ارتفعت حصيلة المواجهات الدامية في العاصمة الليبية طرابلس التي وقعت الليلة قبل الماضية خلال مظاهرة سلمية نظمت من أجل إخراج كافة المليشيات من العاصمة إلي34 قتيلا علي الأقل, فيما وصل عدد الجرحي إلي400 مصاب, بينهم180 حالاتهم حرجة, فيما تصر كتائب مصراتة بعدم ترك طرابلس وغرغور إلا بعد إقرار دستور ليبيا. ومن جانبه, أعلن علي زيدان رئيس الوزراء الليبي أن بعض التظاهرات التي خرجت في غرغور بدأت بشكل سلمي, داعيا الجميع بالمسارعة في تحمل مسئولية حفظ الأمن, متهما وسائل الإعلام والقنوات بتأجيج العنف والاشتباكات في البلاد. ورأي زيدان في مؤتمر صحفي عقده أنه لا حل للأزمات التي تعيشها البلاد بالركون للسلاح, مطالبا جميع الميليشيات المسلحة بمغادرة طرابلس دون استثناء, لافتا الي أن أخطر شيء هو وجود السلاح خارج أيدي الجيش والشرطة مهما كانت المسببات. وأضاف يجب علي كافة الكتائب المسلحة من أي مدينة أن تخرج من طرابلس ولا توجد استثناءات لأي كتيبة. يأتي ذلك في وقت, أعلنت كافة مستشفيات العاصمة طرابلس حالة استنفار وطوارئ ودعت وزارة الصحة كافة المواطنين الي التوجه لمركز الدم للتبرع بسبب النقص الحاد في كميات الدم وبسبب كثرة الحالات الحرجة فيما أعلن المجلس المحلي للعاصمة الحداد ثلاثة ايام حدادا علي القتلي والجرحي الذين راحوا ضحية الاشتباكات بالعاصمة. وكان مسلحون قد هاجموا مقار إحدي المليشيات في جنوب العاصمة الليبية طرابلس وأضرموا النار فيها, بحسب ما أفاد شهود. وقال شاهد عيان لل الأهرام دخل مسلحون من أهالي طرابلس حي غرغور. ومن جهة أخري, قال أحد قادة كتائب غرغور إن المتظاهرين هم من بدأوا بإطلاق النار, وهو ما نفاه عدد من المتظاهرين الذين أكدوا علي سلمية مظاهرتهم وشرعية مطالبهم. وأمام سقوط جرحي واشتداد المواجهات دعا رئيس المجلس المحلي بطرابلس السادات البدري المتظاهرين إلي التراجع حقنا للدماء, وبعد وقت قليل خاطب مفتي الديار الليبية الصادق الغرباني المتظاهرين طالبا منهم التراجع حقنا للدماء. وحاول بعض المسلحين اقتحام المعسكر الذي تتمركز به كتيبة مصراتة إلا أنه تمت مواجهتهم بشدة.ومن جهته, أكد آمر كتيبة درع ليبيا بمصراتة الطاهر باشاغا أنهم لن يغادروا غرغور إلا بعد إقرار دستور ليبيا الجديد, الذي ستتولي إعداده الهيئة التأسيسية التي ينتظر انتخابها في الرابع والعشرين من الشهر الحالي. و يبدو أن الأزمة ستشهد تصعيدا في الساعات القادمة, أمام إصرار الطرفين كل متمترس في موقفه. كما تداولت بعض وسائل الإعلام المحلية أنباء بشأن تحرك كتائب من مصراتة في اتجاه طرابلس لإيقاف المواجهات في منطقة غرغور. وفي بنغازي, خرج متظاهرون للمطالبة بتفعيل دور الجيش والشرطة رافضين الميليشيات المسلحة, وطالب البعض منهم بفرض حظر تجوال خاصة وأن بنغازي تشهد منذ أشهر اغتيالات وتفجيرات استهدفت عسكريين وأمنيين وبعض الأئمة وغيرهم بشكل يومي أو يكاد وقد حمل حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان بليبيا الحكومة مسئولية إطلاق نيران علي متظاهرين قرب مقر كتيبة النسور في العاصمة طرابلس, مطالبا الحكومة بالإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع مزيد من سفك الدماء, مشددا علي ضرورة تفعيل القرار27 القاضي بإخلاء العاصمة من كل التشكيلات المسلحة, والإسراع في تشكيل جهازي الجيش والشرطة, وإيجاد الآليات المناسبة لدمج الثوا ر في مؤسسات الدولة وفق جدول زمني محدد. وقد قطع وزير الدفاع الليبي عبد الله الثني زيارته إلي الأردن مساء امس الأول, وعاد الي بلاده لمتابعة الأحداث التي شهدتها مدينة طرابلس. وعلي الصعيد الدولي, كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن عرض مكافأة تبلغ قرابة10 ملايين دولار من أجل الحصول علي معلومات تؤدي إلي إلقاء القبض علي أي فرد متورط في هجوم علي القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية في شهر ديسمبر الماضي. ومن ناحية أخري, ندد الاتحاد الأوروبي بسقوط الأرواح خلال المظاهرة السلميةالتي خرجت بمدينة طرابلس وعبر عن أسفه وتعاطفه مع عائلات وأهالي الضحايا.