قال الشيخ نشأت زارع، إن من مقاصد الشريعة الإسلامية عمارة الأرض كما قال القرآن (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) أي طلب منكم عمارتها، ومن مقاصده حفظ النفس وحفظ النسل وحفظ الدين وحفظ العرض وحفظ المال وعمارة الأرض، وحفظ مقاصد الإسلام لا يكون إلا بإتقان العمل والأخذ بالأسباب وأن نبتعد عن الإهمال والتسيب واللامبالاة والمحسوبية والرشوة، فليس خافياً على أحد أن الإهمال عاقبته وخيمة وكارثية على الفرد والمجتمع بأكمله وإذا فشت هذه الآفة في أمة أهلكتها وجعلتها في ذيل الأمم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". وأضاف في خطبة الجمعة بالدقهلية: أضرب مثالاً للفساد والإهمال والتسيب، مياه النيل جاءتنا نظيفة صالحة من منابعها وقال لنا القرآن (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) ولكن الذي حدث أن ثقافة المصريين لوثت مياه النيل بلامبالاة وعشوائية وبإهمال فاضح فكانت النتيجة أن انتشر فينا المرض وخاصة فيرس سي الذي يكلف الدولة مليارات لعلاج المرضى. ومضى يقول: لقد رأينا حوادث مروعة في هذه الأيام مات فيها الأبرياء بسبب الإهمال واللامبالاة وعدم تقدير المسؤلية وعلى الدولة أن تشدد العقوبة على كل من يتسبب باهماله في قتل الناس مصر تعد من أوائل الدول في حوادث الطرق بما يقرب من 13 ألف قتيل سنويا وخسائر تقدر ب17 مليار جنيه بسبب الإهمال وعدم معاقبة هؤلاء والرشوة وتناول السائقين للمخدرات وسوء الطرق. وتابع: لا تحملوا الإهمال والتسيب على القضاء والقدر فلا تنسوا إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولقد عنف الرسول رجلا أطلق دابته وقال توكلت على الله فقال له النبي أعقلها وتوكل هناك فرقا بين التوكل والتواكل فالتوكل استنفاذ الوسائل والأسباب ثم التوكل على الله والتواكل هو نوع من الإهمال والتقصير لا يعفى صاحبه من تحمل المسؤلية على ذلك، ونحن نرى العالم يتقدم بإتقان العمل والأخذ بالأسباب ومحاسبة الفاسدين والمقصرين ونرى دولا تتخلف بسبب الإهمال والتسيب والتواكل وعدم التخطيط وانتشار الفساد والرشوة. وأشار إلى أن مصر لن تتقدم إلا بثقافة العمل وإتقانه ومحاسبة المقصرين العشوائيين الذين لا يبالون بأرواح الناس أيا كان منصبه حتى لو كان وزيرا، ومكافحة الإرهاب يجب ضم معه محاربة الفساد والإهمال فهما نوع من الإرهاب للمجتمع أيضا.