شهدت منطقة وسط العاصمة منذ ما يقرب من شهرين إخلاء تام من الباعة الجائلين من على أرصفة وطرقات شارع 26 يوليو وميدان طلعت حرب ومنطقة الإسعاف، المواجهة لدار القضاء العالى، الذين كانوا يتسببوا فى حالة الإختناق المرورى الدائمة فى تلك الشوارع، وقد تبعها تواجد أمنى مكثف من قوات الأمن للمحافظة لمنع عودة الباعة الجائلين مرة أخرى لمنطقة وسط العاصمة. إنتهت فترة شهر العسل بين شوارع وسط العاصمة و قوات الأمن، فبعد أن حضر محافظ القاهرة ليشهد عودة النظام و الإنضباط مرة أخرى فى شوارع وسط البلد، و تجديد شوارعها بعد أن تم طلاء الأرصفة و أعمدة الإنارة وتجميل الشوارع، فى سابقة لم تحدث من قبل، ووسط زخم إعلامى، وحراسة أمنية مشددة وتواجد مكثف من قوات الشرطة والجيش لضمان إستمرارية عدم عودة الباعة الجائلين و الحفاظ على المظهر لحضارى للمنطقة.
لكن شهر العسل طويلا بين محافظة القاهرة، و شوارع وسط البلد و تحديداً شارع 26 يوليو، و الذى يوجد به أعرق صرح قضائي فى مصر و الوطن العربي "دار القضاء العالى"، فرحلت قوات الأمن عن شوارع وسط العاصمة والتى كانت تحفظ إلى حد كبير الإنضباط المرورى والنظام فى هذة المنطقة الحيوية التى تكون فى الغالب سبب كبير لأزمة المرور فى أغلب الشوارع المحيطة، كشارع القصر العينى، رمسيس، ميدان التحرير، ميدان عبد المنعم رياض، كوبرى أكتوبر، كورنيش النيل، العتبة، و شارع الأزهر.
و على الرغم من الموقع الإستراتيجى، لدار القضاء العالى، فى شارع 26 يوليو، إلا أن الإهمال و عدم النظافة بات العنوان الرئيسى لهذا المكان التاريخى، واللافت للنظر أن محافظة القاهرة، لم تهتم بمجرد تخصيص عربات لجمع قمامة شوارع وسط البلد بصورة حضارية، ولم تخصص زى مميز لعمال نظافة الشوارع "الكناسين" يواكب ذلك المكان التاريخى و الذى يعد الواجه السياحية لشوارع مصر.
فحين تطأ قدماك شارع 26 يوليو، تحديدا، ومنطقة وسط البلد عامة، ستجد أن مواقف السيارات العشوائية حلت محل الباعة الجائلين، وستجد السيارات تقف إنتظار فى صف ثانى وثالث، بخلاف إنتظارها أسفل لافتات"ممنوع الإنتظار" و ذلك لغياب رجال المرور عن الشوارع ولن تجد شرطى واحد ينظم المرور أو يحرر مخالفة واحد لسيارة تنتظر فى الممنوع.
و المثير فى الأمر، هو صناديق القمامة التى غزت الشارع وتحديداً أمام مبنى دار القضاء العالى، فى مشهد يثير علامات الإستفهام، والذى يلتف حولها جامعى القمامة و "النباشين" لفرز القمامة وجمعها فوق سيارات قمامة خاصة، مكشوفة، تتساقط من عليها القمامة فى حرم الشارع، دون إعتراض من أحد، فلا شرطة أو مسؤل م الحى.
و بين يدى محافظ القاهرة و مسؤليها، نهدى هذه الصور و ننتظر رد فعل.