قالت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن السعودية اعتمدت خلال الأسابيع الماضية نهجًا أكثر جرأة بشأن الملف السوري خوفًا من بقاء "عدوها" الرئيس بشار الأسد في السلطة بدعم من طهران وموسكو، وفقًا لتصريحات دبلوماسيين وخبراء. وكانت السعودية قد نظمت في شهر ديسمبر اجتماعًا غير مسبوق للفصائل السياسية والجماعات المسلحة في المعارضة السورية المعادية للرئيس الأسد الذي يحظى بدعم عسكري من قبل إيران وروسيا. وبعد وقت قصير، فاجأت السعودية الجميع بالإعلان عن تشكيل تحالف يتكون من 34 دولة أغلبها دول مسلمة سنية لمحاربة الإرهاب. وأشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الوقت نفسه إلى عقد مباحثات، بصفة خاصة بين دول الخليج، بشأن إمكانية إرسال قوات خاصة إلى سوريا. وأكد دبلوماسي أجنبي أن استراتيجية الرياض مرتبطة بإيران، حتى وإن كان المحلل السعودي جمال خاشقجي اعتبر أن بداية شن الضربات الجوية الروسية في سوريا "قام بتعزيز الوضع". وأضاف خاشقجي أن السعودية تبدو أكثر نشاطًا لأن الصراع السوري يقترب مما يبدو حل وهناك حاجة إلى السعودية في هذا التوقيت بالتحديد. وشددت الصحيفة الفرنسية على أن السعودية لن تأخذ زمام المبادرة ضد تنظيم "داعش" إلا إذا كان الوضع السياسي في مرحلة ما بعد الصراع في العراقوسوريا سيضعف تأثير إيران (منافستها)"، والسنة في الدولتين سيتم تعزيز موضعهما. وتستنكر السعودية بشكل منتظم التدخلات الإيرانية في سورياوالعراق ولبنان واليمن. وهذه المخاوف أصبحت أكثر وضوحًا بعد الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي بين إيران والقوى الكبرى. واعتبر دبلوماسي غربي أن رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران قد حفز السعوديين. وقال دبلوماسي آخر أن السعودية تسعى حالياً إلى جمع أصدقائها وحلفائها. وأوضح أحد الدبلوماسيين أن "الشعور العام يبدو كالآتي: إذا أردتم الحصول على نتائج، لا يمكنكم الاعتماد على الآخرين"، مضيفًا أن المنافسة الإقليمية مع إيران تلعب دورًا كبيرًا في المعارضة السعودية للرئيس بشار الأسد. وذكرت صحيفة "لوبوان" أن توحيد المعارضة السورية وتشكيل تحالف ضد الإرهاب يعكسان سياسة خارجية سعودية أكثر حزمًا منذ تولي الملك سلمان العرش.