أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى عن ظهور ولاية جديدة فى صعيد مصر، تابعة لقيادة التنظيم فى سيناء، وتلك القيادة كانت مؤخرا قد بايعت أبوبكر البغدادى "خليفة داعش المزعوم"، وليست مصادفة أن ينشر التنظيم الإرهابى هذا الخبر صباح اليوم السبت، الموافق 25 إبريل بالتزامن مع إحتفالات عيد تحرير سيناء، متوعدا الجيش والشرطة بمزيد من العمليات الإنتقامية، حسبما كتب أحد قياداته المدعو"أبو سفيان المصرى" على حساب التنظيم على تويتر. فى البداية قال اللواء حسام سويلم ، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، أن خطة إعلان ولايات تابعة للتنظيمات الارهابية داخل مصر ،بدأت بمحاولات توطين الحمساوية والتكفيريين فى سيناء ،إبان عهد المعزول محمد مرسى، حيث فتح لهم الحدود.
وأصدر "مرسي" قرارات بالعفو عن القيادات المحكوم على بعضها بالإعدام والمؤبد، وسمح لهم بالعودة ووعدهم "خيرت الشاطر" بتوفير بيئة امنة فى سيناء ، بناء على صفقة تمت بين هيلارى كلينتون ممثلة لإدارة أوباما، وبين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة ،بهدف إعلان ولاية يطلقون عليها إسلامية فى سيناء، بما يعنى إنتزاعها من السيادة المصرية، ليبدأ مخطط تقسيم مصر، ولولا قيام ثورة 30 يونيو التى دعمها الجيش لنفذ هذا المخطط، فى نفس شهر يوليو 2013، الذى صدر فيه بيان 3يوليو بعزل مرسى.
وأضاف الخبير العسكرى أن مخطط تقسيم مصر لم يكن يتضمن إنتزاع سيناء فقط،ولكن كان يضم إعلان دولة مستقلة فى صعيد مصر، وكان مخططا أن تكون للأقباط ،لافتا إلى أن المؤامرة الأولى فشلت فى سيناء بدليل إنتصارات الجيش والشرطة، ونجاحاتهم المتواصلة فى دحر الإرهاب وتصفية التكفيريين وتطهير البؤر الإرهابية، وستنتهى تماما بعد إستكمال عمليات تدمير الأنفاق، ونقل الأهالى لإخلاء الشريط الحدودى مع غزة.
وأشاد سويلم بوطنية أقباط مصر ،حين رفضوا إلتقاط الطعم ،ولم يطالبوا بدولة مستقلة إبان حكم الإخوان ، ولم يستدعوا التدخل الخارجى حين حرقت كنائسهم وبيوتهم ،فى أعقاب 30 يونيو، خاصة فى الصعيد، لافتا إلى أنه من هنا تيقن الإرهابيون عملاء المخابرات الصهيونية الأمريكية ،أنه لا أمل فى ولاية متأسلمة فى سيناء، ولا دولة مسيحية فى الصعيد ،فإتجهوا لترويج مزاعم بأنهم سيقيمون ولاية فى الصعيد،حتى ينتفض الغرب المسيحى ،ويحاول التدخل بزعم حماية الأقباط فى محافظات الجنوب ،ذات الكثافة القبطية العالية.
وأخيرا توقع رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، أن تنتهى تلك المؤامرة إلى فشل ذريع ،مثلما تنتهى كل مخططاتهم،وتحركاتهم من فشل إلى مزيد من الفشل.
وإتفق معه اللواء فؤاد علام، وكيل مباحث أمن الدولة سابقا، وأضاف أن بعض محافظات الصعيد تصنف من البؤر المرشحة للتوتر لإرتفاع نسبة سكانها الأقباط من ناحية والمتأسلمين من ناحية أخرى ،حيث توجد معاقل الجماعات الإسلامية والجهاد فى محافظاتالمنيا وأسيوط، التى ترتفع فيها نسبة المسيحيين ،لافتا إلى أنه قد توجد قرية كل سكانها من الأقباط تقام حول دير معين، وتجاورها قرية أخرى كل سكانها من السلفيين المتشددين ،ومن هنا تقع حوادث طائفية عديدة فى تلك المناطق.
وشدد خبير مكافحة الإرهاب على ضرورة أن تتحرك الدولة بكل إمكاناتها نحو الصعيد ،وباقى البؤر المتوترة لتطبق المنظومة المتكاملة لمكافحة التطرف بمحاورها الستة، السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والدينية وأخيرا الأمنية؛ لأن التركيز على المحور الأمنى فقط سيؤدى لكوارث وعمليات إرهابية شديدة الضراوة.
ولفت علام إلى أهمية أن تدعم الدولة الصعيد والمناطق الفقيرة والمهملة، وتنميها إقتصاديا وإجتماعيا وتتصدى لمخاطر الفقر والجهل والبطالة ،ولابد من حل مشكلات الإنسداد السياسى، وأن يلعب الأزهر دوره فى مواجهة الأفكار المتطرفة والتصدى لها.