يؤكّد خبراء التغذية على ضرورة معرفة كيفية تفاعل الأنواع المختلفة من الأطعمة مع بعضها البعض داخل الجسم، مشيرين إلى أن عادات تناول الطعام تنطوي على عدد من التوليفات غير الصحية والتي قد تحدث بعض السموم القولونية، أبرزها: 1البروتين مع النشويات: يؤدي مزج البروتين مع النشويات في وجبة واحدة إلى نتائج حمضية تضر بصحّة القولون. وتفيد دراسة حديثة نشرت في مجلة السمنة الدورية في هذا الإطار، أن استقلاب البروتين المتمثّل في اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك والبقول مع النشويات المتمثلة في الأرز والمعكرونة تكون نواتجه النهائية في الجسم ذات طبيعة حمضية. ويعزون الأمر إلى أن هضم البروتين يحتاج إلى وسط حمضي يفرزه «أنزيم» الببسين Pepsin في المعدة المختص بهضم البروتين، ما يستبعد هضم النشويات التي تتدخّل لمعادلة الحمض. والجدير ذكره أن جسم الإنسان يجب أن يكون قلوياً بشكل طفيف في الحالات الطبيعية. وتعتبر الخضروات غير النشوية (الخرشوف والهليون والجزر والكرفس والخس والكراث والباذنجان والبصل والسبانخ) أفضل مشاركة مع البروتينات، ومن هذا المنطلق يحذّر خبراء التغذية من خلط البيض أو الحليب أو الجبن مع الخبز والبطاطس والكعك في وجبة الفطور، أو مزج شرائح اللحم والدجاج مع البطاطس والخبز أو المعكرونة في وجبة الغذاء لتفادي الإصابة بحموضة المعدة والانتفاخ. 2 الأطعمة الحامضة والنشويات: يؤدي تناول اللحم مع الفاكهة الحامضة أو عصير فاكهة حامض (الليمون الهندي (الجريب فروت) أو الليمون أو البرتقال) إلى تعطيل إفراز العصارات الهضمية المعدية الضرورية لهضم البروتين، كما تؤدي إضافة الخل والليمون (الحمضيات) مع السلطة في وجبة من البروتين إلى إيقاف إنتاج حمض الهيدروكلوريك Hydrochloric والذي تفرزه المعدة بكميات بسيطة لا تزيد عن 2% بهدف المساعدة في هضم الطعام، ما يؤدي إلى عسر الهضم وحرقة المعدة. 3 الحمضيات والنشويات: يُحدث تناول الخبز والمعكرونة والأرز مع أية فاكهة حامضة أو عصير فاكهة حامض إلى زيادة الشعور بالحموضة، ويعزى السبب إلى أن الحامض الموجود في الفاكهة الحمضية أو الخل الطبيعي يعمل على إيقاف تأثير «أنزيم» البتيالين Ptyalin الذي يتم إفرازه من الغدد اللعابية للمساعدة في هضم النشويات، وبالتالي سوء في عملية الهضم، وغالباً ما تتخمّر هذه الوجبات مكوّنة منتجات ثانوية سامّة في القولون فضلاً عن نقص القيمة الغذائية. ويفضّل في هذه الحالة استبدال الفاكهة الحمضية بالفاكهة شديدة القلوية (اللوز والجزر والتوت البري والتين والخوخ والرمان والبرقوق والزيبيب والتفاح والخيار والثوم). 4 نوعان من البروتين: تؤكد الدراسات الصادرة مؤخراً عن «هيئة الغذاء والدواء الأميركية» أن تناول نوعين من البروتين في وجبة واحدة كالمزج بين اللحم والحليب يعمل على إطلاق تفاعل حمضي شديد، قد يؤدي إلى اضطراب نسبة «أنزيم» الببسين المختص بهضم البروتين، ما يؤدي إلى عدم إتمام عملية البروتين بشكل كامل، وبالتالي سوء الهضم والغازات.