قال الشيخ "نشأت زارع" إمام وخطيب مسجد بقرية سنفا التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، أن الدين جاء لمصلحة الإنسان والمجتمع وكل ما يضر بالإنسان فهو بلا شك محرم ومجرم بنص الشرع والقانون ايضاً وأضاف أن الرشوة والمحسوبية والوساطة كفيلة بهدم اى امة وإخراجها من التاريخ وينتشر فيها الحقد والكراهية والجريمة لان الأمم لاتتقدم الا بالعدالة الاجتماعية ومصير اى امة يتوقف على ثقافة ابنائها وعلى تطبيق القانون فيها، مضيفاً لو عرضنا مثالاً بدولة الصين مثلا نجد انها تضرب بيد من حديد على من يقترب من المال العام او من مصالح الشعب،و عندنا فى الإسلام من يسرق تقطع يده وفى الصين تقطع رقبته لذلك لانجد هناك فساد مالى او اختلاس او رشوة او وساطة وصدق النبى ص الذى يقول "ان الله يزع بالسلطان مالايزع بالقران" بمعنى أن من البشر لايرتدع بالوعيد والترهيب والعذاب من الله ولكنه يخاف من سلطة القانون.
وأضاف أن كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به كل مال اكتسبه الإنسان بطريق غير مشروع او قانونى فهو سحت وربا فالرشوة ربا أو الغش ربا وأكل أموال الناس بالباطل ربا والإختلاس ربا والسرقة ربا وأى مال اكتسبته عن طريق الاستغلال والتحايل والغش والرشوة فهو ربا محرم.
وأكد زارع أن الإسلام يحثنا على عدم أكل أموال الناس بالباطل حتى لاتكون العاقبة وخيمة وقد لعن النبى ص الراشي والمرتشي والرائش اى الوسيط واللعنة لاتكون الا من كبيرة من الكبائر، مشيراً إذا كانت الدولة تريد أن تتقدم فعليها أن تحارب الفساد كما تحارب الإرهاب، لأن الفساد كفيل بهزيمة وضياع أى أمة ويعيش الناس فيها طبقات طبقة مترفة تموت من الشبع وطبقة جائعة تموت من الجوع.
وأضاف أننا لانريد ان نرى صور الفساد المالى والرشوة والمحسوبية التى جعلتنا فى ذيل الامم وصاحب الكفاءة يهمش وصاحب الوساطة هو من يتولى الوظائف، مؤكداً أنه هل بعد ثورتين اختفت الصور التى عانينا منها عقوداً أن الطالب لايدخل الشرطة إلا بواسطة ولايدخل الحربية والجوية إلا بواسطة ولايعمل فى القضاء إلا بواسطة هل نحن جادين فى إنقاذ مصر من جبال الفساد التى يحيط بها فى كل مكان، ولابد من تفعيل القانون اذا مات الضمير فالقانون هو البديل لكن لاضمير ولاقانون فقل على الدنيا السلام.
وسأل زارع لماذا تقدمت أوروبا لأن الأولوية فى العمل لصاحب الكفاءة وليس لصاحب الوساطة أو صاحب الرشوة والمحسوبية وهذا سر من أسرار التقدم لقد حذر النبى "ص" أن من أسباب هلاك الأمم المحسوبية والوساطة فقال: "إنما هلك من كان قبلكم كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذى نفسي محمد بيده لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"، مضيفاً أن أصحاب الرشوة والمحسوبية والوساطة ومن يأخذون حقوق غيرهم ويأكلون أموال الناس بالباطل سحتاً وحراماً بهذه الطرق الغير إنسانية لايقلون خطورة عن داعش وبيت المقدس لانهم يدمرون المجتمع ايضا ويتسببون فى تجويع وظلم الكثير .
وأكد زارع أن الحل هو تفعيل القانون على الجميع لافرق بين رئيس ومرؤوس ولا ابن وزير وابن غفير الجميع امام القانون سواء فى الغرب ابناء الرؤساء يطبق عليهم القانون مثل باقى الشعب فالله يقيم الدولة الكافرة لو كانت عادلة ولايقيم الدولة المسلمة لو كانت ظالمة، مشيراً إلى أن هذه هى أخطر الأمراض الاجتماعية اذا انتشرت فى امة قضت عليها ولاينفعها البكاء على اللبن المسكوب وهى إرهاب ايضا إرهاب اجتماعي يتسبب فى كراهية بين الناس وحقد وغل وجريمة وأن الولاء يجب أن يكون للأكفأ وليس لصاحب الواسطة.
وقال زارع فى خطبة الجمعة بالدقهلية أن من أسباب قيام ثورتين فى مصر إنتشار الرشوة والوساطة والمحسوبية فى كل أرجاء مصر وفى كل المؤسسات بلا استثناء حتى صارت الرشوة والوساطة هى الأصل والاستثناء هو الكفاءة ونحن لاننكر ان الفساد فى الارض لاينتهى الى قيام الساعة وموجود فى كل مكان على سطح الارض ولكن بشكل نسبى هناك بلد غارق فى الفساد وهناك بلد الفساد فيه محدود والدولة لاتتركه بل تقمعه بشكل جاد، مضيفاً نتمنى ان نشارك جميعا فى الحرب على الإرهاب والفساد معا وعلى المواطن ان يساعد ويكون له دور أيضا فى ذلك بالإبلاغ عن أى فساد حتى لاتكون مشاركاً فيه.
وتحدث زارع عن الإرهاب وقال فى آخر خطبته أننا رأينا الإرهابيين يروعون الأبرياء فى المترو وفى البحر وفى القطارات وفى اماكن عديدة يزرعون القنابل فيصيبون النساء والأطفال والرجال والأبرياء بشكل همجي تتارى هؤلاء لاينتمون الا البشر وإنما الى الهمج الرعاع الذين مسخت عقولهم وتسأل ماذنب الابرياء فى صراع سياسي وهل بالهمجية والإرهاب تحققون أهدافكم، مؤكداً كلا سوف يلعنكم الجميع والتاريخ والاجيال القادمة .