يقوم العديد من أطفال الشوارع بمدينة الغردقة بالبحث داخل صناديق القمامة عن زجاجات المياه المعدنية وعبوات المياه الغازية الفارغة؛ لبيعها لتجار الخردة بأسعار زهيدة للحصول على رزقهم منها والإنفاق على أسرهم. ومن الغريب أن تكون أغلب الأسر التى تقطن فى مناطق عشوائية، تقع فى قلب مدينة الغردقة مثل زرزارة والملاحة والعرب وجبل العفش، يعملون جميعهم فى جمع الخردة من صناديق القمامة لبيعها والإسترزاق منها، وليس لهم أى مصدر دخل سوى هذا العمل الشاق، حيث يقومون بتجميع زجاجات المياه المعدنية الفارغة والبلاستيكات فى أجولة كبيرة، وحملها على ظهورهم لمسافات طويلة، ومن بين هؤلاء مئات الأطفال الذين تركوا مدارسهم سواء برغبتهم أو رغما عنهم لإمتهان هذه المهنة.
فى البداية, يقول الطفل مصطفى 11سنة, إنه يمتهن هذه المهنة لأنها تدر عليه دخلا يصل ل 100جنيه يوميا، بالرغم من أن أباه موظف يعمل فى السنترال ومرتبه كبير، لكنه يعود لبلدته فى الصعيد بمبالغ كبيرة لتأمين مستقبله- على حد قول.
ويقول طفل آخر يدعى محمد 9 سنوات, إن له ثمانية أخوات ووالده متوفى وهو يعمل ليساعد أمه على المعيشة الصعبة، ولا يجد أى حرج فى جمع الخردة والبلاستيكات وبيعها لتاجر يدعى فريد.
أما الطفلة الصغيرة فاطمة 4 سنوات, فهى تعمل نهارا فى جمع الخردة والبلاستيك هى وشقيقها عمر، وفى الليل تخرج لتتسول على المقاهى من الجالسين، ومنهم من يعطيها ومنهم من ينهرها بشدة، وقالت أن خالتها وأقاربها يعملون بهذه التجارة المربحة، وهى جمع الخردة وبيعها ليقتاتون منها، ويواجهوا مصاعب وأعباء الحياة.