النجار: مصر خلال 4 سنوات لم يعد أمامها سوى الغاز الإسرائيلي عبد العظيم: مصر أمامها فرصة واحدة.. وإسرائيل ستعقد الاتفاقية نافع: إسرائيل بحاجة لمصر لدعمها في المنطقة منذ أن أعلنت شركة الطاقة الإيطالية "إني" عن اكتشافها حقل غاز عملاق في المياه المصرية قبالة السواحل الإيطالية، وأصيبت إسرائيل وقبرص بخيبة أمل كبيرة، وذلك لاعتمادهم على أن مصر كانت على وشك أن تستورد منهما الغاز عقب نفاذ ما تمتلكه من حقول غاز طبيعي. وكان التقى المدير العام لوزارة الطاقة الإسرائيلية "شاؤول مريدور"، مع نظرائه في قبرص واليونان، في إسرائيل، لمناقشة إمكانية التعاون في مجال الطاقة بين الدول الثلاث، وذلك لاستكمال الاجتماع الذي عقد بينهما قبل ثلاثة أشهر في نيقوسيا عاصمة قبرص. وقال المدير العام لوزارة الطاقة الإسرائيلية، إن التعاون بين الدول الثلاث هو خطوة استراتيجية في مجال الطاقة، وسوف تؤثر على كل من المدى القصير والطويل إيجابيا لجميع الأطراف، وإن الموقع الجغرافي لإسرائيل يتطلب الحفاظ على تعزيز العلاقات مع جيرانها في البحر المتوسط وخلق منصة جديدة من الاحتراف والخبرة المشتركة". وأوضح "مريدور": أن كبار المديرين التنفيذيين لوزارات الطاقة بالدول الثلاث ناقشوا التعاون المشترك بينهم، وإمكانية تصدير إنتاجهم من الغاز إلى أوروبا بالإضافة إلى التعاون فى مجال الكابلات البحرية. تكلفة المشروع ب 1.5 مليون دولار في هذا الصدد أوضحت صحيفة "جلوباس" الاقتصادية الإسرائيلية، أن بين إسرائيل وقبرص علاقة حب وكراهية في نفس الوقت فيما يتعلق بالغاز الطبيعي، موضحة أن كلا البلدين، اكتشفت احتياطيات للغاز ومن أجل تطويرها ينبغي توقيع عقود تصدير للخارج، وبالتالي حدث تنافس بين البلدين على تصدير الغاز إلى مصر، على الرغم من أنهم يتحدثون عن بناء بنية تحتية مشتركة لتصدير الغاز، ولكن في الوقت الحالي هو خيار معقد جدًا، لافتةٍ إلى أن قدرت وزارة الطاقة الإسرائيلية تكلفته ب 1.5 مليون دولار، ووفقا للخطة، سيتم وضع كابل في أعماق البحر لقبرص، ثم إلى جزيرة كريت حتى أثينا. التعاون الإسرائيلي القبرصي سيأتي ثماره قبل مصر من جانبه يرى الدكتور "محمد النجار"، أستاذ الاقتصاد، بجامعة بنها، أن إجمالي نتائج حقل غاز "إني" سيظهر على الاقتصاد المصري خلال خمس أو ست سنوات من الآن، ما يعني أن التعاون الإسرائيلي القبرصي سيأتي ثماره قبل أن تستخدم مصر اكتشافها من حقل الغاز الطبيعي، لاسيما أنه ترددت أنباء مؤخرًا عن تواجد بعض الخلافات بين الحكومة المصرية والشركة الإيطالية على خلفية مقتل الشاب الإيطالي" جوليو ريجيني". وأكد "النجار" ، في تصريحات خاصة ل" الفجر" ، أن مصر ستضطر إلى إصدارات الغاز من حقل "تيمار" الإسرائيلي، إذ أن سبق وأن صرح رئيس شركة "إني" كلاوديو ديسكالزي"، أنه يتوقع أن يتم حفر أول الآبار وتركيب الأنابيب في هذا الحقل نهاية عام 2016، لتبدأ مصر جني ثمار المشروع عام 2020. وأوضح "النجار"، أن مصر خلال الأربع سنوات المقبلة لم يكن أمامها سوى أن تلجأ إلى الغاز الإسرائيلي، الذي تعمل إسرائيل في الوقت الراهن على سرعة استخراجه والكشف عن حقول أخرى بالتعاون مع قبرص واليونان. "البنية التحتية" فرصة ذهبية لمصر فيما يقول الدكتور" حمدي عبد العظيم"، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية: " بالرغم أن إسرائيل لديها في الوقت الراهن حاجه ماسة لإتمام الاتفاقية بينها وبين اليونان وقبرص لاستخراج الغاز ومنافسة مصر، إلا أن أمام مصر فرصة واحده، موضحًا ذلك بأن مصر لديها بنية تحتية تمكنها في صناعة الغاز، وهو ما لا تمتلكه القبرص واليونان اللتان، تعانيان من تلف في البينة التحتية لديهما. وأردف "عبد العظيم"، أن إسرائيل تسعى لنجاح الاتفاقية القبرصية لتصاعد غضب الرأي العام الإسرائيلي، الذي يتهم الحكومة الإسرائيلية بالتلكؤ في عقد اتفاقيه بينهم وبين الجانب المصري لتصديرهم الغاز الإسرائيلي. وتابع "عبد العظيم"، لم يعد أمام إسرائيل سوى إتمام هذه الاتفاقية، خاصًة بعدما أكد الكنيست الإسرائيلي أن مصر لن تشتري الآن الغاز من إسرائيل، ما يعني إسرائيل ستكون بصدد تغير جميع خططها الاقتصادية، التي ستكون استثمار السواحل البحرية على رأس هذه الخطط. وطالب "عبد العظيم" ، الحكومة المصرية بضرورة إنهاء الخلافات بينها وبين الشركة الإيطالية لبدء العمل، في حقل الغاز المصري الإيطالي، لكي يستطيع أن يسد حاجة مصر من الغاز، ولعدم إجبارها ع استيراد الغاز الإسرائيلي. تأثير الاتفاقية على علاقة هذه الدول بمصر واستطرد الدكتور "مدحت نافع"، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، قائلاً: إن تأثير الاتفاقية الإسرائيلية القبرصية، على علاقات هذه الدول مع مصر، ستكون بالغة الأهمية، حيث أن هذه الفترة تشهد تناغمً واضحًا بين مصر وإسرائيل واليونان، بالإضافة لقبرص، بكافة المجالات الاقتصادية والبحرية، والسياسية، والعسكرية، إذا أن المعادلات السياسية والعسكرية لليونان وقبرص أجبرت هاتين الدولتين على التعاون مع مصر لمواجهة تركيا على ضوء شرائها للبترول من تنظيم الدولة الإسلامية بأسعار بخس، ما يضرب الأسعار العالمية للبترول في جميع الأسواق. وأضاف "مدحت": في تصريحات خاصة ل"الفجر"، في ظل الصراع القائم في الوقت الراهن بين تركيا وجميع دول الشرق الأوسط، لاسيما إسرائيل فلن تجد إسرائيل حليفًا خيرًا من مصر لمواجهة تركيا، موضحًا أن حاجة إسرائيل لمصر لدعمها في المنطقة لن يجعلها تتمادى في اتفاقيات من شأنها أن تؤثر بالسلب على الاتفاقيات المصرية المتعلقة بالغاز مع الدول الأخرى.