ارتدى الرئيس عبدالفتاح السيسي، البدلة العسكرية، أثناء حضوره لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، حيث صعد إلى يخت المحروسة تمهيدا لانطلاق حفل الافتتاح بحضور ملوك دول العالم، وطاف اليخت الملكى بالرئيس، مرتديا زيه العسكرى ، ليحيى جموع المواطنين، المصطفين على ضفاف القناة، ويؤدى التحية العسكرية لهم، كما أن ظهور طفل يرتدي البدلة العسكرية بجوار السيسي إشارة هامة الي أن مستقبل مصر القادم، أفضل من الماضي والحاضر. وعن الرسائل التى يحملها هذا المشهد، والعلاقة بين ارتداء السيسى بدلته العسكرية اليوم السادس من أغسطس2015، وارتداء الرئيس الشهيد أنور السادات، بدلة عسكرية أيضا، لكنها كانت بيضاء، يوم إعادة افتتاح القناة، فى الخامس من يونيو 1975، رصدنا آراء بعض الخبراء. فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد، إن القناة الجديدة فى حد ذاتها، هى هدية مصر شعبا وجيشا للعالم، وتنفيذ المشروع بتمويل الشعب وبأيدى رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبالتعاون مع الشركات المدنية، كلها مؤشرات تعبر عن التلاحم والاصطفاف بين الشعب والجيش. مشددا على أن ارتداء السيسى للبدلة إنما يعبر عن أن مصر ستظل كيان واحد، شعبا وجيشا، على قلب رجل واحد، مضيفا أن البدلة العسكرية لها قدسية، لأن الجيش هو جيش الشعب، يضم أبناء والعائلات المصرية، من كل الفئات، وهو رمز للمواطنة المصرية؛ لأنه لا يفرق بين المصريين على أختلاف أديانهم وفئاتهم ومذابهم، والشعب المصرى ممثلا فى جيشه، هو من يحمى وطنه، ويؤمن بلاده ويصون عرض أبناءها، ونسائها وشيوخها وأطفالها، كما يتصدى لكل محاولات التحرش بسيادة الوطن وكرامة المواطن. وأضاف فؤاد أن ظهور الطفل إنما يعبر عن مستقبل مصر، وإن جيل الآباء والأجداد، الذى حفر القناة القديمة، ثم أمم تلك القناة وحارب من أجلها، والجيل الحالى الذى حفر قناة جديدة أضيفت إليها، سوف يسلم الراية لجيل آخر من الأحفاد، لا يقل حرصا على كرامة الوطن، وسيحافظ عليها ويوصنها وينميها، كما سلمها له أجداده. وأشار الخبير العسكرى إلى أن أداء السيسى التحية العسكرية لجموع الشعب، بكل فئاته الذين حضر ممثلوه حفل الافتتاح، إنما يأتى تأكيدا على أن هذا الشعب هو القائد والمعلم، وأن القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو فى الأساس جندى فى صفوف هذا الشعب، الذى هو خير أجناد الأرض، يتقلى منه الأوامر، ويؤدى له التحية.
ومن جانبه قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن الرئيس السادات أعاد إفتتاح القناة، فى الخامس من يونيو عام 75، ليمحى من الذاكرة تاريخ نكسة 67، وارتدى البدلة العكسرية ليقول للعالم، إننا أنتهينا من المعارك العسكرية المسلحة، ووقعنا اتفاقية السلام، لكن نبدأ را جديدة هى حرب التنمية والتطوير، وبناء بلادنا، كما أن السلاح سيظل " صاحى"؛ لأن تحري الارض صعب، لكن الاحتفاظ بها أصعب. وأضاف سويلم إن هذا ما يريد السيسى أن يقوله وهو أننا ما زلنا فى حالة حرب، نتصدى للإرهاب، ولكل المؤامرات التى تحاك ضد وطننا، لافتا إلى أن اليخت تحرك فى الثانية ظهرا، تيمنا بساعة العبور والانتصار يوم السادس من اكتوبر 73، موضحا أن تلك الساعة تحمل إشارة بأن مصر مازالت فى حالة حرب، و ستظل متمسكة بالعبور والانتصار، من رئيس لرئيس ومن جيل إلى جيل.