أعربت أمال أحمد محمد الحلوانى، الحاصلة على لقب الأم المثالية ضمن أمهات ذوى الاحتياجات الخاصة بمحافظة الجيزة، عن سعادتها بحصولها على اللقب، قائلة "فرحتى متتقدرش ولا كنت أتوقع حصولى علي اللقب ومقابلة الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى والجلوس معها بعد أن كنت أشاهدها فقط فى التليفزيون". سردت "أمال"، قصة حياتها ومسيرة الكفاح والتحدى التى اكتملت بحصولها على لقب الأم المثالية، موضحة أنها عاشت حياة بسيطة وسط أسرة مكونة من خمس أفراد وكانت هى الشقيقة الكبرى، وحرمت من التعليم لتتحمل تربية أخواتها بعد مرض والدتها، التى تركت لها مسئولية تربية شقيقتها البنات ومسئولية تربية وتعليم شقيقها الأصغر الذى كان يعانى من مرض شلل الأطفال. وعلى الرغم من صغر سنها فى ذلك الوقت الا أنها اصرت على تعليم شقيقها وإرسالة الى الكتاب وفى نفس الوقت تشعر برغبة فى التعليم الذى حرمت منه وكانت تستمع إلي معلم شقيقها وتحاول ترديد الحروف والكلمات لكى تتعلم. واستمرت فى العطاء لأشقائها ومساعدة والدتها المريضة, حتى كبر أشقائها وتزوجت هى الأخرى بنجار مسلح وتقاسمت معه المعيشة وانجبت منه 5 أبناء, وهم محمود بالصف الرابع بكلية التجارة جامعة القاهرة, نورا طالبة الصف الثانى بكلية الزراعة, ياسمين بالصف الاول بكلية التجارة جامعة القاهرة, محمد طالب بالصف الثالث الاعدادى, مصطفى 5 سنوات. وأوضحت أمال، أن زوجها كان يتحمل عنها كافة المسئوليات والاعباء حتى أصيب بالعضروف الذى احاله عن ممارسة عملة, وفى ذلك الوقت اقترحت عليه البحث عن مصدر أخر للرزق وبالفعل قام بفتح محل لبيع الدواجن, وشاركته العمل حتى اشتدت عليه الالم المرض وأصبح طريح الفراش لفترة طويلة, ولكنها استطاعت الوقوف بجانبة وأدارت المحل الى جانب تحملها تربية وتعليم الأبناء ولكى تتغلب على الظروف المعيشية وتعلمت الخياطة وكانت تسهر ليلا على ماكينة الخياطة لتساعد فى مصاريف أبنائها. وأضافت أن التحدى الاكبر الذى واجهته وأستطاعت أن تتخطى وترى أن ربنا أجرها عليه خيرا, هو عندما انجبت ابنتها الثالثة "ياسمين " وشعرت انها تختلف عن أشقائها, وذهبت بها الى المستشفيات, لتعلم حين ذاك أن أبنتها مصابة بتأخر فى النمو والحركة, ولكنها لم تصدم أو تقف مقيدة الايدى أمام حالة أبنتها وأصرت على علاجها, حتى بدأت تتحسن حالتها, كما أصرت على تعليمها مثل باقى اخواتها, وحين أذن نصحها بعض الاقارب أن تتجه بأبنتها الى مدرسة لذوى الاحتياجات الخاصة, وعند ذهابها الى تلك المدرسة وعند أختبار نسبة ذكاء أبنتها وجدوا أن النسبة تتعدى 60%, وأنها من الأفضل أن تذهب بها لمدرسة للأصحاء وتحاول إدراج ابنتا بها ولكن ذلك سوف يحتاج تحدى وادارة كبيرة. وبالفعل وبعد محاولات عديدة استطاعت "أمال" أن تدرج ابنتها بمدرسة للاصحاء وساعدتها حتى اكلمت شهادتها الابتدائية والاعدادية بالتحدى والاصرار والعزيمة ومساعدتها بكل طاقتها بالاضافة إلى مساعدة أشقائها لها, وفى نفس الوقت حاولت هى الأخرى أن تدرس كي تستطيع مساعدتة ابنتها فى الدراسة وذهبت إلى فصول محو الأمية واستطاعت الحصول على الشهادة الاعدادية، زاستطاعت الان ان تصبح طالبة بكلية تجارة جامعة القاهرة. وأكدت "أمال" أن انتقال ياسمين من المرحلة الإعدادية للمرحلة الثانوية كان تحديا كبيرا جدا، حيث تخوفت أمال من صعوبة المناهج الدراسية على ياسمين وحاولت أن تلحقها بمدرسة ثانوية صناعية، ولكن مدير المدرسة رفض قبول ياسمين نظرا لحالتها الصحية وهنا شاء القدر أن تتحقق رغبة ياسمين وتلتحق بالثانوى عام القسم (الأدبى)، وفى تلك المرحلة استطاعت ياسمين أن تتحدى نفسها بمشاركة إخواتها وحصلت على مجموع 93% والتحقت بكلية التجارة بجامعة القاهرة، وجاء التحدى الفارق فى حياة ياسمين العلمية والانتقال من مرحلة الطفولة إلى الدراسة الجامعية، ولكن واجهت ياسمين حالة نفسية سيئة عندما رفض عميد جامعة القاهرة قبول أوراق ياسمين، نظرا لحالتها ولكن أصرت "امال" على تحقيق طموح ابنتها, وذهبت للعميد مؤكدة له أن ياسمين ستجتاز المرحلة الجامعية كما اجتازت جميع المراحل التعليمية السابقة بتفوق، وبالفعل استطاعت الحصول على تقدير جيد بالترم الأول.