يزور الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودى القاهرة ،حيث عقد جلسات مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ،كما إلتقى بنظيره المصرى الفريق أول صدقى صبحى ، فى أعقاب زيارة صبحى للرياض وقبلها باكستان،تلك الزيارة التى ربطها الخبراء بعملية "عاصفة الحزم" التى تقودها السعودية وتشارك فيها مصر، ضد ميلشيات الحوثيين فى اليمن ، على خلفية القرار الباكستانى برفض المشاركة فى الضربة ،وميل تركيا نحو إيران ، إلى جانب قرار مجلس الأمن من ناحية ،والموقف الروسى من ناحية أخرى. فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد،أن مصر جزء من تحالف "عاصفة الحزم" ،الذى تقوده السعودية لذا لابد من الزيارات المتبادلة والتنسيق المستمر بين أطراف التحالف ،وأيضا ستجرى مناورة كبيرة بين الجيشين المصرى والسعودى على الأراضى السعودية ،يتم التحضير والإستعداد لها. وأضاف فؤاد أن هدف تلك المناورة هو الردع ،حيث يتم خلالها إظهار القوة والتلويح بإستخدامها دون إستخدامها،وهو ما يطلق عليه إستخدام سياسى للقوة العسكرية ،وتشارك تلك المناورات أيضا فى عمليات الخداع الإستراتيجى،كما حدث فى حرب أكتوبر 1973 ،حيث حولنا المناورة إلى عمل عسكرى حقيقى،ومن الممكن فى إطار الخداع أن نناور فى موقع ،ونضرب فى إتجاه أخر. وشدد الخبير العسكرى على أن المجموعات المصرية التى سافرت للسعودية كان هدفها هو المشاركة فى التخطيط ،لأن عمليات إعداد مسرح القتال، تستغرق فترات طويلة ،والحرب مع ميلشيات الحوثييين غير متماثلة أشبه بحرب العصابات ، تخوضها جيوش نظامية ضد جماعات غير نظامية ،وبالتالى ليس لها حسابات ،كما أن طبيعة الأرض فى اليمن ستحارب مع الحوثيين بريا ،والحل هو إستمرار عمليات تأليب القبائل اليمنية وإستقطابها لتحارب الحوثيين برا، بطريقة حرب الميلشيات الغير نظامية التى يتعاملون بها. وعلى جانب أخر قال اللواء دكتور زكريا حسين مدير أكاديمية ناصر العسكرية سابقا ،أن زيارة وزير الدفاع السعودى تتزامن مع بدء إجتماعات أمين عام جامعة الدول العربية مع رؤساء أركان الجيوش ،لوضع أليات التنفيذ الفعلى لقرار القمة العربية بتشكيل القوة العربية المشتركة ،وإستكمالا لتفعيل فكرة أن أمن الخليج هو إمتداد للأمن القومى المصرى، وتحقيق مزيد من التعاون العسكرى بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجى بقيادة السعودية. وأضاف حسين أنه لابد من زيارات على أعلى مستوى للقاهرة، حيث مقر جامعة الدول ،بهدف التنسيق والتدريب والمناورات المشتركة ،لأنه سيتم خلال شهر الإتفاق على أليات تشكيل القوة المشتركة وتسليحها وتمويلها ومكان تمركزها،ثم تنفذ خلال 3 شهور،حسب قرار قمة شرم الشيخ. وإستبعد مدير أكاديمية ناصر ،أن تكون الزيارة تمهيد للتدخل البرى فى اليمن ،مؤكدا أنه لا مصر ولا السعودية ولا أى دولة تنتوى خوض حرب برية فى اليمن ، لأننا تعلمنا مما حدث عام 1962،ولن نسمح "بجرجرة" الجيوش العربية إلى تلك المصيدة، التى ستؤدى إلى تدمير الجيوش العربية وعلى رأسها الجيش المصرى،كما أدت حرب اليمن الأولى إلى هزيمة 67. وعلى الصعيد السياسى قال الدكتور جهاد عودة ،أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان،أن مصر سترفض التدخل البرى فى اليمن، وهذا لن يؤثر سلبا على علاقاتنا مع السعودية ، وباكستان التى ترتبط بالسعودية بعلاقات قوية ومتشعبة رفضت المشاركة فى الضربة ،لأن العلاقات بين الدول لا تسير وفقا لنظرية "هات وخذ". وأضاف عودة أنه بالفعل هناك مخاطر محدقة بالأمن القومى السعودى الذى هو إمتداد للأمن القومى المصرى ،لوجود علاقات "جيوبوليتكية" أو جغرافيا سياسية بين مصر والسعودية تتعلق بالبحر الاحمر،وعلى مصر أن تدافع عن السعودية ،فى ضوء متغيرات دولية وإقليمية عديدة ،يجب أن توضع فى الإعتبار فى مقدمتها قرار مجلس الأمن الذى يرفض تسليح الحوثيين ،وينحاز لشرعية الرئيس هادى ،ومن ناحية أخرى الموقف الأمريكى مازال غامضا وكذلك الموقف التركى ،وحتى الأن لم نعرف مدى قدرة إيران على التدخل المباشر فى الحرب،وكيف ستتدخل روسيا. ورأى عودة أن وزير الدفاع السعودى إلتقى بالرئيس السيسى عقب مباحثاته مع وزير الدفاع المصرى،لأن العسكرية المصرية تتحرك بالتوازى مع الدبلوماسية ،ولهذا السبب تم تخفيف ضربات "عاصفة الحزم"منذ ساعات، لتبدأ مرحلة المناورات العسكرية على الأرض السعودية من ناحية ،والمناورات الدبلوماسية من ناحية أخرى،وهو ما يمهد للوصول إلى تسوية ، تمكننا من فرض إرادتنا لنجلس على مائدة التفاوض ونحن فى الموقف الأقوى.