لم يفز حزب أردوغان بالأغلبية المطلقة التي تمكنه من تشكيل الحكومة منفردًا بحصوله على 258 مقعدًا، بنسبة بلغت 41.9%، الأمر الذي يعد تراجعًا ملحوظًا في شعبية الحزب الحاكم رغم فوزه بالإنتخابات، والذي خسر 65 مقعدًا عن انتخابات 2011، أي 7 % تراجع في شعبية الحزب الإسلامي. وبهذه النتيجة سيضطر إردوغان لا محالة للتحالف مع حزب له تمثيل بالبرلمان ليحد نسبيًا من سلطان الرئيس اردوغان، والذي كان يسعى للفوز بأغلبية الثلثين ليتمكن من تعديل الدستور ليصبح نظامًا رئاسيًا، وكان رد الأتراك واضحًا وهو رفض أوامر السلطان العثماني الجديد والقضاء على هذا الحلم. وذكرت صحييفة "الموندو" الإسبانية أن أقرب الخيارات لدى حزب "اردوغان" للتحالف لتشكيل الحكومة هو القومي الإسلامي والذي حصد 82 مقعدًا وقريب من أيديولوجية الحزب الحاكم، خوفًا من اتفاق المعارضة اليسارية والأكراد، حيث حصل الحزب الجمهوري العلماني على 25% من المقاعد، وبعد أول مشاركة حصل الحزب الكردي "الديمقراطي الإجتماعي" على 12.5% ليتمكن لأول مرة من دخول البرلمان، والذين كان يصفهم اردوغان بالشواذ والملحدين والأرمن. وأكد رئيس حزبه "صلاح الدين ديمرتاس" أن النتيجة تمثل انتصارًا للحريات، كما وصف حزب اردوغان بالمتغطرس وكانوا أبرز الخاسرين من تلك الانتخابات.
في المقابل تبنى حزب العدالة والتنمية لإسلامي طوال ال10 أعوام الماضية سياسة الاستقطاب وتبنى قوانين تحد كثيرًا من الحريات وقمع الصحف وحرية التعبير، مع تراجع معدلات النمو، ومن جهته وصف طسينان أوجلان" مدير مركز الدراسات الاقتصادية والسياسية التركي، النتيجة بالأفضل لتركيا، حيث أن حكومة التحالف تجبر الجميع على ضبط سياساته وعدم الإستئثار بالسلطة، لذا كان اردوغان الخاسر الأكبر. وأخيرًا أردفت الصحيفة الإسبانية أن اردوغان الذي وصفه الجميع داخل وخارج تركيا بالسلطوي من خلال مواقفه، وجعلت المتشددين للعثمانية الجديدة، معارضيه يطلقون عليه بسخرية "السلطان، رغم أن الأتراك قضوا من الأن على حلم السلطنة داخل تركيا.