فى فترة لم تكمل العام على تعيينه كوزيرا للثقافة، أثار الدكتور عبد الواحد النبوى، جدلا كبيرا حوله، فالبعض اتهمه بمحاولته لأخونة الوزارة وخاصة أنه "أزهرى"، وأن جاء لحل أزمة الازهريين مع المثقفين، ولكن "النبوى" لم يلتفت لكل ذلك وظل يعمل فى وزارته ويقوم بجولات شبه يومية، ليؤكد لنفسه وللجميع أنه يسير فى طريق صحيح ، ولا يلتفت لهم، ولعل هذا هو الذى أدى إلى تفاقم ازمته مع المثقفين. النبوى وتوليه الوزارة تم تكليف الدكتور عبد الواحد النبوى لتولى وزارة الثقافة فى شهر مارس الماضى من العام الجارى 2015، خلفا للدكتور جابر عصفور، وعلى الرغم من أن هناك أسماء مثقفة اعترضت عليه إلا أنه تم تعيينه رسميا، ولم يمض عام وتفاجئ الجميع بتقديم ابراهيم محلب لاستقالته، ورحيل حكومته معه بما فيهم الدكتور عبد الواحد النبوى الذى كثيرا ماطالب المثقفين برحيله.
بداية الصدام بين "النبوى" والمثقفين على الرغم من أنه لم يكن مكث بالوزارة أسابيع قليلة إلا أنه حدث صدام كبير بين المثقفين وبين النبوى، وكان ذلك بسبب انهاء انتداب عدد من قيادات مؤسسات فاعلة وحساسة في وزارة الثقافة، دون دراسة الأسماء التى نصبها فى تلك الاماكن، أو الرجوع للمثقفين، وعلى الرغم من ذلك لم يلتفت لهم الوزير، وصدر قرارا فى شهر يوليو الماضى وهو إقالته للدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، وتظاهر العديد من الفنانين والمثقفين أمام مكتب الوزير، اعتراضا على هذا القرار، مؤكدين أن مجادهد، واحدا من أكفئ من تولوا هذا المنصب، ولكنه لم يهتم بهم أو يسمع لشكواهم.
بيان المثقفين ضد النبوى بعد كثرة أخطاء وزير اثلقافة، اضطرت جبهة المثقفين لإصدار بيانا تعبر فيه عن غضبها ما يحدث وجاء نص البيان وقتها كالتالى: " إن جبهة الإبداع تتابع بقلق بالغ كل ما يحدث في أروقة وزارة الثقافة، فوزيركم يعلم جيدا أنه سوف يمضي قريبا، ولكنه يطبق سياسة الأرض المحروقة.. وعليه فإنه يجرد وزارة الثقافة من الكفاءات قبل رحيله، وكأنه ينفذ الأجندة التي عجز علاء عبد العزيز وزير ثقافة الإخوان عن تنفيذها. وقد سبق لنا إصدار بيان يعترض بشدة على هذه التصرفات العشوائية غير الواعية". وتابع البيان: "كما تراقب الجبهة في قلق بالغ خطوات الوزير المدروسة في تفريغ الوزارة من الكفاءات في سرعة بالغة قبل مغادرته للوزارة التي تأخرت كثيراً، دون توضيح لمبررات استبعاد مسؤول أو استقدام آخر وكأنه يتصرف في عزبته الخاصة، ولن تسمح له الجبهة حفاظا على مصلحة الوطن بتطبيق سياسة الأرض المحروقة قبل الرحيل". اختتم البيان: "إن جبهة الإبداع تطالبكم بسرعة إقالة هذا الوزير الذي قام بتجريف الوزارة المسؤولة عن العقل والإبداع المصريين في سعي دؤوب قبل أن يقضي على ما تبقى منها، فما قامت ثورة 30 يونيو، ولا كان اعتصام المثقفين لينتهي بوزارة الثقافة تلك النهاية التي لم يَتَمَنْها إلا الإخوان"..
المثقفون يجتمعون مع "محلب" للشكوى من "النبوى" ونتيجة لتفاقم أزمة المثقفين مع النبوى، عقد رئيس الوزراء سابقا ابراهيم محلب، اجتماعا معهم للاستماع لهم وأكدوا جميعهم فى اجتماعهم أن الوزير ليس أهلا لأن يكون وزيرا للثقافة وأنه يتولى منصب حكومى فقط وليس وزارة تحتاج إلى رجل مثقف ويعيش فى مشاكل الموظفين، ورد عبد النوبى، على هذا الاجتماع بانه لا يوجد خلافات مع المثقفين، وعليهم أن يعوا أنه جاء فى ظروف صعبة وليس كان جلمه أن يتولى منصب الوزير.
أزمة الوزير مع الموظفة البدينة لم ينجو " النبوى" من أزماته مع المثقفين، إلا أنه أدخل نفسه فى أزمة مع موظفة الثقافة، حيث نالت قضيته شهرة إعلامية كبيرة وهى تهكمه على موظفة بثقافة الإسكندرية تتسم ببعض من البدانة وقال لها أثناء زيارته للقصر: "انتى تخينة وانا عندى مشكلة مع الموظفين التخان"، وأعربت الموظفة عن غضبها من قوله لها، واعتذر لها فى أحد البرامج على الهواء، معللا مافعله بأنه يمزح مع موظفيه.
آخر ماشارك به "النبوى".. وأزمته مع السينمائيين يعتبر الحدث الأضخم الذى شارم فيه وزير الثقافة هو افتتاح فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى منذ أيام قليلة، وخلال ندوته مع السينمائين حدث مشاادات كلامية بينه وبين الحضور، بسبب حديثه عن أزمته مع المثقفين ومشاكل الوزارة، واجتمع الجميع فى راى واحد وهو أن يمتنع عن الحديث عن مشاكل وزارته ويستمع لهم، ويطرح ماهو جديد عنده تجاه صناعة السينما المصرية، ووعدهم حينها بانشاء غرفة لصناعة السينما المصرية.
من سيتولى خلافة الوزارة بعد "النبوى" انتشرت أنباء بين المثقفين فى الساعات الماضية، عن تولى الدكتور إيناس عبد الدايم وزارة الثقافة خلفا لعبد الواحد النبوى، ولكنها مازالن توقعات سيتم نفيها او اثبات صحتها بعد ساعات.