فى أقصى ضواحي شرق الإسكندرية وعلى بعد 5 كيلو مترات من منطقة أبيس الثامنة أو كما يطلق عليها أهلها "التمانيات" تتواجد قرية "باب العبيد" القرية المهددة بالإختفاء بعد أن إرتفع منسوب مياه مصرف سيدى بوغازى الذى يحاوط القرية بالكامل والذى أدى إلى غرق جميع منازل القرية والتسبب فى أضرار كبيرة بأثاث المنازل التي اتلفتها المياه ولم يعد لها استخدام أو بعض التشققات بمباني المنازل والتي أوشكت على الانهيار أو الكابلات الكهربائية ذو الضغط العالي والتي لم يبقى إلا عدة سنتيميترات للوصول إليها وهو ما يخشاه أهالى القرية بعد أن تسببت المياه بعد وصولها لإحدى اللمبات الكهربائية فى إحتراق أحد المنازل بالقرية وتهشم جميع محتوياته وسط صريخ وإستغاثات من أهل القرية للمسؤولين قبل تمكنهم من إنقاذ كل ما فيه من بشر. أما نحن فلم تكن رحلة دخولنا إلى القرية بالأمر السهل أو العادى نظرًا لإنعدام وجود وسائل المواصلات بالقرية أو حتى بالقرب منها وكان مصدر دخولنا الوحيد هو " التروسيكل " الذى يملكه أحد أبناء القرية المتضررين الذى تقابلنا معه عند مدخل القرية.
"ده أنا هوريك بلاوي المياه بقيت بحر والناس سابت بيوتها وقاعدين فى الشارع" هكذا بدأ معنا سالم غريب مالك التروسيكل الذى أكد لنا أن القرية بأكملها غرقت بالمياه منذ 15 يوم وإلى اليوم لم يتدخل أى من المسؤولين أو نواب مجلس الشعب لحل المشكلة ويستكمل سالم كلامه قائلا مياه ترعة سيدى بوغازى طلعت علينا وإحنا فى بيوتنا ولولا ستر ربنا أننا إستيقظنا وتمكنا من الخروج وإصطحاب أولادنا معنا فى عز الأمطار الغزيرة لكنا غرقنا بالكامل فالوضع حينها كان يشبه بالحروب أو الأعاصير المدمرة فكل هم رجل منزل فى هذا الوقت هو الهروب إلى منتصف الشارع ومعه إسرته وأمامه منزله يغرق فى المياه والأثاثات والأجهزة الكهربائية الذى تعب وشقى حتى يتمكن من جلبه عايم فى المياه وسط الصريخ والبكاء من الأطفال والسيدات وحسرتهم مما يحدث أمامهم وعدم إستطاعتهم من إنقاذ الموقف فجميع قاطنى القرية من البسطاء ويأدوب اللى جاى رايح فكثير منهم يعمل فى الصيد من البحيرة الوحيدة التى هنا والتى بالطبع إرتفعت جدا وأدت إلى توقف مصدر الرزق الوحيد الذين يعتمدون عليه.
فيما تحدث إلينا أخر ويدعى مرضي عبدالصادق 60 عام أحد الجالسين أمام منزله ومعه عائلته "هذا الوضع لا يرضي أحد فحياتنا توقف تماما وأطفالنا مهددين فى أى لحظة أنا كل عفش بيتى إنهار فى المياه بعد ما الميه وصلت لحد نصف الحجرات حتى ملابس ومستلزمات أبنائى الخاصة بالدراسة غرقت بالكامل ومنذ إسبوعين وإلى الأن لأ أستطيع أن أذهب بأولادى إلى المدرسة لانى مش قادر أجيبلهم ملابس إخرى ومستلزمات إخرى للدراسة وللاسف أنا ماليش حد غير ربنا عشان يساعدنى وكل ما علينا أن نفعله أننا نقوم كل يوم منذ الصباح برفع المياه بالجرادل أنا وحرمى وحتى أطفالى الصغيرين يقومون على قدر إستطاعتهم برفع المياه وكثيرا من الأحيان يلهو فى المياه لان الوضع ثبت داخل عقولهم أنهم سيعيشون على هذا كل يوم".
واستطرد قائلا "يعلم ربنا أنا بنيت البيت ده إزاى قمت بإستلاف مبالغ مالية من اصدقائى وإدينت حتى يكتمل ويحتوينى أنا وعائلتى وأنا راجل أعمل على باب الله غفير فى إحدى الجراجات فمن سيعوضنى عن كل هذا ولماذا لم يتحرك أى من المسؤولين لنجدتنا فكثير ما إستغثنا بالمسؤولين والنواب الذين قاموا الأهالى بإختيارهم والذين عرفونا فقط قبل الإنتخابات أما الأن فلا يعرفنا أحد لانهم خايفين يغرقوا لو أتوا".
وباستكمال رحلة دخولنا إلى القرية لاحظنا وجود أكثر من فلوكة يستخدمها أهالي القرية فى التنقل أو نقل أغراضهم ولاحظنا أيضا وقت أذان المغرب قيام أهالى المنطقة الخارجين لتأدية الصلاة بتشمير ملابسهم من الأسفل حتى يتمكنوا من الدخول إلى المسجد بعد غرق الشارع الرئيسى للقرية بالمياه لأكثر من متر وعلى الجانب الأخر من القرية لاحظنا وجود بعض الأسلاك الكهربائية التى أوشكت على السقوط فى المياه فيما يحاول البعض السيطرة على الكارثة قبل حدوثها يقول عبدالله حماد 42 عام أننا هنا خارج خارطة المسؤولين والموت بات قريبا جدا منا أما غرقًا أو صعقًا بالكهرباء، فبعد أن غرقت القرية بالكامل من مياه مصرف ابو غازى وتسببت فى أضرار كثيرة الأن عواميد المد العالى الكهربائى بالقرية أوشكت على السقوط وقمنا بالإستغاثة بالمسؤولين أكثر من مرة وإلى الأن لم يتدخل أحد ومنذ يومين إحترق منزل بالكامل بعد أن إرتفعت المياه بداخله إلى سلك الكهرباء وكان الوضع صعب جدا لولا تدخلنا وإنقاذ قاطنيه".
وأضاف "والحكومة مش مدورة علينا ولا حد مدور علينا وأطفال القرية بالكامل يلهون ويمرحون فى المياه التى أغرقت الشارع ولو قدر الله سلك كهربائى سقط ستكون كارثة كبرى وكل الكابلات الكهربائية فوق أشجر حتى العواميد الكهربائية مستخسرنها فينا ومش عارفين نعمل ايه عشان يهتموا بينا ما إحنا لو كنا ساكنين منطقة راقية كانوا إهتموا بينا الأهالى هنا على أخرها من هذا الوضع وكثير خرج من القرية إلى أماكن إخرى للخوف من الأذى والحرص على حياة أبنائهم".