لكن تتساءل الأمهات والآباء عن أسس التربية السليمة وأساليبها فيما يتفق مع الدين والمجتمع والصواب ونفسية الطفل والتعليم وخلافه، ويظهر ضمن هذه التساؤلات تساؤل حائر عن أسلوب التربية بين الأبناء وهل يجب أن يتبع الأبوان أسلوبًا مختلفًا بين الكبير والصغير أو بين الابن الذي ولد في ظروف معينة وآخر ولد في ظروف أخرى مرت بها الأسرة أو بين الولد والبنت مثلًا وهكذا. والحقيقة أن التربية يجب أن تختلف بالفعل حسب ظروف الطفل بل حسب شخصية الطفل نفسه فبعض الأطفال يربيه الحب بينما قد يربي الآخر الشدة، لكن لا يجب أيضًا أن تكون التفرقة في الأسلوب كبيرة بما يجعل الغيرة تظهر أو الشعور بالظلم بين الأبناء.
وسائل واحدة مع الجميع
الحب والاهتمام إذ يجب أن يشعر جميع الأبناء بحب أبويهم لهم وأن يسمعوا منهم كلمات الحب والحنان والدلال مع العناق والقبلات. الاستماع والتفهم وعدم فرض الآراء إلا بالنقاش. القدوة من الأبوين. عدم التفرقة في تطبيق القوانين في المنزل. ماذا عن الولد والبنت؟
يجب أن تسألي نفسك أولًا هل يختلف هدفك من تربية ابنك عن هدفك من تربية ابنتك؟ لأن الأسلوب يختلف باختلاف الهدف.
بالتأكيد تريدين من كليهما أن ينشأ ابنًا وشخصًا صالحًا وناجحًا لكن بالتأكيد هناك متطلبات وأهداف أخرى، لا أقصد بها التفرقة في التعليم أو التدخل في الطموح الشخصي فيجب ألا يتدخل الآباء في هذا أي لا يجب أن يرى الأبوان مثلًا أن البنت مآلها الزواج فيجب ألا تدرس الهندسة أو أن مهنة كذا هي للرجال، فالرجل يتزوج أيضًا والزواج لا ينتفي مع الطموح لكن في الحقيقة يجب أن يتغير الأسلوب حسب الشخصية ولا يجب عليك بالعكس أن تدفعي بطموحك نحو ابنتك في الوقت الذي تريد هي فيه أن تدرس نوعية دراسة أدبية سهلة وتعمل من البيت أو لا تعمل فهذه حياتها هي وطموحها هي.
في الوقت نفسه، عليك أن تربي ابنك على أن يكون رجلًا يتحمل المسؤولية، قويًا طموحًا لا ينتظر المساعدة من غيره، وأن يفهم معنى رجولته ومعنى بنوته لكما وأخوته لشقيقاته ومعنى الرجل للمرأة وللمجتمع ككل.
إذن الإجابة العامة هي نعم يجب أن ننتبه للاختلافات بين تربية الذكور والإناث لكن كيف.
في الحقيقة إن الهدف العام يعتبر مساحة مشتركة بين الابن والابنة وفيما يلي بعض هذه النماذج عن المساحة المشتركة
1- تنمية الذكاء والمهارات العقلية يجب أن تعمل الأم على تنمية الذكاء والمهارات العقلية وتعويد الابن والابنة على حب القراءة والثقافة العامة وحب العمل، وإن وجدت من أحدهما عزوفًا عن هذا وحبًا في المهارات اليدوية فربما يختلف توجيه الفتاة لبعض المهارات المختلفة عن توجيه الصبي (برغم وجود شواذ للقاعدة).
2- تنمية النشاط الرياضي على الأم الحرص على الصحة البدنية لصغيريها معًا سواء بالغذاء أو بالرياضة، لكن ربما تحب أن يتعلم الابن السلة أو التايكوندو بينما تحب أن تتعلم الصبية الجمباز أو السباحة أو الباليه، وحتى لو فكرت في تعليم الابنة مهارات الدفاع عن النفس وهي ضرورية فبالتأكيد ستختار لها الكاراتيه مثلًا لأنه لا يجعلها تعاني من عضلات قوية كالذكور وهكذا.
3- تنمية الطابع الشخصي على الأبوين الحرص على تنمية الجانب الشخصي واتخاذ القرارات وتقدير الحرية للصبي والصبية، لكن ربما يخاف الأبوان على الصبية أكثر لكن يجب ألا يتركا خوفهما يقيد لها حياتها تمامًا لكن ربما يجب أن تظل تحت رعايتها وكثيرًا ما أثبتت التجربة أن البنات أكثر تقديرًا لثقة الأبوين من الذكور لذا يجب عدم الإفراط في منح الحرية للذكور أيضًا.
أخيرًا يجب عدم التفرقة بينهما على الإطلاق بل يجب أن يتحمل كل منهما مسؤولية ما فإن كان على البنت مساعدتك في المنزل مثلًا فيجب على الولد شراء احتياجات المنزل وإصلاح ما يتعطل وأداء المهام التي لا تستطيع الفتاة أدائها مثل مساعدتكما في تركيب الستائر أو تركيب المصابيح وغير ذلك.
أن عدم التفرقة والحرص الشديد في ذلك، ينشئ ابنًا وبنتًا أسوياء، بالإضافة إلى أن شعور الأخوة بينهما سيكون رائعًا وحميميًا وستكون الأسرة مترابطة بشدة، بالإضافة إلى فهم معنى الرجولة بصدق وليس بمعنى التحكم السائد في مجتمعاتنا الآن فضلًا عن تحمل المسؤولية والطموح والصلاح للنفس والمجتمع.