استغلت الجماعات الإرهابية الدولية حالة الانفلات الأمنى التى تعانى منها البلاد فى ضخ أموال طائلة إلى شبه جزيرة سيناء لتحويلها إلى بؤرة للإرهاب العالمى مستغلين دعم ومساندة بعض الدول التى تدعم الإرهاب فى العالم. تمثل شبة جزيرة سيناء 6% من مساحة مصر ويسكنها نحو 554 ألف نسمة وتضم 17 قبيلة بخلاف الوافدين. ونظراً لحالة الفقر المنتشر بين سكانها استغلت الجماعات الإرهابية الفقراء وحالة المعاناة التى يعيشونها خاصة بعض الأعراب غير المنتمين للقبائل والعائلات الكبرى وكذلك المهجرين من محافظات أخرى والقادمين من الجنوب فى ضخ أموال طائلة لتنفيذ عمليات إرهابية يتم فيها استهداف مناطق عسكرية وسيادية وحيوية بالمحافظة. والقيام بأعمال القنص المتعمد لأفراد وقيادات من الشرطة والجيش، وذلك لترويع الآمنين والتلويح باستمرار العمليات الإرهابية فى محاولة لترهيب المواطنين والحكومة من الاقتراب من سيناء، ويتم هذا فى الوقت الذى تقوم به القوات المشتركة من الشرطة والجيش بالعديد من العمليات العسكرية لتطهير أرض الفيروز الحبيبة. يؤكد بعض الأعراب المقيمين فى منطقة رفح أن العمليات الارهابية لا تتم هباءاً إنما هناك «تسعيره» لكل شيء ما حولها إلى «بورصة إرهاب» وهو امر معلوم لدى اغلب المواطنين المقيمين هناك. وتتضمن «بورصة الإرهاب»: «إطلاق نار للتهويش 1500 جنيه، إطلاق نار على كمين 3000 جنيه، إطلاق نار بأسلحة ثقيلة 5 ألاف جنيه، إطلاق نار وإصابة أهداف بأسلحة ثقيلة 10 آلاف جنيه، قتل الجندى 10 آلاف جنيه، الضابط 20 ألف والقيادات 50 ألف جنية». ويرى الأعراب أن إيقاف ضخ الأموال إلى سيناء سيوقف نزيف الدماء والهجمات الإرهابية التى تشهدها بشكل يومى. لافتين إلى أن الجماعات الإرهابية نجحت فى تحقيق جزء من مخططها حيث استشهد أكثر من 100 ما بين أفراد من الشرطة والجيش والمدنيين وأصيب المئات، وأكثر من 200 هجوم على الأهداف والمنشآت العسكرية والشرطية منذ عزل الرئيس مرسى حتى اليوم. وأشاروا إلى تكرار العمليات الهجومية وإطلاق قذائف أربى جى على الأكمنة والمقرات الأمنية وذلك منذ عزل مرسى ومنها كمين الصفا، كمينى الأحراش وسكر وقطاع الأمن المركزى وأقسام ثانى وثالث شرطة العريش والرمانة ببئر العبد ونخل بوسط سيناء وفندق «سينا صن». ولم تقتصر الأعمال الإرهابية على السكان المليين حيث دخل عناصر جهادية إلى الساحة يرجع البعض انتماءها إلى حماس وتنظيم القاعدة بقيام بعض العمليات التفجيرية على الحدود الفاصلة بين مصر وقطاع غزة فى رفح المصرية، حيث يقومون بإطلاق نار مكثف تجاه القوات المصرية داخل الحدود المصرية برفح. وتشير المعلومات الأمنية إلى أنهم هددوا فى بيانات لهم أكثر من مرة على صفحاتهم الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بفصل سيناء عن مصر وإعلانها دولة مستقلة. فضلا عن الاستهداف المتعمد والممنهج على أفراد من الشرطة والجيش والمواطنين والأقباط بصفة خاصة، وكان المسلحون قد استهدفوا مجموعة من قيادات الجيش والشرطة ومنهم مفتش الداخلية العميد «محمد هانى» الذى قتلوه فى سيارته، كما تم استهداف سيارة اللواء «أحمد وصفى» رئيس أركان الجيش الثانى الميدانى بمدينة الشيخ زويد ولكن لم يصبه مكروه، وأيضا العديد من أفراد الشرطة والجيش الذين استشهدوا خلال تلك العمليات الإرهابية هذا بخلاف عدد لا يحصى من المصابين. ولم تخل الأعمال الإرهابية من استهداف المواطنين الأقباط حيث تلقت الأسر المسيحية فى المحافظة العديد من التهديدات منذ عزل مرسى على شكل رسائل على تليفوناتهم المحمولة أو علامات على منازلهم بألوان فسفورية وأشكال معينة ومطالبتهم بمغادرة المحافظة. وفى محاولة لتخويف الشخصيات المهمة بشمال سيناء تم استهداف شيوخ القبائل، حيث قاموا الارهابين باغتيال «عبد الحميد السلمى» أحد كبار عائلة الفواخرية بالعريش ونائب المحافظة بمجلس الشورى الأسبق واحد الداعمين لثورة 30 يونيو والمفوضين للفريق أول عبدالفتاح السيسى، كما قاموا باغتيال أحد مشايخ القبائل فى رفح فى ظروف غامضة. وفى غضون ذلك جاء مقتل 25 من جنود مصر وهم عزل فى رفح على ايدى الارهاب هذه العناصر الإرهابية ليكشف مخططات هذه الخلية فى استغلال الاموال وضخها لقنص الجنود والتى كشفت عنه التحريات لتؤكد روايات الأعراب والبدو فيما اسمه ب «بورصة الارهاب». وعلى الجانب الآخر تقوم القوات المشتركة من الشرطة والجيش بالتنسيق مع قوات حرس الحدود وقوات مكافحة الإرهاب الدولى والصاعقة وقوات العمليات الخاصة بعدد كبير من العمليات العسكرية الموسعة لتطهير أرض سيناء الغالية من بؤر الإرهاب، وذلك من خلال عمليات التمشيط التى تقوم بها القوات فى المناطق الجبلية الوعرة مثل منطقة جبل «الحلال» ومداهمة العناصر والبؤر الإجرامية فى مدن شمال سيناء«العريش، رفح، والشيخ زويد». ونجحت القوات فى إلقاء القبض على أكثر من 150 جهادياً إرهابياً، هذا بالإضافة إلى الذين قامت بتصفيتهم بخلاف المصابين فضلاً عن هدم أكثر من 80% من الأنفاق، كان آخرها قيام القوات بإخلاء أحد المنازل لهدم نفق كان موجود بأسفله وهى المرة الأولى من نوعها التى تقوم بها قوات الجيش. وفى هذا الإطار لا يمكن إنكار الدور الوطنى العظيم الذى يقوم به مشايخ القبائل وعقلاء البدو من مساندة الجيش فى أكثر من موقف، والوقوف بجانبه فى القضاء على الإرهاب فى أرض سيناء، حيث تمثل القبائل العربية جزءاً هاماً ومكملا للدور الذى تقوم به القوات المسلحة، حيث بفضل تعاونهم تم إلقاء القبض على الكثير من العناصر المخربة فى سيناء، وهذا الدور لا يعد جديداً على شيوخ وعقلاء القبائل السيناوية وإنما جزءا من أدوارها الوطنية فى الحفاظ على تراب الوطن.