تظاهر العشرات في ميدان الجزائر وسط العاصمة الليبية طرابلس، السبت، بالذكرى الأولى لأحداث غرغور، التي قتل فيها 56 مدنيا وأصيب 458 آخرين من قبل ميليشيات تابعة لمدينة مصراته. وتحل ذكرى ما يعرف ب"مجزرة غرغور"، التي وقعت في يوم 15 نوفمبر 2013، وليبيا تغرق في مزيد من الفوضى والعنف وانعدام الاستقرار والانقسام، فيما يتواصل الاقتتال حول ككلة وبئر الغنم جنوب غربي العاصمة الليبية طرابلس وفي مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية.
وسمحت السلطات الأمنية الليبية لأهالي ضحايا "مجزرة غرغور" بالتجمع في ميدان الجزائر وسط العاصمة لمدة ساعتين فقط للاحتفال بالذكرى الأولى لهذه المأساة.
من جانبها، هددت مجموعات "فجر ليبيا" المسلحة، التي تسيطر على العاصمة طرابلس، بالضرب "بيد من حديد كل من يخرج في مظاهرة في ذكرى المجزرة"، مضيفة بأن "قواتها لن تتهاون أبدا مع من يريد زعزعة أمن العاصمة، أو يثير بلابل من قفل طرقات وحرق إطارات أو ما شابه ذلك تحت أي مسمى كان".
أحداث غرغور الدامية
وبدأت الأحداث تتسارع في مدينة طرابلس نهاية عام 2013 بعد أيام من وقوع اشتباكات بين مجموعات مسلحة تتبع لمدينة مصراتة وأخرى لمدينة طرابلس نتج عنها مقتل أحد قادة مصراتة الميدانيين.
وسادت حالة من الاحتقان الشديد في طرابلس بسبب اعتداءات المجموعات العسكرية المختلفة وخاصة تلك المنتمية إلى مدن أخرى، وأدى ذلك إلى تعالي الأصوات المطالبة بتنفيذ قراري المؤتمر الوطني العام رقمي 27 و54 والقاضيين بإخلاء العاصمة من جميع التشكيلات المسلحة.
وانطلقت المظاهرات المطالبة آنذاك بخروج كتائب المدن الأخرى من طرابلس عقب صلاة الجمعة، وتوجهت إلى منطقة غرغور حيث وجهت بإطلاق النار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وإلى حدوث مواجهات عنيفة بين كتائب مصراتة المتمركزة في غرغور وجماعات مسلحة محلية.
وكانت حصيلة القتلى قد وصلت إلى 56 شخصا بحسب بيان للحكومة المؤقتة التي يرأسها عبد الله الثني، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بشأن من بدأ بإطلاق النار.