أكد الباحث في شؤون الحركات الاسلامية الدكتور كمال حبيب، أن الحديث عن تأثر العلاقات الأمريكية تجاه جماعة الإخوان، عقب وصول الرئيس الجديد المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض غير مؤكد، لاسيما أن التوجهات الامريكية تسيطر عليها مؤسسات ودوائر صنع قرار مختلفة. وأوضح حبيب في تصريحات خاصة ل24، أن المزاج اليميني الأمريكي لا يتعامل مع جماعة الإخوان كغيرها من التنظيمات والجماعات المسلحة، إذ أنه يصنفها باعتبارها كياناً سلمياً يمارس السياسة والسلطة من خلال الطرق الشرعية للدول، موضحاً أنه ليس من السهل تغير هذا الموقف لمجرد تصريحات أدلى بها مستشار الرئيس الجديد من أنه يعتزم تصنيف الاخوان كجماعة إرهابية. وأشار حبيب إلى أنه من المبكر جداً تحديد رؤية السياسة الخارجية لترامب في ظل المتغيرات والأوضاع التي تمر بها المنطقة حالياً، والتي تخضع لقواعد المصالح والمكاسب للجانب الأمريكي، إضافة إلى توغل ونفوذ جماعة الإخوان داخل البيت الأبيض، وتأثيرهم على دوائر صنع القرار الامريكي الذي من شأنه أن يأتي في صالح الإخوان، وليس العكس، مثلنما كان موقف الإدارات الأمريكية السابقة من الجماعة وقياداتها علي مستوي التنظيم الدولي. وأكد حبيب أن المؤسسات الأمريكية لا ترى جماعة الأخوان كجماعة دينية مثل داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات المسلحة التي انتهجت العنف والدماء بشكل صريح، ومن ثم فالخبراء اليمينيون في دوائر صنع القرار الأمريكي سيمثلون ورقة ضغط على الإدارة الامريكية الجديدة لعدم التحول عن هذه الرؤية وهذا الطرح، باعتبار أن الإخوان حليف استراتيجي للإدارة الأمريكية داخل المنطقة العربية. وقال مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وليد فارس، في أول تصريح له عقب فوز الأخير برئاسة الولاياتالمتحدة، إن ترامب سيمرر مشروع اعتبار "الإخوان المسلمين" "جماعة إرهابية"، موضحاً أن "المشروع ظل معلقاً داخل الكونغرس لعدة أعوام بسبب عدم تصديق البيت الأبيض عليه، نظراً لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان يدعمهم". وأوضح فارس أن "ترامب يرى أن الإخوان المسلمين من أخطر الجماعات التي تغذي الفكر المتطرف. لذا، فهو يريد توجيه ضربة عسكرية للتنظيم الإخواني وليس احتواءه سياسياً، مثلما فعل أوباما وهيلاري كلينتون".