حوار: صلاح حسن- تصوير: سارة هاشم يحمل د. عبد الستار فتحي، رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الحالي الكثير من الخبرات وكثيراً ما تقلد منصبه ودائماً ما يقدم الكثير من خبراته ويعمل بشكل عقلاني في ما تواجهه الرقابة من أزمات، وللمرة الثالثة يتقلد فتحي، هذا المنصب الذي يأتي بعد أزمة بسبب فيلم حلاوة روح ، فعن تفاصيل تقليده منصبه ورؤيته حول دور الرقابة مع الجهات المختلفة والأزمات التي تواجهها، وقائمة الأفلام التي سيتم عرضها في موسم عيد الأضحى المقبل كان ل الفجر الفني مع د. عبد الستار فتحي، هذا الحوار. نبدأ منذ فترة تقليدك لمنصب رئيس الرقابة، فهذه المرة جاءت بعد أزمة فيلم حلاوة روح ، هل ترددت في قبول المنصب؟ أولاً أنا تقلدت هذا المنصب لعدة مرات سابقاً، وهذه ثالث مرة بعد سيد خطاب وأيام الإخوان وأعتقد أنه كل ما يتزنقوا يطلبون مني أن أتقلد المنصب وكنت رافض بشدة هذا المنصب، ولكن أقنعني د. محمد صابر عرب، وزير الثقافة السابق، وجاء د. جابر عصفور فأصدر القرار واكد عليه. منذ تواجدك في منصب الرقيب هل توجد أفلام لا زالت في الأدراج؟ لا يوجد فيلم في الدرج نهائياً ولمصلحة من يظل الفيلم في الأدراج فصاحبه لن يسكت على هذا، وهناك فيلم يظل في الدرج لأنه لا يجد دار عرض وهذا ليس دور الرقابة وهناك فيلم موجود وليس له منتج فبالتالي يتعطل، والأفلام المتواجدة في الرقابة حالياً هي أفلام عيد الأضحى فقط. ما عدد الأفلام التي تقدمت للعرض في عيد الأضحى وما القائمة النهائية للعروض؟ يتواجد حالياً داخل هيئة الرقابة 13 فيلم وحسب دور العرض سيتم التصريح بها، ولكن ما سيتم عرضه خلال موسم عيد الأضحى لن يزيد عن سبعة أو ثمانية أفلام، والقائمة التي أخذت تصاريح بالعرض هي أفلام المواطن برص، وحماتي بتحبني، وعمر وسلمي، وواحد صعيدي أو مواطن صعيدي، وروميو السيدة، والجزيرة 2، وحديد، والنبطشي ، وتم مشاهدة أفلام النبطشي، وحديد، والجزيرة 2، وحماتي بتحبني ، والبقية يتم عقد لجان مشاهدة للإطلاع عليها ولكن لا أرى مشكلة في عرض هذه الأفلام فنحن نرى نسخة العمل ولو هناك شيء يخص العمل يقال لصاحب الشأن، ولو وجدت ملاحظات نسردها ولا أعتقد أن هناك فيلم أخذت عليه ملاحظات فالأفلام المقدمة خفيفة وليس بها حاجة تعور . ما رأيك في السينما بشكل عام؟ وهل ستشهد استمرار انتعاشتها؟ أفلام العيد المنقضي والمقبل خفيفة باستثناء فيلم الفيل الأزرق وأعتقد أنها جيدة، ولكن هدف المنتج في المقام الأول الربح، ومن جهة انتعاشة الإيرادات الجمهور لا يحتاج شخص يضغطه في السياسة فنحن نحتاج للتغيير بسبب التشبع السياسي فلابد من الخروج من الإطار. ما رأيك فيما يشاع أن السبكى يسيطر على سوق السينما رغم أن هناك أفلام أثبتت وجودها مثل فتاة المصنع ولامؤاخذة ؟ السبكي يهمه عمل فيلم يجيب فلوس وفي منتج بيعرف يجيب فلوسه وبفيلم جيد، فأفلام فتاة المصنع ولامؤاخذة أفلام جيدة ونحن نحتاج لهذا التنوع ورغم ما يقال أن السبكي مسيطر على السينما بأفلام غير هادفة إلا أننا لو نظرنا لوجدنا أحمد السبكي قد قام بعمل أفلام جيدة مثل ساعة ونص وهو يفخر بأنه يشارك بأفلام جيدة ونحن نحتاج التنوع فبلد مثل نيجيريا مثلاً تقدم مائة فيلم وأكثر وحالياً إحنا بنعمل عشرة أفلام. رأيك في فيلم حلاوة روح والأزمة التي صاحبته؟ فيلم حلاوة روح كان من الممكن أن يحذف منه ملاحظات ويعدي، وأنا شكلت لجنة لمشاهدة العمل وكان لهم ملاحظات كثيرة منهم الرافضين والموافقين ورأيي كان ممكن يمشي، والمنتج كان هيوافق على الملاحظات ويعرض الفيلم ولكن المؤلف إعترض فبالتالي تحول الموضوع للجنة التظلمات فأكدوا على رأينا، وتحول المر للمحكمة ونحن منتظرين قرار المحكمة سواء بالعرض أو الوقف، وأياً كان القرار سنأخذ به. هل تدخل رئيس الوزراء جاء متسرعاً أو لاغياً لدور الرقابة؟ أولاً أنا رأيت الفيلم قبل رئيس الوزراء والفيلم كان يحتاج لبعض الملاحظات، وأرى أن الجنازة حارة والميت كلب ولا أراه كفيلم من الأساس، ولا يستحق ولكني أتعامل معه على أنه مصنف كفيلم بما أنه مصنف فني، وتدخل رئيس الوزراء لأنه تلقى شكاوى من مجلس الطفولة والأمومة، فاتصل بوزير الثقافة وقال أوقفوا الفيلم، وهو لم ينفذ سوى الشكوي وانا مع كل شخص ينفذ ما يراه مناسب له. حالياً الفيلم يتم عرضه عبر إحدى القنوات الفضائية، هل للرقابة علاقة بالأمر سواء بالموافقة أو الاعتراض؟ ليس لي رقابة على القنوات الفضائية فهي تابعة لوزارة الاستثمار وليس لها علاقة بنا نهائياً، وهو يعرض من خلال السبكي سواء بالتسريب وغيره، ولو أمسكت بالفيلم في الأسواق سأوقفه وأحوله لمحضر وأتخذ الإجراءات القانونية. وقت التصريح بفيلم حلاوة روح ، قيل أن السبكي أخذ التصريح من الرقابة عنوة لأن له سلطات في الرقابة، ما ردك؟ وقت التصريح بالفيلم كنت متواجد مع د. أحمد عواض، رئيس الرقابة وقتها، وأنا كنت وقتها مدير عام رسمي، وهذا لم يحدث نهائياً وهو لم يأخذ تصريح بالغصب ونحن لا نرى السبكي منذ الفيلم حتى الآن، وأنا أقدم شخص في هذا الجهاز وعمري به 34 عاماً ولا يجرؤ أحد على رفع سماعة التليفون ليأمرني بوقف عرض فيلم أو بإجازة فيلم، ووقت حكم الإخوان رفضت لهم فيلم من إنتاجهم والفيلم كان كله رجال، وكأن المرأة ليس لها وجود فرفضته وبشدة. ما المشاهد التي تم الاعتراض عليها في حلاوة روح ؟ المشاهد الخاصة بالطفل الذي يتلصص، وكل شوية ينظر إلي السيدة هيفاء وهبي، وأنا ضد أن ينزل الفيلم للكبار لأن من يمثل فيه طفل، ونحن لدينا مشاهد جنسية في السينما لكنها ليست فجَّة، نعم هناك أفلام كثيرة دون المستوى، ولا يوجد مانع من صناعتها وبجانبها لابد أن نوجد افلام قوية ولا يكون هذا المستوى هو النوعية المسيطرة. بالنسبة لفيلم نوح ، حدثت أزمة بسببه فما الجديد فيه؟ فيلم نوح ، واجه أزمة صحفية وأنا رأيت الفيلم ووافقت عليه، و د. أحمد عواض، وافق وقتها ولكن بملاحظات، وأنا وافقت دون ملاحظات، حتى أنه كان هناك قُبلة ، ووافقت عليها، والوزير السابق د. محمد صابر عرب أجَّل عرضه لأن الأزهر كانت لديه مشكلة، ولكن د. جابر عصفور، وزير الثقافة الحالي، عندما جاء للوزارة صرح بعرض الفيلم ولكن ما حدث أن المنتج أعاد النسخة إلى لندن لأن وقت عرضه مضى، والأزهر لم يروا الفيلم لأنهم إعترضوا على التجسيد كتجسد. تردد أن هناك اقتراحات بإنشاء لجنة رقابية خاصة بالأزهر داخل الرقابة للحكم علي الأفلام ذات الصبغة الدينية؟ رقابة داخل الرقابة لا يجوز، ولا يسمح بأن يكون هناك رقابة على الرقابة فنحن نريد أن نتخلص من الرقابة فهي كلمة صعبة على النفس وكلمة رقيب في الأساس ثقيلة، ولكن لو احتجنا الأزهر أو الكنيسة للاستعانة بهم في مسألة خلاف على النص ستلجأ هم ولكن لو وجد اجتهاد من الرقيب ولديه ثقافة فلا مانع، ولو احتجنا سنستعين بهم وهو في النهاية رأيهم استشاري، مثل الداخلية والكنيسة رأيهم استشاري وللرقابة الحق في الأخذ به أم لا لأننا في النهاية سنتحمل مسئولية القرار. هل أنت مع إلغاء الرقابة أم لا؟ في الظروف الراهنة لابد ان تبقى الرقابة لتكون الفيصل بين المبدع والمتلقى ولو تركنا المبدع على المتلقي سيكون هناك ردود فعل غير جيدة لأن المتلقى في هذه الأوقات متطرف ووجودنا في هذه الفترة وجود محمود في رأيي الشخصي. لو أخدنا ثلاث أو أربع سنوات من الآن هل نستطيع أن نتخذ قرار بإلغاء الرقابة؟ الرقابة لن تلغي ولكنها ستنتهي إلى التصنيف العمري مثل باقي دول العالم والناس المحترمين، فمثلاً لو وجد مشهد في غرفة نوم لا يراه الطفل ذو الإثنى عشر عاماً وفي فيلم يراه أعمار من 16 إلى 20 ولابد أن يكون في ثقافتنا وعي بهذا، وفي التلفزيون المصري لابد أن يكون هناك علامات متى نرى فيلم وأطفالنا سوياً ومتى نراه وحدنا وأمريكا وفرنسا كذلك والرقابة تحدد ثقافة الدولة وأنا لا أريد أن تكون الرقابة هي اليد الثقيلة على الإبداع، وانا لست ضد أي موضوع فالكل قابل للطرح، ولكن كيف يطرح. ما المشاكل التي تواجهها الرقابة مع الجهات المختلفة؟ الشيء الوحيد الذي نعانيه هو محاولات التدخل ولكن د. جابر عصفور ضد أي تدخل في شئون الرقابة من اي جهة من الجهات، وأنا ضد التدخل في شئون الرقابة وأهل الفن لهم مجالهم وكل مهنة لهم مجالهم والرقابة أولى بمهامها، وهناك مثل يقول إدي العيش لخبازه ، واليوم كل شخص يريد أن يتدخل فيما لا يعنيه وبعد ثورتين صار هناك عدوى عاوزين نلغي نلغي، ولكن كيف أضمن عندما تلغى أن يظهر لي شخص معه فيلم يحمل الشذوذ، أو فيلم يدعو للإلحاد أو يحض عليه، أو فيلم يدعو للتطرف، أو فيلم بورنو . هل التعاون بين جهاز الرقابة ووزارة الثقافة به سلاسة أم يحمل تعقيدات ما؟ أولاً الرقابة جزء من وزارة الثقاة ولم يحدث أن رفع وزير سماعة تليفون وقال للرقيب أفعل أو لا تفعل، وعلى حسب معلوماتي هذا لم يحدث قطْ وشخص مثل د. جابر عصفور، الأستاذ التنويري هذا يربأ بنفسه أن يتدخل، وأنا أحترمه جداً وكان أستاذي في الجامعة ومتحمس له جداً وأراه من عقولنا الكبيرة المدبرة وبغض النظر عن وجودي في الرقابة أو وجوده في الوزارة هذا الشخص يعمل بصدق وضمير عالي جداً. هل هناك أزمات للرقابة مع المنتجين؟ نعم هناك أزمات تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، واستيفاء أوراقهم، وليس لدينا منتجين كبار مثقفين وهناك منتجين يحاولون، أن يقرأوا القوانين ويعملوا بها ولكن المنتج المثقف الذي يهمه السينما لم يعد موجوداً، ولم يعد يستثمر أحد في الذهنية المصرية أو العقلية المصرية، فالهدف الأول هو الحرص على الربح المستعجل. صراحة هل نظام مبارك كان يتدخل في تصريحات الرقابة على الأفلام، بما يمهد الطريق للنظام الحالي أن يتدخل؟ لم يحدث على الإطلاق أن تدخل نظام مبارك في شئون الرقابة فمثلاً فيلم ظاظا رئيس جمهورية ، تم التصريح له ولم يعترض أحد وقلت لك على مدار سنوات لم يتدخل أحد، قد يكون حدث مع غيري ولكن معي لم يحدث أن رفع أحد تليفون وأمر بشيء يخص الرقابة بما يتعدي منصب الرقيب، ولو حدث أؤكد أن وقتها لن أجلس في منصبي يوماً واحد وسأستقيل فوراً، وحالياً في النظام الحاكم لو حدث سأستقيل أيضاً، ولن أبقى يوماً واحداً. لو كان هناك فيلم معترض مع سياسات الدولة ما القرار الذي ستتخذه وقتها؟ بالنسبة للأحداث السياسة، لو كان هناك موضوعات لم تعجب النظام، سأتخذ الإجارء الذي يتناسب مع الحفاظ على الدولة، ونحن نتعامل مع الفن كفن وشرط أن يكون مصنف فني، وسأتحمل بعض التجاوزات لكن لابد ان يكون الموضوع فني حتى لو كان ذو مضمون سياسي، وإبداع حقيقي أياً كان، وألا يسيء إلى النظام والدولة وعلاقة مصر بالدول الأخرى، فمثلأً تركيا حالياً نحن ضدها ربما غداً نكون معها وأيضاً قطر، وانا أحترم التغير والسياسة إذا كان في إطار فني، فالدين هو الأساس والسياسة هي المتغير. لو تقدم مصنف يحمل فتنة طائفية ما الإجراء؟ إذا تقدم لي فيلم يحمل فتنة طائفية سأرفضه إذا كان يحض ويحرض عليها، أما إذا لو عالج هذا في إطار فني وفكرته جيدة سأكون معه وإذا جاء فيلم يثير هذا الأمر آسف سأرفضه فالبلد لا ينقصها قلق فلماذا نساهم فيما هو سلبي. بالنسبة للأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها في الخارج ما دور الرقابة فيها؟ الفيلم يأتي جاهز التصنيع فيتم استيراده وعادة ما يأتي من قبرص أو لبنان أو دبي، فيتم عرضه ويعود إذا أخذ موافقة رقابية وقد نعترض مع الفيلم من ناحية الثقافة لأن ثقافات البلاد مختلفة، ولو أتى منتج بفلمين ربما نوافق على أحدهم مثلاً، أما ما يتم تصويره في مصر نحن نشرف على تصويره في مصر ونقدم الخدمات ونحضر التصوير ونقرأ السيناريو وهكذا. كيف تتم عمليات التفتيش الرقابية؟ تتم من خلال الإدارة العامة للتفتيش ويتم هذا بشكل منتظم بإستثناء الحالات الطارئة ولو وجد شيء مخالف يتم التعامل معه في إطار القانون بعمل محاضر وسحب التراخيص والسر في الإجراءات القانونية. ما توقعاتك للسينما خلال الفترة المقبلة؟ متفائل جداً وأتمنى أن تكون الموضوعات المقدمة جيدة، حتى ننهض بالصناعة. هل الرقابة تواجه أزمة مع المنتجين؟ الرقابة مرتبطة بالإبداع وحين ننتهي من هيكلتها كتصنيف عمري ستكون الأمور أفضل، والرقابة في بداية إنشائها كانت بعبع للمنتج أما حالياً المنتجين يجلسون معي ورفعنا الحاجز والأمور تسير بشكل عقلاني. ما رسالتك التي توجهها للمنتجين وصناع الأفلام؟ عليهم أن يراعوا مصلحة مصر أولاً وأخيراً والربح سيأتي لا محالة وعلينا أن نحاول أن نستثمر في عقول الناس، وستأنتي الأرباح عاجلاً أو آجلاً من الفضائيات ومحدش بيخسر ومن يخسر لا ينتج، وأقول للمنتجين والفنانيين رفقاً بالمشاهد والأجور العالية فمثلاً لو تخرج شاب يجلس على القهوة ورأى عدد من النجوم يقبضون بالملايين فهذا أزمة، فعلى النجوم والمنتجين ان يراعوا ذلك حتى نفرق بين السفه وغيره وهذه المسألة تؤرقني شخصياً.