روّحية جزارة بني سويف الأولى

في مصر تتوارث المرأة المهن الصعبة، أو تفرضها الظروف عليها، وهذا ما حدث مع روحية إبراهيم عبد العزيز 55 عاما - أشهر جزار في بني سويف.
تزوجت من جزار بقرية بني بخيت ببني سويف وعمرها 17 سنة ، وبعد 7 سنوات لقى الزوج مصرعه في حادث، تاركا لها ثلاث أطفال أكبرهم 4 سنوات، بالإضافة إلى ثلاث بنات من زوجته الأولى .
وكعادة الأمهات المصريات رفضت روحية الزواج، ووهبت نفسها لتربية أبنائها وبنات زوجها ، واضطرتها الظروف المادية لفتح محل الجزارة الذي تركه الزوج.
وبدأت تبيع كميات صغيرة من اللحم ، وكان سعر الكيلو وقتها ب150 قرشا ، ومكسبها 50 قرشا في الكيلو ، ثم تدرجت في الزيادة ، وكانت تسهر كل ليلة لتأخذ حصتها من الجزارين في الذبيحة، حتى الساعات الأولي من الصباح وكان الجميع يحترمها ويقف بجانبها لأنها كانت زوجة زميلا عزيزا عليهم.
وعن أهم الصعوبات التي واجهتها تقول روحية إن القرية (بني بخيت ) كانت مظلمة، ولم تكن الكهرباء دخلتها بعد، فكانت تعود في ساعات متأخرة من الليل، والأبناء الصغار بالمنزل وحدهم وعلي الرغم من جرأتها، إلي أنها كانت تخاف الليل علي نفسها وعلي أولادها خاصة من اللصوص، اللذين قد يعتقدون أن معها مال وفير.
أضافت روحية : لم تر عيني النوم طوال 15 عاما ، حتى كبر أولادي وتزوجوا جميعا ، و لسمعتي الطيبة في العمل كانت المصالح الحكومية تتعاقد مع الجزارين، فتعاقدت معي 3مصالح حكومية هي السكة الحديد والتليفونات والضرائب العامة لتوريد اللحوم لهم .

ومن الصدف العجيبة في حياتها أن أحد المدينين لزوجها، بالمال منذ الثمانينات بمبلغ 90 جنيها استيقظ ضميره وأرسل لها المبلغ في ظرف مغلق دون ذكر اسمه، وشرح لها أنه دين وطلب منها أن تسامحه.