حشرات بق الفراش في الولايات المتحدة تقاوم المبيدات

توصلت دراسة أميركية نشرت في دورية "Journal of Medical Entomology" إلى أن حشرات بق الفراش في الولايات المتحدة طورت مقاومتها لمركبات النيونيكوتينويد، التي تعتبر المبيد الحشري الأوسع استخداماً على مستوى العالم.
وتبين للباحثين أن هذه الحشرات الماصة للدماء في سينسيناتي وميشيغان لديها "مستويات كبيرة" من المناعة ضد الجرعات المنتظمة من هذه المواد الكيميائية.
ووجد الباحثون أنه للتمكن من قتل هذه الحشرات تعيَّن عليهم زيادة تركيز المبيد ألف مرة عن المقدار المطلوب للقضاء على الحشرات الأخرى التي لم تطور مقاومتها. وخصلوا إلى أن ثمة حاجة إلى دراسة طرق غير كيميائية لمكافحة حشرات البق.
وللتوصل إلى هذه النتيجة، جمع الباحثون مجموعة من بق الفراش من ولايتي سينسيناتي وميتشيغان في عام 2012، وعرَّضوها لأربعة أنواع مختلفة لمركبات النيونيكوتينويد. وتالياً قارنوا هذه المجموعة من بق الفراش بمجموعتين أخريين، إحداها حُفظت لمدة 30 سنة من دون التعرض إلى أية مبيدات حشرية والأخرى مقاومة لمادة بيريثرويد، التي تدخل في تكوين أغلب المبيدات الحشرية. وتطلبت المسألة كمية 0.3 نانوغرام من المبيد لقتل ما يقرب من نصف عدد المجموعة التي حفظت لثلاثين عاماً بعيداً من التعرض للمبيدات الحشرية. فيما احتاج الباحثون إلى 10 آلاف نانوغرام لقتل نفس النسبة من مجموعة الحشرات التي جُمعت عام 2012. وبدا أنَّ لمجموعة بق الفراش مقاومة محدودة لهذه المواد الكيميائية، الأمر الذي دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن هذه الحشرات يمكنها إنتاج كميات كبيرة من الإنزيمات التي تساعد في تفتيت المواد السامة.
وفي هذا السياق، لفت الدكتور ألفاروف روميرو من جامعة ولاية نيومكسيكو، المشرف على الدراسة في حديث ل "بي بي سي" إلى أنَّ "هذه الحشرات تنتج إنزيمات مزيلة لأثر السموم، وهذه إحدى الآليات التي ربما قد تكون تستخدمها لمقاومة المبيد الحشري". وتابع: "يبدو من خلال الدراسة أن بق الفراش من الصعب مكافحته بشكل فاعل، من طريق الوسائل الكيميائية في المستقبل القريب".
وخلص الباحثون إلى أن بق الفراش في بقية المناطق الأميركية بات مقاوماً للمواد الكيميائية.