انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف مناطق حيوية في تل أبيب وبئر السبع بإسرائيل | فيديو    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    عيار 21 بعد الانخفاض.. سعر الذهب بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    أسعار اللحوم اليوم 3-5-2024 للمستهلكين في المنافذ ومحلات الجزارة    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    طائرات الاحتلال تستهدف محيط مسجد "أبو شمالة" في تل السلطان غرب رفح الفلسطينية    ملف يلا كورة.. قرعة كأس مصر.. موعد مباراتي المنتخب.. فوز الزمالك.. وطلب الأهلي    جمال علام: أناشد جماهير الأندية بدعم منتخب مصر.. والاتحاد نجح في حل 70% من المشكلات    خالد الغندور: محمد صلاح «مش فوق النقد» ويؤدي مع ليفربول أفضل من منتخب مصر    إبراهيم سعيد: مصطفى شوبير لا بد أن يكون أساسي فى تشكيل الأهلي علي حساب الشناوي وإذا حدث عكس ذلك سيكون " ظلم "    أحمد الكأس: سعيد بالتتويج ببطولة شمال إفريقيا.. وأتمنى احتراف لاعبي منتخب 2008    «تغير مفاجئ في الحرارة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر والظواهر الجوية المتوقعة    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    «دفاع الشيوخ»: اتحاد القبائل العربية توحيد للصف خلف الرئيس السيسي    «زي النهارده».. اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو 1991    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    تحذير شديد اللهجة حول علامات اختراق الواتساب    ميزة جديدة تقدمها شركة سامسونج لسلسلة Galaxy S24 فما هي ؟    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    ماما دهب ل ياسمين الخطيب: قولي لي ماما.. انتِ محتاجة تقوليها أكتر ما أنا محتاجة أسمعها    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بسعر 829 جنيها، فاكسيرا توفر تطعيم مرض الجديري المائي    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    أمين «حماة الوطن»: تدشين اتحاد القبائل يعكس حجم الدعم الشعبي للرئيس السيسي    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    خطوات الاستعلام عن معاشات شهر مايو بالزيادة الجديدة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مكاسب «السيسي» من «ترامب»
نشر في المصريون يوم 12 - 11 - 2016

وضع "الإخوان" على قوائم الإرهاب.. والكف عن انتقاد أوضاع حقوق الإنسان على رأس القائمة
وفد شعبى يزور أمريكا للمطالبة بحظر الإخوان واعتبارها "إرهابية"
تشكيل ناتو عربى لمواجهة داعش والإخوان.. والأموال مقابل حماية الخليج بما فيها السعودية

لم يتوقع أكثر المتشائمين من المراقبين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، فوز دونالد ترامب، على نظيرته مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون، فكانت كل التوقعات تشير إلى فوز كلينتون على مرشح الحزب الجمهورى ترامب ولكن استيقظ المصريون صباح الأربعاء الماضى على فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، وسط فرحة عارمة من النظام المصرى ومؤيديه، وتمكن المرشح الجمهورى دونالد ترامب، من الفوز فى الانتخابات بعد حصده أكثر من 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابى متقدمًا على منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، ليصبح ترامب الرئيس رقم 45، خلفًا للمنتهية ولايته باراك أوباما، الذى يغادر منصبه يناير المقبل.
وكان أول المهنئين بفوز ترامب، الرئيس عبد الفتاح السيسى، فبعد ساعات قليلة من إعلان النتيجة اتصل السيسى هاتفيا بترامب ليهنئه بالفوز، متمنيًا أن تشهد العلاقات القادمة بين مصر وأمريكا المزيد من التعاون، وقد أعلنت أحزاب مصرية التوجه إلى أمريكا خلال المرحلة القادمة فى وفد شعبى للمطالبة بحظر جماعة الإخوان المسلمين وإعلانها جماعة إرهابية.
فى الوقت ذاته، شكل فوز ترامب برئاسة البيت الأبيض، صدمة قوية لجماعة الإخوان المسلمين وأنصارها وسط ترقب حذر من الإجراءات المتوقعة أن يتخذها ترامب تجاه تيار الإسلام السياسى بصفة عامة وجماعة الإخوان المسلمين بصفة خاصة، وكانت هناك تصريحات سابقة لترامب وصفها البعض بأنها عنصرية، حيث اتهم مسبقًا مسلمى الولايات المتحدة بعدم التعاون مع السلطات للكشف عن أشخاص مثل منفذ هجوم أورلاندو، كما طالب بفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى البلاد وتخشى الجماعة من عنصرية ترامب، حيث أكد وليد فارس مستشار ترامب، أن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية سيمرر مشروع اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
السيسى أول المهنئين
عقب إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، وإعلان فوز ترامب على نظيرته هيلارى كلينتون، تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالتهنئة للرئيس الأمريكى الجديد، متمنيًا له التوفيق والنجاح فى أداء مهامه ومسئولياته فى رعاية مصالح الشعب الأمريكى الذى منحه الثقة فى القيادة، ومتطلعًا إلى تعزيز علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على كل المستويات.
وقال بيان عن رئاسة الجمهورية: إنه "انطلاقاً من العلاقة الاستراتيجية الخاصة التى جمعت بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على مدار عقود كبيرة مضت، وإيمانًا بالدور المهم والأهداف المشتركة التى تحققها وتصونها تلك العلاقة فى دعم استقرار منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وحماية مصالح شعوب هاتين المنطقتين، فإن جمهورية مصر العربية تتطلع لأن تشهد فترة رئاسة الرئيس دونالد ترامب ضخ روح جديدة فى مسار العلاقات المصرية- الأمريكية، ومزيد من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين المصرى والأمريكي، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية فى منطقة الشرق الأوسط، لاسيما فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجهها".
وتابع البيان: تتوجه جمهورية مصر العربية بالتهنئة للشعب الأمريكى الصديق بمناسبة استكمال الاستحقاق الانتخابى الرئاسى بنجاح، متمنية دوام الرخاء والاستقرار والتقدم لشعب الولايات المتحدة الأمريكية .
من ناحية أخرى، كان الدكتور وليد فارس مستشار السياسة الخارجية لحملة الرئيس الامريكى الجديد دونالد ترامب، قد أعلن أن الأخير كان مهتمًا بالتعرف على الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ نهاية 2015.
وأشار مستشار ترامب فى لقاء له من واشنطن مع برنامج "فى دائرة الضوء" على قناة النهار، إلى أن الرئيس الأمريكى الجديد، يرى أن مصر حامية للسلام فى المنطقة ودورها محورى بمنطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن الرئيس ترامب سيكون إيجابيًا جدًا بالنسبة لمصر والشعب المصري، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب، حذر من جماعة الإخوان فى مصر والعالم ، وهو ما يؤكد توقعات البعض بتحسن العلاقات مع أمريكا بعد فوز ترامب .
إلا أن الدكتور حازم حسنى أستاذ السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة كانت له رؤية أخرى لهذا الأمر، حيث قال: "انتخاب ترامب، وما سيترتب عليه من تداعيات ستؤثر علينًا حتمًا عند تشكيل مسارات المستقبل، ولكن ورغم أن انتخاب ترامب يصب فى مصلحة نظام السيسى ظاهريًا إلا أنه قد يمثل ضغطًا هائلاً عليه من جانب آخر"، معربًا عن اعتقاده بأن "هذا النظام لا يملك الذكاء الذى يحتاجه من يريد أن يخرج سالمًا من براثن هذه التناقضات"!.
ولم يكن فقط السيسى، هو من قدم التهئنة لترامب، ولكن قدم أيضًا تيار الاستقلال، الذى يتزعمه المستشار أحمد الفضالى التهئنة، كما أعلن عن توجه وفد "الدبلوماسية الشعبية"، إلى واشنطن قريبًا لمطالبة الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بتنفيذ وعوده بوقف دعم جماعة "الإخوان المسلمين" وحظرها واعتبارها "جماعة إرهابية" وفتح صفحة جديدة فى العلاقات مع مصر.
وقال "تيار الاستقلال" فى بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه: "تلقينا خبر فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بسعادة بالغة ليضع نهاية لإدارة أوباما المأساوية لمشكلات العالم وقضايا الشرق الأوسط، ووقف دعم جماعة الإخوان الإرهابية، وأنه ليس هناك أسوأ من عصر أوباما والحزب الديمقراطى فى إثارة الحروب والصراعات المأساوية فى العديد من الدول العربية". وأضاف: "لقد خسرت جماعة الإخوان وتنظيم داعش وكل الجماعات الإرهابية، أكبر مساند لهم فى العالم وهو إدارة أوباما وحزبه الديمقراطي".
وتوقع أحمد الفضالى رئيس "تيار الاستقلال"، أن تشهد السياسة الأمريكية تغييرًا كبيرًا فى تعاملها مع قضايا الدول العربية والشرق الأوسط خلال إدارتها الجديدة، خاصة أن صناديق الاقتراع ذاتها كشفت عن رفض الرأى العام الأمريكى لسياسات أوباما وإدارته ومن بينها سياساته تجاه الشرق الأوسط والعالم العربى ودعمه لجماعة الإخوان "الإرهابية".
وأكد الفضالى، أن "فوز ترامب سوف يمكنه من تنفيذ ما تعهد به من القضاء على الإخوان ومواجهة سيناريو نشر الإرهاب بالعالم"، متوقعًا أن "تأكيد ترامب للرئيس عبد الفتاح السيسى فى اللقاء الأخير الذى جمع بينهما مؤخًرا فى نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، باقتلاع الإخوان والإرهاب من العالم قد دخل الآن حيز التنفيذ".
وقال الفضالى، إن "وفد الدبلوماسية الشعبية سيغادر إلى واشنطن قريبًا لمطالبة الرئيس ترامب بتنفيذ وعوده بوقف دعم جماعة الإخوان وحظرها واعتبارها جماعة إرهابية وفتح صفحة جديدة فى العلاقات مع مصر وفقًا لمبدأ المعاملة بالمثل".
ناتو عربى لمواجهة الإخوان
ويقول الدكتور صلاح هاشم أستاذ التخطيط والتنمية، إن العلاقات المصرية الأمريكية، لن تشهد سوءًا أكثر مما شهدته الفترة الماضية، وأن مصر لن تكسب كثيرًا من فوز ترامب بكرسى الرئاسية الأمريكية وأيضًا لن تخسر شيئًا فالعلاقة ستكون بين البلدين كما هي".
وأضاف هاشم ل"المصريون"، أن النقطة الوحيدة التى ستصب فى مصلحة النظام المصرى هو تشكيل ناتو عربى والذى أعلنه ترامب، والخاص بمحاربة الجماعات الإرهابية والمسلحة ومنها أيضًا محاربة جماعة الإخوان المسلمين وبالرغم من ذلك فالنظام يعانى من مشكلات كثيرة ليس فقط الإخوان المسلمين، والتى سترجع عاجلاً أم أجلاً إلى نسيج الكيان المصرى من جديد وما تجربة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ببعيدة فبعد اعتقاله ما يقرب من 17 ألف إخوانى إلا أنهم عادوا إلى النسيج المصرى بعد ذلك وهو ما سيحدث مع الإخوان أيضًا".
وأشار أستاذ التنمية، إلى أن أمريكا لن تقوم بضح أى أموال جديدة لمصر وستكتفى فقط بحجم المعونة المرسلة حاليًا والتى تقدر ب 250 مليون دولار.
سياسة البزنس
ويقول الدكتور سامى عاشور القيادى بحزب مصر القوية، إن المتابع لتصريحات دونالد ترامب طوال مسيرته الانتخابية، والمدقق فى حياته الشخصية من خلال فيديوهات له فى حلبات المصارعة وفى مقابلاته التليفزيونية (قديماً وحديثاً)، سيخرج بالآتي: "إنه سيطبق سياسة البزنس فى علاقاته مع جميع دول العالم بما فى ذلك مصر بعيداً عن قيم الديمقراطية والحرية والعدل وحقوق الإنسان، لذلك سيعمل لمصلحة (الكيان الصهيوني) بغض النظر على أى اعتبارات، وسيستخدم كل دول الشرق الأوسط، لتحقيق هذه الغاية".
وأشار القيادى بحزب مصر القوية، إلى عدم وجود أى استفادة على الإطلاق فى مستقبل علاقاتنا بالحكومة الأمريكية فى ظل هذا الرئيس "العنصرى اليمينى المتطرف المصاب بالغرور" والذى لا يؤمن بحق أحد فى الحياة إلا أغنياء الأمريكان البيض فقط، بالإضافة إلى أنه مضطر لخدمة المصالح الصهيونية، لضمان بقائه واستمراره لفترة ثانية.
إعلان الإخوان "إرهابية"
فى أول تصريح له عقب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال وليد فارس، مستشار ترامب، إن الرئيس الجديد سيمرر مشروع اعتبار "الإخوان المسلمين" "جماعة إرهابية".
وأضاف فارس: أن المشروع ظل معلقًا داخل الكونجرس لعدة أعوام بسبب عدم تصديق البيت الأبيض عليه، نظرًا لأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما كان يدعمهم". وأوضح فارس أن "ترامب يرى أن الإخوان المسلمين من أخطر الجماعات التى تغذى الفكر المتطرف. لذا، فهو يريد توجيه ضربة عسكرية للتنظيم الإخوانى وليس احتواءه سياسيًا، مثلما فعل أوباما وهيلارى كلينتون".
وفى رد فعل سريع استبعد إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، إقدام الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب على اتخاذ قرار بتصنيف الجماعة على "قوائم الإرهاب" الأمريكية، قائلاً: إن هذا القرار "لا نرجوه ولا نخشاه".
وقال منير، إن "الشعب الأمريكى اختار، ويجب أن نحترم خياراته، ونهنئه على إيمانه بالأسلوب الديمقراطي، وحرصه عليه، ولا أتصور أن الجماعة تعترض على اختيار الشعب أيا كان الشخص الفائز".
وأضاف نائب مرشد الإخوان: أن أى رئيس أمريكى محكوم بسلطات ونظم وأجهزة أخرى تعمل وتكون مساهمة فى إصدار أى قرار.
وتابع منير: إن "قرار وضع الجماعة على قوائم الإرهاب لا نرجوه ولا نخشاه، ووراؤه محاولة تخويف تصدر غالبًا ممّن يتمنونه، ولكن أتصور أن سياسة دولة كأمريكا ليست من السهل أن الرئيس أيًا كان أن ينفرد بهذا القرار".
من جانبه قال سامح العطفى مدير مركز لندن للدراسات السياسية، إن الديمقراطية الأمريكية هى ديمقراطية منقوصة وتتحكم فيها لوبيات كثيرة من جهة الأمن والمخابرات وشركات السلاح وشركات البترول والمؤسسات المالية والاقتصادية واللوبى اليهودي.
وأضاف العطفي، أن وضع جماعة الإخوان المسلمين فى أمريكا بعد فوز ترامب، هو بطبيعة الحال سوف يتأثر سلبًا ولكن لا تواجد للإخوان المسلمين فى أمريكا بهذا الحجم الذى يخشى منه تأثير، لأن بريطانيا هى أكبر تجمع للإخوان المسلمين، وبذلك فلن يكون هناك أضرار للإخوان فى أمريكا".
وأشار مدير مركز لندن للدراسات، أنه من المتوقع أن يقوم ترامب بتمرير قوانين تجرم نشاط الإخوان المسلمين من خلال الكونجرس وهذا يعتمد على توافق الحزبين الرئيسين فى أمريكا، وإن كنت أتوقع تغيرات كبيرة فى الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة.
العداء مع الإخوان شرط التعاون
من جانبه اعتبر الدكتور سامى عاشور القيادى بحزب مصر القوية، أن ترامب سيحافظ على استقرار المجتمع الأمريكى بكل قوة، ولذلك لن يحاول إثارة مشاكل داخلية، ولكنه قد يحاول التضييق على الجماعة بالتدريج داخلياً وخارجياً وذلك لأنه لا يؤمن بالإسلام السياسى مهما كان معتدلاً".
وأضاف عاشور: "سيتعاون ترامب مع كل الحكومات التى تعادى الإخوان، لأنه ليس هناك مصالح مادية عاجلة من العلاقة الجيدة بالإخوان، وأيضاً الإخوان أعداء تقليديين للصهاينة أكبر الداعمين له.
ويرى محللون، أن العلاقات الأمريكية المصرية ستتأثر من خلال علاقة البيت الأبيض بالسعودية، وعقب فوز ترامب هنأ العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، دونالد ترامب، وأشاد بالعلاقات بين أمريكا والمملكة العربية السعودية.
وقال العاهل السعودي:"يسرنى أن نبعث لكم باسم شعب وحكومة المملكة وباسمنا أجمل التهاني، وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامتكم، ولشعب الولايات المتحدة الأمريكية الصديق التقدم والازدهار، متمنين لفخامتكم التوفيق والسداد فى مهامكم بما يحقق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع".
وأشاد الملك سلمان، ب"العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الصديقين، التى يتطلع الجميع إلى تطويرها وتعزيزها فى المجالات كافة، لما فيه خير ومصلحة البلدين".
ولم يتوقف ترامب، منذ بدء حملته الانتخابية عن إطلاق التهديدات والتلويح بمعاقبة الدول العربية، وخاصة الخليجية فى حال عدم تطبيق تلك الدول لما تمليه أمريكا من قرارات تخدم سياستها فى المنطقة فى العديد من الملفات.
ولجأ ترامب، خلال أحد اللقاءات الصحفية إلى تهديد السعودية ودول خليجية بالعقوبات المالية فى حال عدم إرسالها قوات برية لمقاتلة تنظيم "داعش" فى سوريا، إضافة إلى تنبؤه بزوال السعودية فى حال تخلى أمريكا عن دعمها.
الحفاظ على إسرائيل
ويقول الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه لم تعد أمريكا هى الفاعل الرئيسى فى تفاعلات وقضايا الشرق الأوسط، مع تصاعد أدوار قوى دولية أخرى مثل روسيا والصين، خاصة فى مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي, حيث أصبح الدور الروسى بارزًا ومتشابكًا فى العديد من الأزمات بالمنطقة خاصة فى الأزمة السورية".
وعن علاقة الولايات المتحدة بدول الخليج والمنطقة، أشار عامر، إلى أن هناك عددًا من المحددات التى تحكم السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط وتجعل هناك استمرارية لتلك السياسة واستمرار الانخراط الأمريكى فى أزماتها وتتمثل فى المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة وحماية أمن إسرائيل والمحافظة على إمدادات وأسعار نفط مستقرة ومحاربة الإرهاب ومواجهة أسلحة الدمار الشامل والحفاظ على استقرار الدول الصديقة والحليفة، لكن التغيير فقط سيكون فى الآليات وليس فى التوجهات.
وكانت إذاعة "صوت أمريكا"، أعلنت أن فوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هو بشرة خير للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، خاصةً أن الأخير يفترض انتهاء القلق لديه من انتقاد أمريكا المستمر لانتهاك حقوق الإنسان ببلاده. ووصفت الإذاعة وصول ترامب للرئاسة بالنسبة للسيسى، بأنه "علامة ارتياح"، مدللةً على ذلك بمبادرة الرئيس المصرى تهنئة الرئيس ال45 للولايات المتحدة الأمريكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.