لم يكن فى حسبان أهالي الإسكندرية، خاصة قاطني المناطق التي يوجد بها 17 محطة مزلقان للقطار بداخل المدينة أن تتحول تلك المحطات إلى كابوس يُهدد حياتهم بصفة يومية، ويُفضي لإغتيال ابنائهم، فحوادث القطارات بالفترة السابقة كفيلة لجعل أى مسؤول يتحرك لمعالجة هذا الكارثة وعدم إهدار المزيد من الدماء تحت عجلات القطار. ففي منطقة نجع العرب بالورديان والتي يوجد بها مزلقان المتراس وهو مزلقان عشوائي يدوي يفصل المنطقة عن باقى حي الورديان، يعاني أهالي المنطقة من كثرة الحوادث على هذا المزلقان وأخرها التي كانت بالإسبوع السابق.
حيث حدثنا علي حماد 46 عام، أحد قاطني المنطقة إن "أكثر مشكلة تواجه أهالي منطقة النجع هي كثرة حوادث القطارات، ففي كل شهر تقريبًا لا يقل عدد ضحايا القطارات بالمنطقة عن شخصين، فنعاني من عدم تجديد هذا المزلقان منذ نشأته فهو مزلقان يدوي ويوجد به شخص فقط وهو من يتحكم فى رفع ونزول الأيادي التى تمنع الأهالى والسيارات من العبور عند قدوم القطار ولكن فى أحيان كثيرة يقوم البعض برفع هذا الحاجز والمرور، ما يسبب الحوادث وأخرها بالأسبوع الماضي حيث إصطدم القطار بشخص وأودى بحياته".
وأضاف أن في كثير من الأحيان يقوم أهالي الضحايا بالذهاب إلى المزلقان ويريدون التعدي على عامل المزلقان ووقف سكة القطارات ولكن قوات من الشرطة أو الجيش بالفترة الأخيرة تتدخل لإحتواء الموقف والسيطرة على الوضع ولكن إلى متى يظل دماء أهالي المنطقة تنزف على قضبان القطارات وفي الكثير من الأحيان قدمنا العديد من الإستغاثات الى المسؤولين ونواب مجلس البرلمان السابقين بضرورة عمل كوبرى مشاه علوى لإهالى المنطقة ولكن كانت دون جدوى.
أما في منطقة العامرية وخاصة تحت كوبرى العامرية الواصل بين الطريق الصحراوي وداخل الإسكندرية فيعاني أهالي منطقة العامرية بكثير من الحوادث بسبب هذا المزلقان فهذا المزلقان يوجد بين زحام من سوق خضروات وباعة جائلين يفترشون قضبان السكك الحديدية وموقف سيارات.
وقال "م-ع" إحدى قاطني منطقة العامرية :"إن هذا القطار يربط بين إسكندرية ومطروح والكثير من القطارات تمر يوميًا دون وجود تأمين لحياة البشر، فمنطقة العامرية منطقة حيوية كبرى وكل أهالي العامرية والقرى المجاورة عند ذهابهم إلى داخل الإسكندرية لابد من مرورهم على هذا المزلقان الذي لا يوجد به عامل في كثير من الأحيان ولا يوجد حتى نوافذ لمنع السيارات والأهالي من المرور فيوجد فقط إشارة تعطي إنذار عند قدوم القطار، وبالتأكيد مع وجود كثير من البشر والضوضاء الكثير لا يسمع سرينة الإنذار والعديد من الحوادث حصلت من إصطدام قطار بسيارة ميكروباص أو بأحد الأشخاص وفى كثير من الأحيان بعض الباعة الجائلين المتواجدين على شريط السكك الحديدية هما من يقوموا بتنبيه المواطنين عند قدوم قطار".
وأضاف أنهم لا يطلبوا الكثير مجرد وجود حواجز تفتح وتغلق عند مرور القطارات حرصًا على سلامة الأهالي من هذ الكارثة التي نعيش فيها وأودت بحياة الكثير منا.