أوردت معظم عناوين الصحف الغربيةوالأمريكية، اليوم أن استعادة حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، الأغلبية المطلقة في ثاني انتخابات تشريعية في 5 أشهر جاء ثمنًا غاليًا لتماسك البلاد واستقرارها في ظل أجواء الانقسام والعنف. وعنونت صحيفة "جارديان" البريطانية، "الانتخابات التركية تعني التحول من الديمقراطية إلى الديكتاتورية"، حيث حذرت من أن الحزب الحاكم لن يتوانى عن المضي في إجراءاته لتعديل الدستور إلى نظام رئاسي وفقًا لرغبة الرئيس التركي "رجب أردوغان".
كما اشارت الصحيفة إلى أن الأتراك سيدفعون ثمنًا عاليًا نتيجة الانسياق وراء خوفهم واختيار الاستقرار الذي وعد به أردوغان في حال انتخاب حزبه الإسلامي رغم أن خطابه طوال الفترة الماضية كرّس الانقسام والخوف من كل شيء من جيرانه الأكراد ومن أمريكا والإعلام الدولي والمعارضة.
كما أبرزت صحيفة "اندبندنت" أن فوز الرئيس التركي يعزز من احتكاره السلطة والتدخل في سوريا، لافتة أن استطاع من خلال الحرب ضد الأكراد لجذب أصوات المتشددين كما استغل أزمة اللاجئين في سوريا والعنف والإرهاب وأحداث أنقرة في 10 أكتوبر الماضي وأسفرت عن مقتل 102 شخصًا.
كما أوضحت أن اليسار التركي أكثر ندمًا الأن بسبب عدم دعمه تدخل الجيش لمنع سيطرة الإسلاميين على السلطة، كما فعل مرات عديدة- والتي اعتبرت وصول أردوغان للسلطة عام 2001 سيكون تحت ظلال تركيا العلمانية ولكنه الأن أكثر نفوذًا.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن انتخاب أدوغان هو ثمن وحدة وتماسك تركيا، وأشارت إلى الانتقادات الموجهة لخطاب أردوغان التي عززت الاستقطاب وتقسيم المعارضة إلى إرهابيين أو خونة، وقمع وسائل الإعلام المعارضة وإصراره على الحكم الفردي بدلًا من الدخول في تحالفات مع المعارضة.. كل ذلك يثير تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في تركيا.
كما عنونت "وول ستريت جورنال" الأمريكية "نهاية الديمقراطية في تركيا"، وأوردت أن أردوغان في بداية عهده وعد بالإصلاح والتنمية ولكنه يسعى الأن لدعم سلطته بالبلاد، وبعد أن كانت تركيا واحة الديمقراطية في العالم الإسلامي أصبحت نموذجًا للعنف والاستقطاب.