وصف اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن، القمة المصرية اليونانية القبرصية باللازمة والضرورية على عدة مستويات خاصة على مستوى التفاهمات المتعلقة بحقل الغاز الذى تم اكتشافه فى البحر الأبيض المتوسط والذى تتشارك فيه كل من مصر وقبرص وإسرائيل ويقع جزءا كبيرا منه ضمن المياه الاقتصادية المصرية، موضحا أن سوء الأحوال السياسية التى عاشتها مصر منذ 25 يناير وحتى الآن قد دفع إسرائيل إلى استغلال هذا الحقل والذى يقدر باكثر من 200 مليار دولار كاكبر حق غاز فى العالم. واضاف الغباشى فى تصريحات خاصة "للفجر": من المعروف أن لكل دولة نوعين من الحدود المائية واحدة تسمى بالاقليمية وهى عبارة عن المنطقة التى تقع ضمن السيادة المطلقة للدولة وتقدر ب 12 ميل بحرى، والثانية تسمى بالاقتصادية وهى المنطقة التى يحق للدولة استغلال الموارد والثروات التى تتواجد بها وتقدر ب 200 ميل بحرى، مشيرا إلى أن تلك الحدود شديدة التداخل بما يصعب فصلها ويستلزم جلوس جميع الاطراف لوضع اتفاق حاسم وواضح لتلك الحدود ووضع حد لانتهاكات إسرائيل لحقل الغاز .
واكد الغباشى أن العلاقات المصرية القبرصية جيدة على الرغم من حميمية العلاقات القبرصية الإسرائيلية ولكن زيارة الرئيس القبرصى إلى مصر وتوقيع عدة اتفاقات اقتصادية مهمة وترسيم الحدود البحرية بينهم دلالة عميقة على تقارب وجهات النظر بين البلدين التى ستنعكس على عدة مستويات من ضمنها الصورة الأمثل لاستغلال حق الغاز المكتشف.
كما اكد الغباشى أن العلاقات القبرصية اليونانية الممتازة تلقى بظلالها على صناعة القرار القبرصى الأمر الذى يجعل اليونان مفتاح قبرص وقد لعبت اليونان دورا فى التفاهمات المصرية القبرصية حول حقل الغاز المتنازع عليه ، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية اليونانية ممتازة وتاريخية وممتدة فى عمق التاريخ على مدى اكثر من 5000 عام مما سينعكس ايجابا على العلاقات المصرية القبرصية.
واختتم الغباشى حديثه قائلا: دوائر انتماء مصر متعددة ومن ضمنها الدائرة الأورومتوسطية ومصر مكون اساسى للحضارة الأوروبية القديمة والحديثة والعكس صحيح من خلال اليونان التى كانت همزة الوصل بين مصر وأوروبا كما أن امتزاج الحضارتين الفرعونية والإغريقية ولد الحضارة الهلينستية التى نشأ فى اطارها ابرز الفلاسفة والمفكرين القدماء الذين يعزى إليهم بناء أعمدة الحضارة الأوروبية القديمة وأشهرهم افلاطون وبالتالى فإن اسهامات مصر فى الثقافة الأوروبية كبيرة والعكس صحيح ولابد من تنمية العلاقات المصرية الأوروبية على هذه الأرضية البناءة القادرة على تذويب الكثير من الخلافات البينية والدافعة لعلاقات اكثر ايجابية بين جميع الاطراف.