اتهمت تركيا أمس الاثنين روسيا بارتكاب جريمة حرب في شمال سوريا، بعد مقتل نحوخمسين مدنياً في سلسلة من الغارات الجوية، محذّرة الميليشيات الكردية السورية أنه يتعين عليها توقع "رد أكثر صرامة" إذا حاولت الاستيلاء على مدينة عزاز القريبة من حدودها. وكانت خمسة مرافق طبية ومدرستان في المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين قد تعرضت لعمليات قصف أودت بحياة نحو خمسين مدنياً، بحسب حصيلة الأممالمتحدة التي استنكرت هذه الغارات باعتبارها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. ولقى أربعة عشر شخصًا مصرعهم في عزاز، آخر معقل للمتمردين عل بعد 8 كيلومترات من الحدود مع تركيا. وضربت صواريخ مستشفى للأطفال ومدرسة تضم لاجئين. وفي معرة النعمان في محافظة إدلب، ضربت غارة جوية أخرى مستشفى تدعمه منظمة "أطباء بلا حدود" وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وفقدان ثمانية آخرين. واتهمت وزارة الخارجية التركية روسيا بارتكاب "جريمة حرب واضحة". ولكن، أكدت وزيرة الصحة الروسية فيرونيكا سكفورتسوفا أن الغارات الجوية الروسية استهدفت البنية التحتية لتنظيم "داعش". وشددت سكفورتسوفا على أنه ليس هناك أي سبب للاعتقاد بأن روسيا قصفت مواقع مدنية في محافظة إدلب، مؤكدة أن هذا الأمر يتناقض مع الأيديولوجية الروسية. وصرح السفير الروسي في دمشق أن عمليات القصف نفذتها الطائرات الأمريكية. وفي واشنطن، أدانت مستشارة الأمن القومي الأمريكي، سوزان رايس، بأشد العبارات تصعيد عمليات القصف في شمال سوريا، مضيفة أنها تسير في الاتجاه المعاكي للالتزامات التي تعهدت بها الجمعة الماضية القوى الكبرى في ميونخ لصالح وقف الأعمال العدائية.