أكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان الاخطار المحدقة بالوطن العربي وشعوبه تتطلب العمل الفوري والجادة لمواجهتها ودرء مخاطرتها بهدف اجتثاثها وفي مقدمتها التنامي الخطير والمقلق لظاهرة الارهاب والفكر المتطرف. وقال جودة في كلمة له عقب تسلمه رئاسة الدورة العادية 143 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اليوم- ان جماعات ارهابية اصبحت تسيطر على اراض في دول عربية وتتمدد فيها بما يهدد كيانات هذه الدول والامن والسلم الدوليين، مشيرا الى ان هذه الجماعات ترتكب ممارسات تتجاوز في وحشيتها كل تصور. وأضاف ان المطلوب منا جميعا العمل الجماعي والفوري في إطار جامعة الدول العربية ووفق جهود منهجية عاجلة ومنسقة وشاملة عسكرية وامنية وفكرية لمواجهة هذه الجماعات وفقا للاطر القانونية التي يتيحها ميثاق جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك،معتبرا ان بلاده كانت وستبقى في طليعة الصفوف في كل جهد يواجه الارهاب. وأكد ناصر جودة ضرورة التضامن مع الدول العربية التي تعاني من الارهاب بكافة صور التضامن بما فيها تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يمكن ان يقضي على اسباب ظهور واستفحال هذه الجماعات الارهابية. وتطرق جودة الى الاوضاع في سوريا فأكد على اهمية العمل من أجل الوصول الى حل سياسي يحقق وقفا لاعمال القتل والعنف والدمار ويلبي تطلعات الشعب السوري بكافة مكوناته ويستند الى قرارات مؤتمر جنيف 1. وتحدث جودة في هذا الصدد عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها اللاجئون السوريون جراء هذا الاقتتال، موضحا ان بلاده تحتضن مليونا ونصف المليون لاجيء سوري.. موجها الشكر للدول التي تقدم مساعدات من اجل توفير الاحتياجات الرئيسية لهولاء اللاجئين ومن بينها دولة الكويت التي احتضنت مؤتمرين للمانحين وتستعد لاستضافة الثالث قريبا. وحول الاوضاع في العراق أكد جودة ضرورة دعم الحكومة العراقية في التصدي للارهاب وعلى رأسه تنظيم داعش وتقديم كل أوجه العون والمساعدة للقيام بذلك بنجاح والعمل على تحقيق الاستيعاب السياسي لكل مكونات الشعب العراقي وعدم الاقصاء بما يرسخ الحالة الوطنية الجامعة ويمهد لعودة العراق للمارسة دوره العربي والاقليمي والدولي. وبشأن الاوضاع في ليبيا قال جودة انه لابد من مساعدة ليبيا على مواجهة الجماعات الارهابية التي تهدد سيادتها ووحدة اراضيها ،مؤكدا دعم بلاده للبرلمان الليبي المنتخب والحكومة الشرعية المنبثقة عنه ومساندتها في بناء المؤسسات الليبية ومنها انشاء جيش وطني قوي، مؤكدا اهمية تعزيز الحوار بين مختلف الاطراف مع استبعاد من يلجأ منها للعنف والارهاب. وقدم جودة في هذا الخصوص تعازي الاردن لمصر قيادة وحكومة وشعبا على استشهاد 21 من ابنائها داخل ليبيا على ايدي هذه العصابات المجرمة وتاييد ما تقوم به مصر من اجراءات للحفاظ على أمنها القومي. وتطرق جودة الى مجريات الاحداث في اليمن، مؤكدا رفض التدخل الخارجي في الملف اليمني والعمل على دعم مسيرة الحوار الوطني تحت رعاية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمبادرة الخليجية ومضامين قرار مجلس الامن الاخير حول اليمن والدعوة لتطبيقه. وبالنسبة للقضية الفلسطينية حذر جودة من أن غياب حل للقضية الفلسطينية التي هى جوهر واساس كل التوترات في المنطقة تشكل عاملا قويا في ظهور الارهاب والتطرف، وقال إن الاردن يعتبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية هو تحقيق لمصلحة حيوية اردنية عليا، مؤكدا ضرورة التوصل الى حل يعالج قضايا القدس واللاجئين والحدود والامن وفقا للمرجعيات الدولية. وأكد أهمية الجهود الرامية لاستئناف مفاوضات السلام شريطة ان تكون جادة ومحددة الاطار الزمني ويواكبها التزام في الفعل والقول بعدم اتخاذ اجراءات احادية الجانب،مشيرا الى ان بلاد ستستمر في بذل كل جهد في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفي القلب منها المسجد الاقصى المبارك وستتصدى لاي انتهاكات اسرائيلية تستهدف المساس بهذه المقدسات. واكد جودة في ختام كلمته أهمية اصلاح منظومة العمل العربي المشترك وفي مقدمتها تعديل ميثاق الجامعة للتتمكن من مواجهة التحديات والمستجدات. من جانبها استعرضت فاطمة فال بنت اصوينع وزيرة خارجية موريتانيا نتائج رئاسة بلادها لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري للدورة 142 السابقة والظروف والتحديات التي تميز بها العمل العربي المشترك خلال هذه الفترة. وأكدت الوزيرة الموريتانية على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات والاخطار التي تمر بها المنطقة العربية والتي من شأنها ان تساهم في زيادة عوامل التوتر فيها. وتحدثت الوزيرة عن ظاهرة الارهاب،معتبرة انها تمثل تحديا حقيقيا يتطلب مقاربات تولي اهمية خاصة لضرورة ايجاد آليات لمواجهتها على كافة المستويات ،مشيرة الى ان بلادها انتهجت سياسة حازمة في التصدي للارهاب والتطرف عبر توطيد التعاون الثنائي والمتعدد وتعزيز القدرات في مجال الامن.