"يا ولاد يا ولاد.. تعالوا تعالوا.. عشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكيلنا حكاية جميلة.. وتسلينا وتوعينا وتنادينا كمان أسامينا.. أبلة فضيلة".. كانت هذه مقدمة برنامج عاش عليه أجيال متعاقبة، وحفظوها جميعًا عن ظهر قلب، في التاسعة صباحًا من كل يوم عبر البرنامج العام بالإذاعة المصرية، ينتظرون الدخول في رحلة جديدة معها لبث القيم والتعلم من دروسها المستفادة. كانت "أبلة فضيلة"، أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية، الذين كان لهم تأثير علي الساحة المصرية خاصة بالنسبة للأطفال، إنها حكاية أجيال تعودت على سماع برنامجها الإذاعي المميز جدًا، وهو برنامج غنوة وحدوتة. نشأتها "أبلة فضيلة" من مواليد مثل هذا اليوم الموافق 4 أبريل من عام 1929م، تخرجت في كلية الحقوق، وتتلمذت علي يد بابا شارو، تزوجت من كبير مهندسي الإذاعة المصرية (إبراهيم أبوسريع) ولها ابنة واحدة اسمها (ريم). تقول فضيلة توفيق عن نشأتها : "نحن ثلاث بنات وولد ووالدتي سيدة تركية تجمع بين الطيبة والحزم، كانت تقوم بتفتيش حقيبتي المدرسية فإذا وجدت قلمًا لا يخصني تسألني عن مصدره، وأذكر في طفولتي أيضًا أني كنت أجمع جيراني الأطفال وأقص عليهم القصص والحكايات - كنا نسكن في شارع الملكة نازلي ( رمسيس )- وتعلمت في مدرسة الأميرة فريال وكانت في نفس المدرسة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد وأيضا كانت فاتن حمامة زميلتي وكان والدها سكرتير المدرسة. التحقت بكلية الحقوق تحقيقا لرغبة الأسرة ومن دفعتي كل من : الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف صدقي والدكتور فتحي سرور .. كان الزميل عاطف صدقي يتوقع بعض الأسئلة ويطلب أن نهتم بها ومن العجيب أننا كنا نفاجأ بها في الامتحان . انتقالها إلى الإذاعة عملت "أبلة فضيلة" في بداية حياتها في مكتب المحامي ووزير النقل آنذاك "حمدي باشا زكي"؛ لكن عندما انتقل الإذاعي محمد محمود شعبان (بابا شارو) للعمل في التليفزيون، كان عليه أن يجد بديلاً له في تقديم برنامجه للأطفال، ولأنه كان يعتبر "فضيلة توفيق" ابنته الروحية صمم أن يجعلها هي البديل، لتقدم برنامج "غنوة وحدوته" على مدار عشرات السنوات، باسم "أبلة فضيلة" الذي اختارته خلافاً لكل مذيعات برامج الأطفال اللاتي عادة يخترن اسم (ماما ..) لأنها تفضل أن تكون الأخت الكبرى للأطفال، وليست والدتهم. لقاءاتها مع المشاهير استضافت أبلة فضيلة في برنامجها عددًا كبير من الشخصيات المصرية البارزة؛ على رأسهم نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكمال الشناوي وسيد مكاوي وعبد الحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوي ، سوزان مبارك، الموسيقار محمد عبد الوهاب. وذكر "عبد الحليم حافظ" في لقاءه مع أبلة فضيلة، بأن طفولته كانت حزينة حيث توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده، ليعيش اليُتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم، وهذا سبب له مشكلة نفسية وأصبح وحيدًا بعيد عن الأطفال"؛ ولكن عوضه الله بمحبة زملائه في المدرسة. كما قال: "أؤمن بالحظ، تدخل في حياتي بشكل كبير فلو لم التقى بكامل الطويل لم أكن مطربًا" هذا ما قاله أيضًا في لقاءه مع "أبلة فضيلة". وردًا على تساؤل الأطفال حول من أفضل مطرب يحبه "عبد الحليم"، كانت الإجابة "عبد الوهاب، أم كلثوم، صباح، شادية، والعديد من المطربين". كما شاركت "أبلة فضيلة" في معرض الكتاب لعام 2016،وذلك في لقاء مع الكاتب محاضرة أدب الأطفال "الواقع والمأمول"، وشارك فيها سماح أبو بكر، أبلة فضيلة، وكان بالتعاون مع دار نهضة مصر.