اشتهرت بصوتها الحنون وكلماتها العذبة، التى كانت تنقلنا من واقعنا الاجتماعى إلى عالم الطفولة والبراءة، وحكايتها التى كانت ترويها لتجذب بها الكبار قبل الصغار الذين يستمعون إليها عبر الراديو، إنها أبلة فضيلة التى اشتهرت بتقدم برنامجها "غنوه وحدوته" فى الإذاعة المصرية. تتميز "أبلة فضيلة" برنة صوتها الملائكية، وحكاياتها الرقيقة الدافئة التى تحمل فى طياتها عديدًا من الحكم والمعانى، التى كانت تبث من خلالها القيم والأخلاق الحميدة والصدق وروح الفرحة والحماسة فى نفوس كل من يستمع لها. كانت فضيلة تعشق القصص والحكايات منذ بداية حياتها، ولذا كانت تجمع أطفال الجيران وتحكيها، وحملت على عاتقها مهمة غرس القيم والمبادئ والأخلاق من خلال الحواديت التى ترويها. ولدت فضيلة توفيق فى 4 أبريل 1929، ونشأت فى أسرة محافظة مكونة من ثلاث بنات وولد ووالدتها التركية التى كانت تجمع بين الطيبة والحزم، حيث كانت تقوم يوميًا بتفتيش حقيبتها المدرسية فإذا وجدت قلما لا يخصها تسألها عن مصدره. كانت فضيلة تقيم بشارع الملكة نازلي ( رمسيس حاليًا) وتلقت تعليمها في مدرسة الأميرة فريال، وكان زملاؤها فى المدرسة الملكة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد، والفنانة فاتن حمامة التى كان والدها يعمل سكرتير المدرسة. التحقت فضيلة بكلية الحقوق تحقيقًا لرغبة أسرتها، وكان بنفس دفعتها الدكتور أسامة الباز، والدكتور عاطف صدقي، والدكتور فتحي سرور، وعقب تخرجها من الجامعة اختارها حامد باشا زكى، الذى كان يتولى وزارة المواصلات وقتها، للعمل بالمحاماة فى مكتبه. عملت فضيلة بالمحاماة لمدة24ساعة ففى أول يوم لها حاولت الصلح بين الخصوم فى إحدى القضايا التى جاءت للمكتب، فنقل أحد زملائها هذا الموقف إلى حامد زكى فعاتبها بشدة وقال لها: "مهنتنا تعتمد على الخلافات ولذا فأنت لا تصلحين للعمل في المحاماة من الأفضل أن تعملى في الإذاعة". وفي عام 1953 قابلت فضيلة الرائد الإذاعي "بابا شارو" وقالت له إنها تتمنى أن تعمل مذيعة للأطفال فأخبرها أنه يتولى هذا العمل بمفرده، ثم تم تعيينها بالإذاعة، وكانت تقرأ النشرة، وفي عام 1959 تحقق حلمها، عقب انتقال "بابا شارو" للعمل في التليفزيون ومن هنا عملت في برامج الأطفال . أصبحت أبلة فضيلة أشهر مقدمة لبرامج الأطفال من خلال برنامجها "غنوه وحدوته" الذى استضافت فيه عديدًا من الشخصيات الهامة والشهيرة مثل(نجيب محفوظ، وأنيس منصور، وفاروق الباز، ومحمد عبد الوهاب، وكامل الشناوى، وسيد مكاوى، وعبد الحليم حافظ، ويحيى الرخاوى).