في مثل هذا اليوم 9 مارس 1969 استشهد الفريق عبدالمنعم رياض، هو واحد من أشهر العسكريين العرب خلال النصف الثانى من القرن العشرين. شارك عبدالمنعم رياض في الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين وحرب 1956 وحرب الاستنزاف وكان أحد الأعمدة الرئيسية التي اعتمد عليها الرئيس عبدالناصر في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة المصرية. الفريق عبدالمنعم رياض المولود في عام 1919 في قرية (سبرباى) إحدى القرى التابعة لمدينة طنطابالغربية وكان والده القائمقام (عقيد) محمد رياض عبدالله قائد (بلوكات) الطلبة بالكلية الحربية وكان رياض بعد حصوله على الثانوية قد التحق بكلية الطب نزولا على رغبة أسرته لكنه بعد عامين تحول إلى الكلية الحربية وتخرج عام 1938. وفى 1944نال عبدالمنعم رياض الماجستير في العلوم العسكرية بترتيب الأول وبين 1945 و1946 أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في بريطانيا بتقدير امتياز وانتسب لكلية التجارة وهو برتبة فريق لإيمانه بأن الاستراتيجية هي الاقتصاد، التحق عبدالمنعم رياض بإحدى البطاريات المضادة للطائرات بالإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية خلال عامى 1941 و1942 حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الإيطالية والألمانية وخلال عامي 1947 و1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة ونسق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبى، ثم تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات ثم قائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية عام 1953 ثم تولى عبدالمنعم رياض قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتى عام 1958 وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز وحصل على لقب (الجنرال الذهبى). وبعد عودته تولى رئاسة أركان سلاح المدفعية عام 1960 وفى عام 1964 عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة ورقي في عام 1966 إلى رتبة فريق، وفى 11 يونيو1967 أُختير عبدالمنعم رياض رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية وكان آخر ما أسند إليه إدارة معارك المدفعية ضد القوات الإسرائيلية في الضفة الشرقية لقناة السويس. وفي مثل هذا اليوم في 9 مارس 1969 أصر الفريق عبدالمنعم رياض على زيارة الجبهة رغم خطورة ذلك ليرى سير المعارك وزار إحدى وحدات المشاة التي تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية 250 مترا وما إن وصل إلى تلك الوحدة حتى وجهت إليهم قوات العدو نيران مدفعيتها التي انفجرت إحدى طلقاتها بالقرب من موقعه ليلقى الفريق عبدالمنعم رياض ربه في أرض القتال شهيدا بإذن الله تعالى، وقد اطلق على هذا اليوم في مصر (يوم الشهيد) تخليدا لذكرى الفريق عبدالمنعم رياض.