في قهوة بسيطة بشارع سلامة في منطقة السيدة زينب، كان يقضي الفنان سعيد طرابيك أوقات فراغه في أيامه الأخيرة، مع أصدقاء طفولته الذين أكدوا أنهم افتقدوه بعد زواجه الأخير ومن بعده خبر وفاته، أمس الأحد عن عمر يناهز 74 عام، بعد صراع مع المرض ، إثر اصابته بمشاكل في القلب. والتقت "الفجر" بأصدقاء طرابيك القدامى، للحديث عن ذكرياتهم معه والمواقف التي يتذكرونها خلال السنوات التي قضوها معاً، حيث أشاروا إلى أنه كان حريص على الجلوس معهم على قهوة "رضا"، ولعب الكوتشينة، بالإضافة إلى البوح بأسراره إليهم. وقال عزت عمار، من سكان المنطقة، وصديق لطرابيك، منذ أكثر من ستة عقود، إنه كان يصغره بعام واحد، ومن نفس المنطقة، لافتاً إلى أن لديه خمسة أخوة من الذكور وأخت، جميعهم توفوا عدا أخته وشقيقه محمد عبدالعزيز الذي كان سبباً في دخوله الوسط الفني. وعن ذكرياته عن المواقف التي شاركه فيها طرابيك، رد مبتسماً: "المواقف بينا كتير.. كان بحبوح وكنا بنروح سوا دايماً في يوم كنت تعبان قولت آه قالي إنت راكب عربية إسعاف قولتله بدل متوديني للدكتور"، مستكملاً بضحكات شديدة: "كنت بعزيه في والدته قالي عقبال أمك". ولفت إلى أن طرابيك لديه من زوجته الأولى التي طلقها بعد أن رفضت قراره الزواج من أخرى، ابن اسمه يوسف في المرحلة الثانوية، وأنه كان يحرص على اصطحابه معه إلى القهوة التي اعتاد الجلوس عليها يومياً. أما عن زواجه الأخير الذي أثار جدلاً كبيراً، فأكد أنه تفاجأ به بعد أن قام طرابيك بالاتصال به ليخبره، متابعاً: "من حقه يتجوز بس فوجئنا بالجواز و خدت على خاطري منه .. وبعد الجواز بطل يقابلنا". ونوه إلى أن الفترة الأخيرة التي كان فيها طريحاً للفراش حاول التواصل مع زوجته للاطمئنان على حالته ولكنها لم ترد على المكالمات. ومن جانبه قال محمد الزمر، الرجل الذي يكتسي رأسه بالشعر الأبيض، إن علاقته بطرابيك بدأت منذ 30 عام، ومؤكداً أنه كان غير متعالي على الرغم من نجوميته. وأشار إلى أن المواقف التي جمعته به كثيرة، وأنه كان يأتي من المعادي إلى منطقة السيدة زينب يومياً حتى يجلس مع أصدقائه، ويلعب معهم "الكوتشينة". وأضاف أن أغلب الحديث الذي كان يدور بينهم كان عن الشأن السياسي، قائلاً: "كان يحدثنا عن رأيه في السياسة وبيتكلم عن المعيشة في مصر والدول العربية .. وبيتمنى إن مصر ترجع لمكانتها"، متابعاً: "مصر دلوقتي مش اللي احنا كنا بنشوفها وكان حزين عليها". واستكمل: "الفن كان أكل عيشه .. وخارج العمل لا علاقة له بالوسط الفني وكان أقرب أصدقائه سعيد صالح". وقال إنه كان من أول من انتقدوا زواج طرابيك الأخير، موضحاً: "كنت من ضمن اللي انتقدوا زواجه وكنت حاسس رغم إنه كان مخبي لأنه كان بيقعد معانا على القهوة بيتكلم في التليفون ويحب فيه وسألته شكلك في جديد". وتابع: "نصحته بعد ما اتجوز لأن هو فاجئنا لأنه حاسس بإنه كان بيعمل حاجة ممكن نعدله عنها"، مختتماً ب: "أنا اتاخدت من جوازه وحسيت إن الجوازة دي هتكون نهايته".