عبرت جامعة الدول العربية عن قلقها وترقبها للأوضاع الخطيرة والمتدهورة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في الجمهورية العربية السورية، الذين يبلغ عددهم أكثر من 500 ألف لاجئ فلسطيني، وذلك في ظل الاعتداءات اللاإنسانية التي يتعرضون لها جراء زجهم في الصراع، والتي ازدادت بشكل صارخ في الآونة الأخيرة في أعقاب قيام مجموعات باقتحام مخيم اليرموك في مطلع الشهر الجاري، وتحويله إلى ساحة حرب، مما تسبب في وقوع كارثة إنسانية محققة. وطالبت جامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة)، في بيان لها اليوم الأحد، المجتمع الدولي التدخل الفوري لضمان عدم الزج بالمخيمات الفلسطينية في هذا الصراع الدائر، دون إرادة قاطنيها وتحييدها تماماً ونهائياً عن ويلات الاشتباكات، لأن اللاجئين الفلسطينيين ليسوا طرفاً في الصراع ولا يتعدى كونهم ضيوفاً على الأراضي السورية لحين عودتهم إلى بلادهم إثر قيام سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة. وطالبت بتوفير الدعم المالي والإغاثي اللازم لكل من الأونروا والمنظمات الإغاثية الأخرى والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان ومنظمة الأممالمتحدة بشتى أجهزتها، وخاصة منظمة الصليب الأحمر والهلال والصليب الأحمر العربي، لتمكينهم من القيام بمهامهم وإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين من مأساة إنسانية مروعة. وأهابت بجميع الأطراف الفاعلة أن تضطلع بمسؤولياتها وتقديم المعونة للاجئين الفلسطينيين كمسؤولية إنسانية وأخلاقية في المقام الأول اتساقاً مع ميثاق حقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين وقت الحروب، مشددةً على أهمية اتخاذ خطوات سريعة وإيجابية مع الأطراف المتحاربة بهدف تجنيب المخيمات الفلسطينية وعدم الزج بهم في الصراع. الأكثر تضرراً ونبهت الجامعة إلى أن لاجئي مخيم اليرموك بكافة قطاعاتهم، بما فيهم الأطفال، هم أكثر اللاجئين تضرراً وعرضة للموت نتيجة لاستمرار الصراع في ظل الحصار الشديد المفروض على المخيم ونقص الخدمات الطبية وارتفاع الأسعار وشح جميع المواد الغذائية والمحروقات وسوء الأحوال الجوية، وصعوبة دخول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى المخيم لتقديم خدماتها لأبنائه جراء الاقتتال والاشتباكات الدائرة فيه. وذكرت بما شهده المخيم منذ بداية حصاره يوم 22 يوليو من العام 2013 وحتى 18 فبراير الماضي، ومقتل 172 لاجئاً بسبب تفشي الجوع والنقص الخطير في المواد الغذائية وشتى مستلزمات الرعاية الطبية، إضافة إلى أن هناك 2648 لاجئاً فلسطينياً قد قتلوا منذ بدء الأزمة السورية عام 2011 حتى الآن.