محور قناة السويس الجديد، هو مشروع مصرى تنموى ضخم، تم البدء فى إنشائه فى الخامس من أغسطس عام 2014، ومن المقرر أن يتم الإنتهاء منه فى ذات اليوم من عام 2015 الجارى. يهدف مشروع تنمية محور قناة السويس أو قناة السويس الجديدة، إلى تعظيم دور إقليم قناة السويس كمركز لوجيستى وصناعى وتجارى وإقتصادى، إقليميًا ودوليًا.
ويسعى مشروع تنمية محور قناة السويس الجديد إلى جعل إقليم قناة السويس محورًا مستدامًا يتنافس عالميًا فى مجال الخدمات اللوجيستية والصناعات المتطورة والتجارية والسياحية.
يذكر أن إقليم قناة السويس يضم ثلاث محافظات مختلفة، وهم: محافظة الإسماعيلية ومحافظة بورسعيد ومحافظة السويس "محافظات القناة الثلاث"، وينفذ المروع تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية بالتعاون مع 17 شركة مدنية مختلفة للإنشاء والتعمير.
وتطلق الشركات القائمة على مشروع تنمية محور قناة السويس إسم "مشروع إزدواج القناة"، ويهدف المشروع فى أساسه إلى تلافى المشكلات التى كانت تواجه محور القناة القديم من إضطرار السفن المارة بالمجرى إلى الإنتظار بالبحيرات المرة، نحو 11 ساعة حتى تمر قافلة الشمال او العكس، مما يتسبب فى خسائر كبيرة لشركات السفن المارة وللقناة، ويهدف المشروع إلى حفر 35 كيلو مترًا موازيًا لمحور القناة القديم، بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم، ليصبح الطول الإجمالى للمشروع 72 كم. ويستهدف المشروع فى الأساس تحقيق إمكانية عبور الناقلات والشاحنات فى كلا الإتجاهين فى ذات الوقت، لتصل ساعات الإنتظار إلى 3 ساعات فقط, مما يقلل من زمن رحلة العبور للسفن بالقناة من 20 ساعة إلى 11 ساعة فقط، ويستهدف المشروع أيضًا إلى زيادة عدد السفن العابرة بمجرى القناتين فى العقدين القادمين، مما يساهم فى زيادة الإيرادات الحالية للقناة بنسبة تقترب إلى 300%.
ويتكلف مشروع تنمية محور قناة السويس نحو 8,2 مليارات جنيه، ويذكر أن الحكومة المصرية قصرت المساهمة المالية لتدبير نفقات المشروع على المصريين فقط، من خلال أسهم لها أرباح شهرية وسنوية، وأصدرت الحكومة شهادات إستثمار خاصة للإكتتاب حققت ما يقارب 9 مليارات جنيه فى عدة أيام فقط.
ويدور المشروع حول 8 محاور رئيسية، وهى: الأنفاق, ووادى التكنولوجيا، وضاحية الأمل، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، والمنطقة الصناعية، والمنطقة الزراعية، والمنطقة السياحية. الأنفاق: هى عملية إنشاء 7 أنفاق أسفل محور القناة, يتضمن 3 أنفاق بمحافظة بورسعيد منهم نفقين للسيارات ونفق للسكة الجديدة, و4 أنفاق آخرين بمحافظة الإسماعيلية منهم نفقين للسيارات ونفق للمرافق وآخر للسكة الحديدية أيضًا، بتكلفة تصل إلى 4,2 مليار دولار. وادى التكنولوجيا: تعده الشركات القائمة على مشروع التنمية بأحد أهم ركائز المشروع، ويقع شرقى محافظة الإسماعيلية على مساحة 108 أفدنة مخصصة للمشارع الصناعية. ضاحية الأمل: وهى منطقة تقع على مساحة 2744 فدان، على الطريق الإقليمى القاهرة/بورسعيد، وهى من أكثر المناطق المتميزة نظرًا لموقعها الجغرافى، ومن المقرر إقامة مجتمع عمرانى بها يكون مثلثًا عمرانيًا مع مدينة الإسماعيلية الجديدة ووادى التكنولوجيا شرقى القناة، ويذكر أن الضحاية تنقسم إلى أربعة مناطق, تنقسم على محاور المشروعات الصناعية والسياحة والخدمات، بالإضافة إلى الإسكان. مدينة الإسماعيلية الجديدة: يهدف المشروع إلى إنشاء مدينة "الإسماعيلية الجديدة" على مساحة 16,500 فدان، ويستهدف المشروع أن تكون المدينة سكنية، بالإضافة إلى إحاطتها بمجموعة من الزراعات التصديرية والمناطق الخضراء، وتقام على مراحل مختلفة لتتسع لأكثر من نصف مليون نسمة. المنطقة الصناعية: وهى منطقة صناعية متكاملة بالقنطرة شرق، على مساحة 910 فدان، مقسمة على 6 مراحل مختلفة، ويتم الإنتهاء الآن من 79 مشروع من المخطط تنفيذهم من المرحلة الاولى والثانية، بتكلفة 43 مليون جنيه، والمستهدف من المنطقة الصناعية توفير 9386 أولويتها للخريجين، بالإضافة إلى طرح 69 قطعة أرض بالقنطرة شرق لإقامة مشروعات صغيرة مساحة كل منها 400 متر. المنطقة السياحية: وتتضمن هذه المنطقة التنمية السياحية والعمرانية بالمنطقة بين العريش والشيخ زويد، ومنطقة بين الطور ورأس محمد، بالإضافة إلى زيادة عدد القرى والمنتجعات السياحسة بشرم الشيخ، وأيضًا إقامةقرى ومنتجعات سياحية بدهب ونويبع وجنوب محمية نبق، بالإضافة إلى إقامة قرى ومنتجعات سياحية بنويبع وطابا. المنطقة الزراعية: يتضمن المشروع محورًا أساسيًا لتنمية الثروة السمكية، من خلال أحواض السريب شرق القناة، والتى تتمثل فى 23 حوض تسريبى بأطوال وأعماق مختلفة، ويهدف المشروع إلى توفير منتجات غذائية عالية الجودة وآمنة، كما سيتضمن المشروع إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية قدرة 2500 ميجاوات، ويهدف المشروع أيضًا إلى إستصلاح 2,109 ألف فدان بمنطقة شمال سيناء ووديان البروك وسهل وادى العريش. ويخطط المشروع حول إنشاء وتنمية 5 موانئ مختلفة، وهم: ميناء شرق بورسعيد وميناء غرب بورسعيد وميناء السخنة وميناء العريش وميناء الأدبية، نظرًا لزيادة عدد السفن المارة بمحورى القناة مما يتطلب زيادة عدد الموانئ لإستيعاب السفن والبضائع. بالإضافة إلى مشروع إنشاء ميناء السخنة الجوى على مساحة 10 كم بصحراء العين السخنة، وإعتباره كمطار دولى تحت إشراف وزارة الطيران المدنى بقيمة تمويلية تصل إلى 500 مليون جنيه كمرحلة أولى، وذلك بغرض مضاعفة وجذب الإستثمارات العربية والأجنبية فى مجال السياحة الداخلية والخارجية، ويذكر أن المشروع يخدم 35 قرية سياحية وفندقًا، بإستثمارات تتعدى 5 مليارات جنيه مصرى بخلاف الإستثمارات الصناعية بالمنطقة. مثل مشروع تنمية محور قناة السويس الجديد خطوة مهم فى القضاء على "الحلم الإسرائيلى"، الذى أعلنت عنه إسرايل فى 2013، بإنشاء محطة سكة حديدية تربط بين البحرين المتوسط والأحمر لنقل البضائع والركاب، لتكون بديلًا لقناة السويس.