفعله الرجل من أجل إطعام ونجاح أنجالها.
الحاجة روحية ذات ال60 عاما أو جزارة شارع الخضار, كما يطلق عليها الأهالي لم تختر هذه المهنة برغبتها ولكن الظروف وموت زوجها أجبرها علي الوقوف في محل الجزارة بمدينة بني سويف وبيع اللحوم للإنفاق علي أبنائها لتصبح السيدة الوحيدة في مراكز المحافظة السبع التي تمارس هذه المهنة.
فقبل أن يتجاوز عمرها17 عاما تزوجت روحية عبد العزيز ابنة قرية الحلابية بمركز بني سويف من جزار يقيم بقرية بني بخيت توفيت زوجته تاركة له3 بنات ومرت السنين وأثمر زواجها من الجزار عن طفلين هما حسن وسلوي, ولكن القدر لم يمهل الزوج أن يري مولوده الثالث, حيث توفي في حادث تصادم تاركا زوجته في نهاية شهرها الأخير.
تقول روحية: اشتغلت بالجزارة وكان عمري وقتها25 عاما, ولكنني رفضت الزواج وفضلت تربية أولادي وبنات زوجي دون تفرقة في المعاملة بينهم واضطرت إلي فتح محل الجزارة الذي تركه زوجي, والوقوف به لبيع اللحوم.
وتختتم روحية الجزارة قصة كفاحها قائلة: تزوج جميع أبنائي وشقيقاتهم لوالدهم وأتممت رسالتي والحمد لله وأمنيتي في الحياة أداء فريضة الحج.