استهلالة -ملهاش لازمة- الحمد لله أتممت عامي ال30 "ولسه عايش لا أنا محبوس ولا معتقل" -لحد دلوقتي- قررت أن أحتفل بذكرى يوم مولدي بالكتابة -ذلك العشق الذي ما فتيء يداعب أناملي حتى لانت وأطاعت فكتبَت-، ليست المرة الأولى التي ألتقم فيها قلمي؛ لأكتب، إلا أنها الأصعب على الإطلاق، الأصعب لسببين، أولهما، أن كتابي هذه المرة لن يكون مقالاً أو رواية -كالعادة- تنتهي بفرحة البطل أو موته، بل سيكون رسالة، توجب على من يقرأها أن يحاول ويحاول ثم يحاول أن يغير من ذلك الحاضر العَبِث، لأجل أطفالٍ جُل ذنبهم أننا أنجبناهم في ذلك المُستنقع الرث، ثانيهما أني سأكتبها بالعامية رغبةً في أن يستوعبها الجميع باختلاف ثقافاتهم، ولله ذَرّي. الرسالة بسم الله الرحمن الرحيم بعد التحايا والسلام، عزيزي فلان.. قررت السنة دي إني أحتفل بذكرى ميلادي معاك، يمكن علشان محدش فاضيلي، ده حتى أهلي تقريبًا نسيوا إن النهارده ذكرى ميلادي، بس بصراحة عاذرهم، أصل النهارده مصر كلها بتفرح، بس مش بذكرى ميلادي طبعًا -بالمناسبه هو مش حاجة مفرحة- بافتتاح قناة السويس الجديدة. يمكن يكونوا مزودينها شوية في الاحتفالات، بس عادي، يمكن علشان الفرحة غايبة عننا من ساعة حسن شحاته ما استقال من تدريب المنتخب. النجاح جميل حتى لو كان نسبي هايفضل برضوا نجاح، وعلشان إحنا كمصريين نجاحاتنا قليلة فبنحاول نعوض ده باحتفالاتنا الزيادة، "مصر بتفرح" علشان وسعّنا وعمّقنا قنال السويس، تخيل بقى لو ظبّطنا التعليم شوية، واهتمينا بالصحة شويتين، ونضفنا النيل، وطورنا الخطاب الديني -الإسلامي والكنسي- سيكا، وقضينا على الإرهاب، ياسلام ده مصر هترقص مش هتفرح بس. طب بلاش اللي فات ده علشان إحنا دولة نامية ولسه بنقول "ياهادي"، إحنا ممكن نبتدي بتفعيل الدور الرقابي على أجهزة الدولة، يعني مثلاً أفلام السبكي ماتتعرضش إلا لما تتشاف من الرقابة على المصنفات الفنية، أصله عيب أوي لما محكمة هي اللي توقف عرض فيلم، وعلى فكرة أنا لم اختزل دور الأجهزة الرقابية في الرقابة على المصنفات الفنية، لكن ده أقل مثال ممكن الواحد يذكره لحالة العك والتخبط واللامبالاة من أجهزة الدولة الرقابية في كل المجالات. إنت عارف كمان، الحال هيبقى غير الحال لو اهتمينا بالعدل، أصل صعب تمنع ظلم -على الأقل دلوقتي- لكن مش صعب تنصر مظلوم. طب أقولك على حاجة، نبطل ضحك شوية ونشتغل، ما هو عيب أوي لما تبقى صفتنا الأساسية كمصريين هي "خفة الدم"، أصل خفة الدم عمرها ما هتوصلنا لحاجة، بالعكس، ده التطور الطبيعي لخفيف الدم -عمال على بطال- إن ربنا يكرمه ويبقى بلياتشو أو مونولوجست -مع كامل إحترامي ليهم-. والبلياتشو في بلدنا على كل لون في الدين تلاقي وبرضوا في التعليم موجود والصحة تقريبًا كلها، ده غير ال..... ولا ال..... لاء وكمان ال.....، البلياتشوهات بيبكوا مصر وإحنا معاهم، عك. كل اللي فات ده كوم، والارتقاء بالمنتج والصناعة، البحث العلمي، رعاية الآثار وترميمها، معاش للعاطلين، تدشين مشاريع سكنية لمحدودي الدخل -مشاريع سكنية مش عشش فراخ- ودخول مصر في ذمرة النوويين كوم تاني. مصر بتفرح، وشكلها حلو أوي وهي فرحانة، ياريت نفرحها في كل المجالات، مش نفرحها في حته ونبكيها في كل حته، علشان فرحتها حزن في عيون اللي مايتسموش، وقهرة في عيون الأغبياء، صونوا مصر وجهزوها لأولادكم، بلاش يتمنوا البعاد والغربة بسببكم، اللي قبلنا غنوا لمصر وكتبوا في حبها بدل القصيدة ألف، وإحنا ثورنا وفشلنا، نصنا ماتوا والنص التاني محبوس جوه السجون وبراها، لا الغناء غير مصر ولا الثورة عدلت حالها، لم ينوبنا إلا العَجَز، عَجِّزنا وإحنا يادوب في ال30.