يسعى حزب الله اللبنانى إلى نقل اسلحته التى يقوم باخفائها فى مخازن بسوريا إلى لبنان، بسبب امكان فقدان حليفه فى دمشق . "ان المليشيا الشيعية متوترة للغاية حاليا" هذا ما لاحظه خبير غربى يتابع عن كثب العلاقات بين سوريا وايران وحزب الله. وأضاف المصدر ذاته "ان زعيم (حزب الله) حسن نصر الله لم يدل بأى خطاب سوى مرة واحدة خلال الأشهر الثلاثة التى تخللتها مظاهرات سوريا". ويشير جورج مالبرونو كبير مراسلى صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليومية إلى ان سوريا تمثل الفناء الخلفى الذى تعبر آراضيه اسلحة ترسلها ايران الى حزب الله اللبنانى . ويعمل حزب الله حاليا على نقل أكبر كم من اسلحته من سوريا قبل سقوط النظام البعثى . وأضاف مالبرونو ان أجهزة المخابرات الغربية رصدت، خلال الاسابيع القليلة الماضية، "تحركات شاحنات بالقرب من الحدود الواقعة بين سوريا وسهل البقاع فى لبنان" حيث توجد مخازن السلاح الخاصة بحزب الله. وتشمل عمليات النقل، التى أكدت الاممالمتحدة انها حقيقة وليس خيالا ، شحنات صواريخ ارض ارض متوسطة المدى من طراز زلزال، فضلا عن صواريخ من نوع "فجر 3" و"فجر 5"، يرى المحلل الفرنسى ان حزب الله يكدسها تمهيدا لخوضه مجابهة مع اسرائيل. ويعتمد حزب الله، فى هذه التنقلات شديدة الحساسية، على وحداته اللوجيستية فى سوريا، التى كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن وجودها فى شهر اكتوبر الماضى . ويشير وجود هذه الوحدات الى تعزيز مواقع تابعة لحزب الله لدى جارته سوريا خلال السنوات الاخيرة. "تقع بعض البنى التحتية العسكرية لحزب الله فى سوريا فى مناطق ذات كثافة سكانية عالية" حسبما جاء مؤخرا فى برقية دبلوماسية امريكية سربها موقع "ويكليكس" . ويشير مالبرونو الى ان البنى التحتية هذه تتركز فى مدينة دوما الواقعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق ، وفى منطقة حمص . وهما قطاعان يضم كل منهما بؤر احتجاج ضد النظام السورى. تخشى المليشيا الشيعية لحزب الله اللبنانى تعرض احدى قوافلها القادمة من سوريا لقصف جوى اسرائيلى . وأوضح مسئول عسكرى لبنانى "ان حزب الله لا يريد ان يتنبه لتلك التحركات السرية لا المواطنين اللبنانيين أو السوريين، الذين لا يؤيدون قط دعم هذا التنظيم للديكتاتورية البعثية".وكتب مالبرونو يقول إن بعض المؤشرات دفعت فى الاسابيع القليلة الماضية طهرانودمشق الى الارتياب فى ان قوافل السلاح المتجهة الى حزب الله بلبنان صارت محل رقابة متزايدة من جانب الاقمار الاصطناعية الامريكية والاسرائيلية . وينقل المراقب الفرنسى عن مصدر امنى غربى فى الشرق الاوسط قوله إن فى محاولة للسيطرة على هذا التدفق السرى للسلاح الى حزب الله فى لبنان ، أقامت اجهزة الامن السورية وفيلق القدس الذراع المسلح لايران خارج حدودها ، فى نهاية ابريل الماضى ، مركز قيادة مشترك فى مطار دمشق . فقد وعى الايرانيون والسوريون الدرس اثر حادثة اعتراض طائرتين مقاتلتين تركيتين يوم 19 مارس الماضى لطائرة شحن ايرانية تنقل أسلحة وكان من المقرر ان تهبط فى حلب بسوريا . واجبرت المقاتلتان التركيتان ، وبناء على معلومات مخابراتية امريكية تلقتها انقرة، الطائرة الايرانية /ايليوشن 76/ ذات المحركات الاربعة ، على الهبوط فى الاراضى التركية حيث تبين ان الشحنة المنقولة جوا مؤلفة من قاذفات صواريخ ومدافع هاون وبنادق آلية سريعة الطلقات وذخيرة فى طريقها الى حزب الله . ومما يدل على تعزيز العلاقات الايرانية السورية فى مواجهة المظاهرات التى تتحدى بشار الاسد ، وضع مركز القيادة المشترك هذا ، تحت امرة ، اجهزة المخابرات السورية وضباط من فيلق القدس ومن بينهم حسن مهدافى احد ممثليه فى لبنان . وأعلن يوم الجمعة قبل الماضى ادراج اسم قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليمانى على قائمة المسئولين الايرانيين المستهدفين من جانب عقوبات فرضها الاتحاد الاوروبى وشملت ايرانيين اثنين آخرين هما قائد الحرس الثورى الجنرال على جعفرى واحد مساعديه وهو حسين طيب ان الايرانيين الثلاثة متهمون من جانب الاتحاد الاوروبى ب " التورط بتقديم معدات وعون لمساعدة النظام السورى على قمع المظاهرات " . وتتضمن المعدات بصفة خاصة اجهزة لمكافحة الشغب وتجهيزات لمراقبة الانترنت . ويؤكد متظاهرون سوريون لجأوا الى تركيا أن قناصة ايرانيين يشاركون فى قمع المظاهرات . ويعقب احد الديبلوماسيين المعتمدين فى بيروت بان " هذه المساعدة تعكس القلق الايرانى بخصوص عجز الاسد عن حل الازمة " . ا ش ا