"هي المادة اللي بناخدها دي إيه يا ميس؟".. هذا ما قالته إحدى الطالبات بمدرسة "تجارية بنات" بمحافظة الجيزة، وتحديدًا في حصة مادة "التسويق"، بعد مرور نحو شهر ونصف على بدء الفصل الدراسي الثاني. يومٌ دراسيٌ كاملٌ قضيناه مع طالبات هذه المدرسة، ارتدينا الزي المدرسي لنرى كيف هو حال التعليم الفني في مصر. بدأ اليوم بالطابور المدرسي، تبعه رقص الطالبات على أنغام أوبريت "تسلم الأيادي"، الذي بدأ فور انتهاء الطابور. في بعض الحِصَص اكتفى المدرسون والمدرسات بكتابة الدرس على السُبورة، والسؤال عن "الكشاكيل"، لكن لا أحد يشرح الدرس المكتوب أو يسأل الطالبات عما فهمنه من المادة الدراسية. وفور أن تُدِير المُدَرسة ظهرها للطالبات، تقوم بعضهن بوضع مساحيق التجميل على وجوههن و"التهريج" والضحك في خلسة. وعند سؤالنا لإحدى المُدَرِسات "هو حضرتك مش هتشرحي الدرس بقى؟"، أجابتنا قائلةً: "أنا مش كتبتلكوا الدرس على السبورة يبقى تنقلوه وانتوا ساكتين، وعلى فكرة أنا كتبت درس بُكرَة كمان عشان مش جاية بُكرَة". ثم بدأت المُدَرِسَة في الحديث مع بعض الطالبات حول موضوعات خارج إطار الدراسة، كالحجاب وغيرها. تحدثنا مع طالبات بالصف الأول الدراسي وأخبرتنا إحداهن: "أنا نفسي أكمل معهد وكلية بعد المدرسة وبحاول أشجع نفسي على المذاكرة لكن مش كل المدرسين بيشرحولنا". وأضافت أخرى، "الدراسة هنا في تجارة صعبة واحنا عندنا حلم عاوزين نحققه، بس في الغالب الجواز هيقضي عليه". معظم الطالبات إما مخطوبات وسيتزوجن بنهاية العام الدراسي وإما مكتوب كتابهن أو متزوجات بالفعل، على الرغم من أن أكبرهن عمرًا لم تتعدَّ الثمانية عشر عامًا، "يدور حديث دائم بينهن عن الزواج والحب وكيف ستكون حياتهن بعده؟". وجدنا أثناء جولتنا ب"حوش المدرسة" مجموعة من الطالبات يلعبن ما يسمى ب"شد الجِيَبْ" حيث يقمن بشد "جِيَبْ" بعضهن البعض ويتراشقن بالألفاظ الخارجة، دون أدنى رد من المُدَرِسين والمُدَرِسات داخل المدرسة.
أما دورات المياه داخل المدرسة وجدناها خالية من الطالبات لأنهن لا يستطيعن دخولها بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث منها نتيجة إهمال نظيفتها.