لم يختلف بداية العام الدراسي الجديد عن سابقيه، اندمجت وزارات أو انفصلت تغير الوزراء أو تبدلت سياسات لا زالت المنظومة التعليمة تعاني وتنزف.. شهدت الثلاثة أيام الأولى للعام الجديد، عددًا من المهازل تمثلت في فوضى وتسيب في عدد من المدارس، وغياب للمدرسين، بالإضافة إلى اعتداء أولياء أمور على معلمة داخل المدرسة، فضلا عن ظاهرتي تناول أحد الطلاب لمخدر الحشيش داخل الفصل، ورقص إحدى الفتيات على أغانٍ شعبية داخل المدرسة..
"غوغائية" الطلاب سادت حالة من الهرج والمرج في أول أيام الدراسة بمدرسة الثانوية العسكرية بنين بمحافظة القليوبية، أثناء جولة وزير التعليم الدكتور الهلالي الشربيني، بالإضافة إلى إلقاء بعض الطالبات أنفسهن على موكب الوزير اعتراضا على حال التعليم المصري. الوزير يحضر والمعلمون يتغيبون في اليوم الثاني من العام الدراسي، قام الوزير بعمل جولة لمدرسة عمر مكرم الابتدائية التابعة لإدارة شمال الجيزة التعليمية قطاع إمبابة حيث أطلع الوزير على سجلات حضور المدرسين ووجد أن عددا كبيرا لم يحضر، ووجه بلهجة شديدة بالتنبيه على المعلمين والإداريين الانتظام في الحضور لانتظام العملية التعليمية بالمدرسة، وأمر بتحويل الغائبين إلى الشئون القانونية سحل وإهانة المعلم وشهد اليوم الثاني من العام الدراسي اعتداء أولياء الأمور على المعلمين، حيث تعرضت المدرسة منى عبد الجواد مدرسة اللغة العربية بمدرسة اليسر بمحافظة الجيزة للضرب والسحل وتمزيق ملابسها على يد بعض أولياء الأمور، لاعتراضها على دخولهم الفصل. وتصدى الوزير لهم وكان له رد فعل سريع في تحويل الأمر إلى النيابة ومتابعة الأمر بنفسه، قائلا إنه لا يسمح بإهانة المعلمين أو المساس بكرامتهم. حشيش ورقص بالفصول وشهدت الأيام الأولى للعام الدراسي الجديد، ظاهرتين غريبتين أحدهما تناول أحد الطلاب المخدرات داخل الفصل بإحدى المدارس وذلك بحسب صورا انتشر لتلك الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، والثانية طالبة أخرى تقوم بالرقص على الأغاني الشعبية داخل فصل بمدرسة الثانوية الفنية بنات بمنطقة الهرم دون أدنى التزام بلائحة الانضباط السلوكي. مدارس غارقة في مياه المجاري لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط ، وبالرغم من كثيرة تصريحات الانتهاء من صيانة المدارس لاستقبال العام الدراسي الجديد إلا أن "الواقع المرير" كان عكس ذلك تماما، فكثيرا من المدارس غارقة في مياه المجارى دون إصلاح، وكثيرا من الطلاب يجلسون على الأرض دون وجود مقاعد (ديسكات) لهم، ومدارس أخرى تعانى من الكثافة الطلابية حتى وصل عدد الطلاب إلى 120 طالبا بالفصل. وزير التربية والتعليم "مصدوم" وأكد مصدر مطلع بديوان عام الوزارة، أن الدكتور الهلالي الشربيني، يشعر بالصدمة من الحال المتردي التي تعاني منه المدارس خاصة بعد جولاته المستمرة خلال الأيام الماضية، مشيرًا في تصريح ل"الفجر" إلى أن الوزير بالرغم من صدمته إلا أنه يحاول جاهدا أن يتقدم ولو حتى خطوة واحدة نحو الأفضل . المعلمون: الوزارة "مكتوفة الأيدي" قال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن بداية العام الدراسي الجديد بداية غير مبشرة نظرا للأحداث الكثيرة التي توالت في ظرف 3 أيام فقط، مضيفا أن المشاكل التي تعانى منها المنظومة التعليمية تدل على الفجوة الكبيرة التي توجد في تفكير المسؤولين، موضحا أن وزارة التربية والتعليم أصبحت مكتوفة الأيدي أمام ظواهر كثيرة أهمها ظاهرة الدروس الخصوصية . ولفت خلال تصريح ل"الفجر"، إلى أننا نحتاج إلى عقول مفكرة تتسم بالحنكة السياسية ولا نحتاج إلى فارس خشبي ليكون البطل في النهاية لأن في هذه الحالة سيخسر بكل المقاييس وسيدفع المعلم والطالب وولى الأمر قراراته غير المدروسة.
