جمهورية اليُونان هي دولة تقع في جنوب شرق أوروبا، على الرأس الجنوبي لشبه الجزيرة البلقانية، يحدها شمالاً كل من بلغاريا، جمهورية مقدونيا وألبانيا، تركيا ومياه بحر إيجة شرقاً، مياه البحر الأيوني والبحر الأبيض المتوسط غرباً وجنوبا. تملك اليُونان إرثا حضارياً عريقاً، يعود تاريخه إلى آلاف السنين، يعتبر المؤرخون الغربيون اليوم أن بلاد اليُونان هي مهد الحضارة الغربية. أصبحت رسميا الجمهورية "الهيلينية" باليونانية: Ελληνική Δημοκρατία إلينيكي ذيموكراتيا، ومعناها حرفياً، "حكومة الشعب الهيلينية". يطلق اليُونانيون على بلادهم اسم Ελλάς هيلاس، يستبدل هذا الاسم في اللغة اليُونانية الحديثة ب"إلاس"، في الحياة اليومية يستعمل لفظ "Ελλάδα إلادا" كثيراً كما يطلق اليُونانيون على أنفسهم اسم "هيلينيس"، ويتداولون هذا اللفظ حتى عند حديثهم باللغة الإنجليزية. و لقد عرفت شواطئ بحر إيجة ظهور أولى الحضارات في الضفة الشمالية للبحر المتوسط، عرفت أولى الحضارتين باسم المينوية والميسينية، وتلت الفترة الأولى، عصر مظلم استمر حتى حوالي 800 قبل الميلاد. عرفت البلاد عهداً جديداً مع ظهور الحضارة اليُونانية، وكانت بلاد اليُونان عبارة عن تجمع من المدن المستقلة وهي أسبرطة العسكرية وأثينا المدنيٌة والديمقراطية وغيرهما من المدن، قامت هذه المدن بإنشاء مستعمرات تجارية على طول البحر الأبيض المتوسط، كما قاومت محاولات توسع الفرس في المنطقة، وانقذت أوروبا من غزاة أباطرة الفرس خصوصا في معركة ماراثون البرية ومعركة سالاميس البحرية عام 480 ق.م. شكلت ثقافة هذه المنطقة المنبع الرئيس للحضارة الهيلينية، انتشرت هذه الحضارة في أرجاء واسعة من العالم بعد قيام إمبراطورية الإسكندر الأكبرالمقدوني. سيطر الأتراك العثمانيون على اليُونان في القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت تلك الأراضي تابعة للإمبراطورية البيزنطية، ومُقسمة إلى دويلات صغيرة، واحتل العثمانيون العاصمة البيزنطية، أي القسطنطينية (الآن إسطنبول) عام 1453م، وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية، ومنح العثمانيون اليُونانيين النصارى حرية العبادة، بالإضافة إلى منحهم الحكم الذاتي المحلي. قَويت رغبة اليُونانيين للاستقلال عن طريق العمل الجاد والتعليم، وازدادت طبقة التجار عدداً وثراءً فتوسعوا في الصناعة، والتجارة، وطوّروا أسطولاً تجارياً ضخماً، وبنوا عدداً كبيرًا من المدارس، وتعلّّم كثير من اليُونانيين في الدول المتقدمة. وفي عام 1814م، قام تاجر يوناني يسكن أوديسا في روسيا، بإنشاء جمعية الصداقة، التي أسهمت في تنظيم حركة ضد العثمانيين أدّت إلى قيام الثورة اليُونانية. بدأت حرب الاستقلال اليُونانيّة عام 1821م، وتغلب اليُونانيون على الأتراك العثمانيين، وسيطروا على مناطق متعددة في اليُونان، وفي عام 1825م، وبمساعدة الأسطول المصري اقتحم الأتراك اليُونان من الشمال، وأعادوا احتلال المناطق التي حررها اليونانيون، ولكن ذلك لم يوقف الثورة. وفي عام 1827م اتفقت فرنساوروسيا وبريطانيا على استعمال القوة لإنهاء المعارك، وقام أسطول بحري للدول الثلاث بتدمير الأسطول الجزائري والتركي والمصري في معركة نافارينو، ثم أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في عام 1828م، فانسحب الأتراك من اليونان لمحاربة الروس، وبعد انسحاب المصريين أصبحت اليُونان دولة مستقلة عام 1829م. عُقدت اتفاقية لندن عام 1830م، واعترفت كل من فرنساوروسيا وبريطانيا باليُونان دولة مُستقلة، وتعهدوا بحمايتها. وفي عام 1832م نودي بالأمير أوتو ليكون أول ملك لليونان، وتم تثبيت الحدود السياسية للدولة. وبلغ سكان المملكة اليُونانية الجديدة نحو 800,000 نسمة، وكانت أراضيها نصف مساحة اليُونان الحالية، وكان يوجد نحو ثلاثة ملايين يُوناني في الأراضي التي ظلت بيد الأتراك و200,000 يُونانيّ في الجزر الواقعة تحت السيطرة البريطانية، وأصبح ضمّ تلك المناطق لليُونان الهدف الكبير لليُونانيين. تبلغ مساحة اليُونان حوالي 130 ألف كيلومترا مربع، مقارنة مع الدول العربية، فمساحتها تعادل مساحة كل من الأردن وفلسطين مجتمعة، تشكل الجزر اليُونانية حوالي ربع هذه المساحة، حيث يبلغ عددها الإجمالي حوالي 9841 جزيرة، وجزيرة كريت هي أكبرهم، حيث تبلغ مساحتها حوالي 8260 كم2. تقع اليُونان في الجزء الجنوبي من البلقان، تفصل قناة كورينث شبه جزيرة بيلوبونيسوس عن أراضي اليابسة اليونانية الشمالية، يبلغ مجمل طول الساحل اليُوناني حوالي 15،000 كم ومجمل حدود برية تبلغ 1،160 كم، ما يقارب من 80% مساحة البلاد هي عبارة عن مرتفعات جبلية، جاعلة من اليُونان من أكثر بلاد أوروبا ارتفاعا عن مستوى سطح البحر، يحتوي غرب اليُونان على بحيرات عدة.