فضيحة تحكيمية ما زالت تطارد بطل الجمباز الكوري

مر 12 عاما منذ أن وقف لاعب الجمباز الكوري الجنوبي يانج تاي يونج بملامح جامدة على منصة التتويج ليحصل على الميدالية البرونزية في اولمبياد أثينا بينما كان بجواره الامريكي بول هام والميدالية الذهبية تطوق عنقه.
لكن كل الجروح لا تلتئم بمرور الزمن.
وكان يانج في قلب أحد أكثر الأحداث الاولمبية إثارة للجدل حين كلفه خطأ تحكيمي في ألعاب 2004 بخصم 0.1 نقطة من نتيجته على المتوازيين الميدالية الذهبية في منافسات كل الأجهزة.
واعترف الاتحاد الدولي للجمباز بأن هام حصل على الذهبية بالخطأ لكنه رفض تعديل النتيجة وأعاد توزيع الميداليات بعدما قال المسؤولون إن كوريا الجنوبية لم تقدم الاحتجاج في الوقت المناسب.
وأوقف الاتحاد الدولي الحكام المتورطين وأرسل رئيسه برونو جراندي إلى هام يقترح عليه تسليم الميدالية الذهبية إلى يانج في إظهار للروح الرياضية.
لكن بعد رفض هام ذهب يانج بالقضية إلى محكمة التحكيم الرياضية لكن استئنافه رفض أيضا.
وقال يانج في مقابلة مع رويترز مؤخرا "أشعر بالندم الان كمدرب أكثر من عندما كنت لاعبا لأنني لا استطيع المنافسة. أود عودة الزمن والمحاولة مرة أخرى."
وبينما كان من الصعب على يانج تحمل خسارة الميدالية الذهبية في هذه الظروف فإن الأمر كان تأثيره ضخما على الجانب المالي أيضا.
وتمنح حكومة كوريا الجنوبية مبالغ شهرية للحاصلين على ميداليات اولمبية وفقا لنتائجهم.
ووفقا للجنة الاولمبية الكورية تساوي الميدالية الذهبية الاولمبية مليون وون (840 دولارا) شهريا بينما تضاعفت القيمة المالية للميداليتين الفضية والبرونزية في 2011 لتصل إلى 750 و525 ألف وون في الشهر.
وتعتمد القيمة المالية التي يحصل عليها كل لاعب على عدة عوامل من بينها عدد الميداليات وميزانية الحكومة لكن الذهبية تجلب حوالي 40 مليون وون أكثر من البرونزية.
وحصل بارك سيونج هي متسابق التزلج على 120 مليون وون من اللجنة الاولمبية الكورية بعد فوزه بذهبيتين وبرونزية في اولمبياد 2014 الشتوي في سوتشي.
وطبقا لوسائل إعلام محلية يتجاوز هذا الرقم 300 مليون وون بعد المكافآت الأخرى من منظمات مختلفة.
وكانت هناك مطالب في كوريا الجنوبية بمكافأة يانج كحاصل على الميدالية الذهبية لكن المؤسسة الكورية الرياضية رفضت ذلك.
ويحصل يانج بدلا من ذلك على مكافأة الميدالية البرونزية بالإضافة إلى ميداليات فاز بها في بطولات دولية أخرى.
وقال يانج مدرب المنتخب الوطني للجمباز "الجميع اعتقد أنني سأحصل على راتب الميدالية الذهبية لو لم أحصل على الميدالية نفسها. لكن الأمر كان مختلفا."
وبعد عامين من الواقعة ألغى الاتحاد الدولي حصول أي لاعب على النقاط العشر المثالية.
وبينما قال كثيرون إن ما حدث ليانج كان السبب وراء قرار الاتحاد الدولي فإن المتسابق الكوري لا يعتقد أن النتيجة الاجمالية كان لها تأثير كبير.
وقال "الناس قالوا إن اللوائح تغيرت بسببي لكني فقط جعلتها أكثر صعوبة" مضيفا أنه يعتقد أن اللوائح الجديدة تسببت في حدوث إصابات أكثر في الرياضة.
وتابع "هل جعلت الأمور أكثر عدالة؟ لا أدري. لا اعتقد أن الأمور تغيرت منذ ذلك الوقت."
ومع معاناة يانج هاك سيون البطل الاولمبي في منافسات حصان الوثب عام 2012 من إصابة في وتر العرقوب فإن حصول كوريا الجنوبية على ميداليات في الجمباز في ريو دي جانيرو لن يكون سهلا.
وقال بارك مين سو أحد المواهب الصاعدة إنه لا يشعر بالقلق من أخطاء محتملة من الحكام في ريو.
وقال "لست قلقا من أي أخطاء تحكيمية. أثق أنني سأقدم أداء رائعا. لا أشعر بالخوف لكن بالثقة فقط."