كارثة استيقظ عليها المصريون صباح الثلاثاء، ومعهم وسائل الإعلام العربية والعالمية التي ترقبت وتتبعت الخبر منذ بدايته حتى نهاية الأزمة. إذ قضى مضطرب نفسيًا على آمال انتعاش السياحة في الوقت الرهن بعد اختطافه طائرة ركاب مصرية "إيرباص 320" كانت على متنها 81 راكبًا، في طريقها من مطار برج العرب إلى مطار القاهرة، إلا أنه ادعى أنه يحمل حزامًا ناسفًا وأجبر قائد الطائرة إلى التوجه لقبرص والهبوط هناك. الرُكاب الذين كان من المفترض أن يصلوا إلى مطار القاهرة في رحلة داخلية وجدوا أنفسهم في قبرص، بعدما أجبر الرجل الذي حمل حزامًا طبيًا وأوهم الركاب وقائد الطائرة بأنه حزامًا ناسفًا، وأجبر القائد إلى التوجه إلى تركيا والهبوط هناك، إلا أنه هبط اضطراريا في مطار لارنكا القبرصي، نتيجة نفاد الوقود. سويعات قليلة بعد هبوط الطائرة على أرض قبرص، وبدأ عمليات التفاوض مع الخاطف، وبدأ في إخلاء سبيل الرهائن، السيدات ثم الأطفال وبعدها جميع الركاب، إلى أن سلّم نفسه وخرج مع طاقم الطائرة، وتضاربت الأخبار حول اسم المتهم بعد مرور نحو ساعتين إذ أُعلن أن خاطف الطائرة هو إبراهيم سماحة وهو أستاذ جامعي بالإسكندرية، ثم تبين أنه يدعى سيف الدين مصطفى وأنه يعاني من اضطراب نفسي. وذكرت وسائل الإعلام أن الدافع وراء اختطاف الرجل للطائرة، أنه كان يرتبط بسيدة قبرصية تدعى مارينا باراشكوفا، ثم انفصلا، إذ كتب رسالة وأعطاها لطاقم الطائرة كي يوصلوها إلى طليقته ليراها، وبالفعل أوصلوا الرسالة إلى السيدة والتي ذهب إلى المطار. وبناءً على هذه المعلومات قالت السلطات القبرصية إن عملية الخطف وراءها دوافع شخصية، وإن الخاطف يعاني من اضطرابات نفسية. ورغم أنه عملية الاختطاف لم تسفر عن وقوع خسائر في الأرواح ولم يثبت وجود تقصير أمني، إلا أن حجم التحديات التي تواجه مصر زادت على تأمين المطارات المصرية، خاصة بعد إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية شهر أكتوبر الماضي وأسفر عن توقف الملاحة الجوية بين روسيا ومصر. وفي رسالة طمأنة إلى الدول التي سحبت رعاياها عقب حادث الطائرة الروسية، تعاقدت مصر مع شركة تأمين أوروبية لأجل تقييم الأداء الأمني في مطاراتها، والمشاركة في وضع مزيد من إجراءات السلامة والأمان، إلا أن روسيا تراجعت عن إعلان استأنفها للرحلات الجوية إلى مصر على خلفية حادث اختطاف الطائرة، وقالت الناطقة باسم الاتحاد الروسي للسياحة إيرينا تيورينا، إن "الحديث مستمر منذ تعليق الرحلات الجوية بين روسيا ومصر، حول قرب عودتها. وفي الآونة الأخيرة.. تتوالى المعلومات التي تفيد باستئناف الرحلات المعلقة، فيما جميع هذه الأنباء غير مؤكدة"، متابعة: "إذا افترضنا جدلا صحة أنباء استئناف الرحلات، فإن حادث اليوم، سوف يؤجل عودة الرحلات". ونجحت أجهزة الدولة هذه المرة منذ عقود في إدارة أزمة الطائرة؛ فأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي محادثات هاتفية، أكد فيها الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس لنظيره المصري عبدالفتاح السيسي، الحرص على التعامل مع حادث خطف الطائرة بمنتهى الدقة، ثم بادر السيسي بإصدار بيان رئاسي بعد تحرير الرهائن، أكد خلاله أن العلاقة بين البلدين مثال يحتذى في العمل الدولي"، كما أصدرت شركة "مصر للطيران" بيانات توضيحية بتطورات الحادث وفتحت خط التواصل المباشر مع عائلات المسافرين، وصحيح المعلومات المغلوطة على الساحات الإعلامية الغربية. ويؤكد جاد الكريم نصر رئيس الشركة المصرية للمطارات سابقا، إنه رغم أن الحادث ليس إرهابيًا إلا أنه سيؤثر بلا شك على صورة مصر الخارجية، والمطارات المصرية، ما يعود بالسلب على السياحة المصرية. وكان مصر أجرت مباحثات مع موسكو من أجل العدول عن توقف حركة الملاحة الجوية بين البلدين واتخاذ قرار باستئناف الرحلات المباشرة، ورفع حظر وصول السياح الروس إلى المناطق السياحة المصرية وهو القرار الذي اتخذته روسيا مؤخرًا إلا أنه عدلت عنه بعد حادث اختطاف الطائرة. ويؤكد رئيس اتحاد الغرف السياحية إلهامي الزيات ل"الفجر"، أن الحادث يؤثر سلبًا على جهود استئناف عودة الحركة السياحية، مؤكدًا أن وسائل الإعلام الغربية والساحات الإعلامية الدولية ستصف تأمين المطارات المصرية بالسيئ، متسائلًا "أين شركة تأمين المطارات التي تمت المطالبة بها؟".