اعتاد اللاعب المصري الظهور بمستوى فني وبدني رائع عند مواجهة الكبار، فيرتدي وقتها ثوب الإصرار والعزيمة كي يثبت ذاته محاولاً مناطحة العمالقة، ولكن الأسف كل الأسف هذا الثوب يُنزع عند مواجهة منافس نشعر بأنه الأقل فنياً، وذلك على مستوى جميع الألعاب الرياضية وليس الساحرة المستديرة فحسب. فمنذ قديم الأزل تكون المنتخبات الغير متواجدة على الخريطة الرياضية هي سبب أزماتنا ومعانتنا على المستوى الدولي، فتودع مصر تصفيات مونديال 98 بسبب منتخب إسمه ليبيريا، لولا حمل جورج وايا جنسيتها ا كنا نسمع عنها مطلقاً، وتتسبب ناميبيا في عدم بلوغ الفراعنة مونديال 2002 ثم بنين وليبيا في مونديال 2006 و المنتخب الزامبي بتصفيات العرس العالمي 2010، علماً بأن الفراعنة تقهر المنتخب الذي يبتسم له الحظ في نهاية الأمر في تصدر مجموعة التصفيات وقطع تأشيرة المرور لكأس العالم. ويقدم الفراعنة في القارات لقاء أقل ما يُقال عليه أنه أسطورياً أمام السيلساو البرازيلي واحراجه واسكان شباكه الكرة ثلاث مرات وقهر بطل العالم المنتخب الإيطالي، ليتوقع الجميع أن يفترس الفراعنة الأمريكان، ولكن تأتي الهزيمة بثلاثية فاضجة تطيح بأبناء شحاتة من المونديال المصغر. ويسير منتخب كرة اليد على النهج ذاته، كونه مصرياَ أصيلاً شرب من مياه النيل ومارس هواية اللاعب المصري في الخسارة أمام الصغار عقب الإنتصار على الكبار، فعقب سلسلة من النتائج الرائعة بمونديال قطر 2015، بدايةً من اكتساج الشقيق الجزائري والفوز الثمين على التشيك والتعادل التاريخي أمام السويد، سقط فراعنة اليد أمام نظيره الأيسلندي الأقل فنياً. فكعادة المصريين، يغيب الطموح ونرتضي بالقليل ونطبق حرفياً مقولة " كدة رضا"، فيريح المدير الفني مروان رجب أبرز عناصر الفريق في شوط المباراة الأول فيغيب هنداوي والأحمر وعلي زين، لتكون الخسارة بخسة أهداف في هذا الشوط ومن ثم الخسارة مع نهاية المباراة في أداء شابه الكثير من الإستهتار من جانب لاعبي المنتخب المصري، لتتسبب الخسارة في احتلال الفراعنة المركز الرابع والاصطدام بالمنتخب الألماني الرهيب بطل العالم 3 مرات في دور ال16 لمنافسات المسابقة واهداء المنتخب الأيسلندي " المتواضع" المركز الثالث على طبق من ذهب ومنحه مقابلة أسهل نسبياً أمام المنتخب الدنماركي بثمن النهائي، ليلقي منتخب اليد بنفسه في طريق مظلم امام ماكينات ألمانيا التي لا تعرف معنى الرحمة أبداً. إلى متى غياب الطموح عن اللاعب المصري وتطبيقه سياسة الإكتفاء؟؟ إلى متى التألق امام الكبار ثم الإستهتار والتراخي أمام الصغار سواء مدربين أو لاعبين؟؟ إلى متى يحرز اللاعب المصري هدفاً فيتراجع ليحافظ عليه رافضاً زيادة الغلة وتوجيه الضربة القاضية لمنافسه بالثاني والثالث؟؟...عليكم تغيير ثقافة " كدة رضا" كي نرى علم مصرنا الحبيبة يرفرف في المحافل العالمية.