سادت حالة من الغضب الشديد على أهالي غرب الإسكندرية بعد أن حاصرتهم مياه الأمطار داخل منازلهم خلال النوات الغزيرة المتتالية التي تشهدتها المدينة الساحلية، وهو ما يُنذر بكارثة محققة باتت فى القريب خاصة مع انتشار الأسلاك الكهربائية العارية المعلقة بالشوارع أو الساقطة من الأعمدة الكهربائية. وبالرغم الكارثة التي حدثت جراء الأسلاك الكهربائية مع مياه الأمطار بمنطقة محرم بك وسط الإسكندرية منذ شهر ونصف والتي أدت إلى مصرع 3 اشخاص، فالمسؤولين لم يتداركوا ذلك الأمر حتى هذه اللحظة، ففي منطقة أبوتلات الواقعة بالكيلو 24 بطريق "الإسكندرية – مطروح" غربي المدينة الساحلية تعيش الأف من الأسر البسيطة بمنطقة منعدمة الخدمات حتى من أبسط حقوقهم فلا يوجد صرف صحى بالمنطقة الأمر الذي أدى إلى غرق شوارع المنطقة بالكامل في مياه الأمطار. ويقول منصور أحمد 63عام - أحد قاطني منطقة أبوتلات :"أسكن هنا من 7 أعوام ومنذ أن جئت إلى هنا لا توجد خدمات نهائيًا بالمنطقة والمسؤولين لا يعرفوننا، فمعظ شوارع المنطقة لا يوجد بها صرف صحي حتى العقارات التي نقطن بها فكثير من الأهالي أقدمو على الحفر خلف عقاراتهم بعمق 6 أمتار لتخليص مياه الصرف الصحى من منازلهم، ولكن هذا الحل لم يجدى، وأصبحنا جميعًا غارقين في المياه ولا نعرف نتحرك خارج منازلنا وأصبحت الحشرات والأوبئة تهاجمنا ولاول مرة فى حياتنا نرى حشرات غريبة تدخل علينا مسكنا وتطور الأمر بعد ذلك إلى ثعابين ضخمة ولولا تدخل بعض البدو بالمنطقة وتخلصهم من تلك الثعابين أولاً بأول لحدثت كارثة كبرى". وأضاف منصور :" أن الأمر لم ينتهى على ذلك فنحن الأن محاصرين والمياه قد دخلت علينا بالمنازل خاصة بعد الأمطار الغزيرة التى شهدتها الإسكندرية، فالشوارع تحولت بأكملها إلى بحيرات وقد إضطر بعض الأهالى إلى اللجوء إلى الفلوكة لإخراج أبنائهم صباحًا إلى المدرسة ، والأمر تطور عندما تساقط عمود كهربائى فى المياه فجرا من أسبوعين وأستيقظنا من النوم على أصوات ضربات كهربائية قوية وشراز وبعدها إنقطع لتيار الكهبائي عن معظم شوارع المنطقة لمدة 3 أيام في هذه الفترة كنا نقوم بتقديم الشكاوى والإستغاثات إلى مسؤولي شركة الكهرباء الذين إستجابوا لنا بعد 3 ايام وجاء إلينا عاملين ورفضوا الدخول إلى المنطقة لكثرة المياه مطالبين لودر على نفقتنا حتى يتمكنوا من الدخول وقد قمنا بتجميع 200 جنيه لتأجير لودر فى ساعة زمنية حتى استطاع العامل رفع الكابل الكهربائى الساقط على أعلى عقار بالقرب وإعادة التيار الكهربائي مرة أخرى، والأن نعاني من نفس تلك المشكلة ولكنها الآن تُنذر بكارثة قريبة فكثير من الأسلاك الكهربائية عارية على جدران المنازل والمياه تراكمت وأصبحت على وشك الوصول لهذا الأسلاك ، وفى اليوم جميع أهالى المنطقة يقومون بالإتصال بشركة الصرف الصحي وشركة الكهرباء لمعالجة الأمر ولكن لم يتحرك أحد حتى هذا اللحظة". وفي حي العامرية المكتظ بالسكان تشهد شوارع المنطقة إهمال شديد مع انتشار القمامة في كل مكان ووجود كثير من الشوارع التى لم تسفلت إلى هذا اللحظة أو أخرى تنتشر بها الحفر والأمر قد زاد صعوبة بعد الأمطار الغزيرة التى ضربت مدينة الإسكندرية ، خاصة شارع الشرقاوى وشارع الجمهورية وهم الشارعان الذى يمثلوا شريان حياة لهذا المنطقة والقرى القريبة منها نظرا لوجود اسواق تجارية وغذائية وغيرها فى هذا الشوارع". يقول عبداللاه محمد 47 عام صاحب إحدى المحال بشارع الشرقاوي :" لقد انقطع مصدر رزقنا ومنذ أكثر من شهر لا يأتي أحد من الزبائن وذلك للحالة التي أصبحت عليها الشوارع داخل المنطقة، فكثيرًا ما كان يأتى إلى زبائن من خارج العامرية لان منطقة العامرية منطقة حيوية ويوجد بها جميع مواقف السيارات ، ولكن الأن فقد خسرت كل شئ بعد أن أغرقت المياه الشارع وأصبحت تعلوا إلى أن تفاجائت فى صباح يوم أن المياه قد دخلت إلى المحل الذى أملكه فقمت ومعى الشخص الذى يعمل معى برفع المياه عن طريق الجردل وقمنا بسحبها إلى الشارع مرة إخرى وبعدها قمنا بأنفسنا بالنزول فى المياه ومحاولة تسليك شنايش الصرف الصحى عن طريق سياخ حديدية ولكن الشنايش كانت تخرج علينا بالمياه وفشلنا فى إيجاد حل وإستمر هذا الوضع ل5 ايام قبل أن يتدخل أخيرا حى العامرية وأرسل سيارة لشفط المياه". وأستطرد قائلاً:" منذ أول أمس والمياه عادت إلى الشارع مرة إخرى بسبب الأمطار الغزيرة وعدم تحمل الشنايش لها ، وإلى الأن الأمور تتفاقم وأخشى من حدوث ما حدث بالمرة السابقة ومنذ أمس قام كثير من الباعة والأهالى بالإستغاثة إلى حى العامرية والطوارئ وإلى الأن لم يأتى أحد لعلاج المشكلة رغم وجودهم أمس والقيام بعمل حملة إزالة بالقرب منا لإحدى الأسواق ، الأمور متوقفة لدينا وهناك كثير من الأهالى لا تستطيع النزول إلى الشارع أو الخروج من المنطقة بسبب إنتشار المياه خاصة كبار السن والاطفال الذين لم يستطيعوا الذهاب إلى مدارسهم لليوم الثالث ورغم كثرة الإستغاثات حتى إلى نواب المنطقة فلم يسأل عنا أحد".