شاركت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، في الجلسة الختامية للاجتماع الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي الخاص بالدول العربية. كما عقدت عدة إجتماعات مع ممثلي هيئات الأممالمتحدة في مصر، لبحث مزيد من مجالات التعاون ودعم جهود الحكومة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة، وذلك متابعة لما تم عقب زيارتها لنيويورك لتمثيل مصر في الاجتماع الوزاري للاحتفال بمرور 50 عاماً على برنامج الأممالمتحدة الانمائي. وإستهلت الوزيرة، كلمتها أمام مجموعة الأممالمتحدة، بالتأكيد على أن النمو الشامل الذي يخدم جميع قطاعات المجتمع يعد شرطاً مسبقا جوهرياً لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، إعتمدت مصر برنامجاً اقتصادياً شاملاً، يهدف إلى تحقيق النمو الشامل والمستدام والتخلص من الفقر، وأهم محاور هذا البرنامج هو الاستثمار في الثروة البشرية، الأمر الذي تم التركيز عليه في الدستور الجديد علاوة على الإصلاحات المالية من خلال الدعم الموجه لتحقيق المساواة. وأشارت الوزيرة إلى التركيز على الاستفادة من قدرات الشباب والمرأة، وتلبية إحتياجات المناطق المهمشة.
وأوضحت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد على أن عام 2016 هو عام الشباب، وهو ما يؤكد على أهمية الاستفادة من ارتفاع نسبة الشباب في سن العمل في مصر، والذي يستطيع أن يسهم بفاعلية في زيادة الانتاج والدخل. وشددت على أن الحكومة المصرية تولى أهمية قصوى لتعزيز مشاركة المرأة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، الأمر الذي يعكسه العديد من بنود الدستور، والذي منح المرأة حقوق دستورية غير مسبوقة، هذا بالإضافة إلى القفزة التاريخية في نسبة تمثيل المرأة في البرلمان والتي أصبحت تمثل 15% من نوابه. وفى نفس الاطار، إستقبلت الوزيرة، دافيد أوبري، مدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، ورانيا هدايا، مدير برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، حيث تم بحث أوجه التعاون المحتملة ودعم التنمية المستدامة في قطاع الاسكان في مصر ومدى تأثيرها على الحد من الفقر وتحقيق المساواة. وأعرب دافيد أوبري، عن إعتزازه بالشراكة القوية مع الحكومة المصرية وتقديره لاستضافة القاهرة للمكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات، والذي أدى إلى تعزيز التعاون مع الدول العربية، وتم أثناء الاجتماع مناقشة مجالات التعاون لدعم المدن والمناطق المهمشة، ومنها تيسير الحصول على خدمات مثل الصرف الصحي، والطاقة، والمواصلات، وتطوير العشوائيات، وتوفير سكن إجتماعي. وأوضحت الوزيرة، أثناء الاجتماع أن الحكومة إتخذت العديد من الخطوات التي من شأنها تحسين كفاءة نظام الاسكان لجميع طبقات المجتمع، وتيسير الحصول على مسكن بأسعار معقولة لمحدودي الدخل من أجل تعزيز التنمية الشاملة، وتحسين التنمية البشرية، وحماية الفقراء والمستضعفين، ومن ضمن هذه الخطوات برنامج الاسكان الاجتماعي الذي يوفر سكن بأسعار معقولة لمحدودي الدخل في مصر، ومن المتوقع أن يخدم 3.5 مليون مستفيد من الفئات الأكثر إحتياجا، بالإضافة إلى توفير 1.5 مليون فرصة عمل سنوياً. وأشارت، إلى أن البرنامج يدعم الفقراء بشكل واضح، حيث أنه من المتوقع أن يخدم 1.5 مليون فرد تحت خط الفقر بواقع 7% من إجمالي عدد الفقراء في مصر، كما تنفذ الحكومة برنامج عام للإيجار للإسراع من عملية توفير مساكن لمحدودي الدخل، وخاصة في المحافظات الأكثر فقرا. وأجرت الوزيرة لقاءً مع الممثل الإقليمي لمنظمة اليونيسيف، برونو ماس، وهي منظمة إنسانية عالمية تعمل على ضمان حقوق الطفل، والتي تبدأ من توفير المسكن الآمن، والتغذية، والحماية من الكوارث والصراعات، بالإضافة إلى تقديم رعاية ما قبل الولادة، وتوفير مياه نظيفة وصرف صحي، ورعاية صحية وتعليم. وخلال اللقاء، أشارت الوزيرة، إلى جهود الحكومة التنموية في شبه جزيرة سيناء، وأعربت عن تطلعها في دعم منظمة اليونيسيف للمشروعات التنموية خاصة للأطفال في سيناء، وهو ما أكد عليه الممثل الإقليمي للمنظمة، في دعمها للجهود التنموية من أجل توفير حياة أفضل لأطفال سيناء من خلال تقديم تعليم ذا جودة، وتعزيز تقديم خدمات تضمن حصول الأطفال على كامل حقوقهم وعلى مستقبل أفضل.