إنتشار القمامة وردم مخلفات أعمال الهدم والبناء بمحافظة الإسكندرية أصبحت أزمة حقيقة تؤرق المواطن السكندري وقيادات محافظة الإسكندرية معاً لإيجاد حل جذري لمواجهتها نهائياً، حيث يشكو المواطن السكندري وأولياء الأمور من إنتشار القمامة حول المدارس وقضبان حرم الترام وإنبعاث الروائح الكريهة وتشويه الشكل الجمالي بالمحافظة التي طالما لقبت"الإسكندرية ماريا"، بالإضافة إلى تسبب القمامة في عدم تحقيق سيولة مرورية داخل الشوارع، نظراً لتمدادها حول صناديق القمامة.
فيما تقوم محافظة الإسكندرية بتدشين صناديق قمامة متطورة لمنع النباشين من الوصول إليها ومبادرات جديدة للحل الجذري والنهائي من انتشارها والحد منها داخل الشوارع.
حيث تأخد قمامة الإسكندرية أشكال وأطوار متعددة داخل الشوارع ، حيث يقوم المواطن السكندري الذي يشكو من قلة تواجد صناديق القمامة داخل الشوارع من رميها داخل الصندوق ربما كثيراً في غير المواعيد التي حددتها المحافظة من"9- 12" مساءاً لكي تقوم عربات القمامة بجمعها، فيقوم النباشين بنبش القمامة واستخراج المواد الصلبة"الورق والكرتون والزجاجات والشنطة الجلدية المتهالة وغيرها"، مما يؤدي إلى تمدد القمامة لأمتار حول الصندوق.
أما قيام البعض من اصحاب المحلات والمطاعم برمي مخالفتهم أمام المحل أو عادة في الرصيف المواجه للمحل، وتحول العديد من المنازل المهدومة التي قد انهارت أو صدر لها قرار إزالة بمقلب قمامة كبير ومأوى للحيوانات الضالة، وقيام سيارات النقل بردم أعمال الهدم والبناء على جانبي الطرق خاصة بطريق المحمودية وأم زغيو للتخلص من تلك المواد، الأمر الذي أدى إلى انتشار القمامة بشكل مكثف وأصبحت القمامة كإنها كجزء أصيل من الشارع يزاحم المواطنين في سيرهم وتحركاتهم، ويشوه جمال مدينتهم.
ومن جانبه علق محافظ الإسكندرية اللواء طارق مهدي في تصريحات صحفية لبوابة"الفجر" على أزمة انتشار القمامة داخل الشوارع بإن النباشين وعدم ألتزام المواطنين بمواعيد رمي القمامة قد أدى بدوره إلى تفاقم الأزمة، موضحاً إلى أنه هناك ثغرات قانونية تسبب في عدم إدانة وردع النباشين، وأنه قد تم ضبط العديد من النباشين أثناء قيامهم بنبش القمامة وتحرير محاضر لهم داخل الأقسام، إلا أنه هناك مواد غير رداعة لمنع النباشين من نبش القمامة، مشيراً إلى أنه إذا عُقب أية منهم بشكل قوي ورادع سيتم اختفاءهم من الشوارع نهائياً.
وأكد أن محافظة الإسكندرية قد قامت بتصميم إعلانات ضوئية داخل الشوارع الرئيسية بدعوة المواطنين برمي قمامتهم من"9- 12 مساءاَ" في مواعيد قيام عربات القمامة بجمعها، إلا أن المواطنين لا يلتزموا بتلك التعليمات ويقومون برميها في مواعيد مختلفة، الأمر الذي يسمح للنباش بالعبث داخل القمامة.
وكشف مهدي أنه قد قام بتدشين مبادرة جديدة منذ ما يقرب من شهر مع المولات والمحالات التجارية وخاصة القصب على مستوى جميع الأحياء، وذلك بدفع عربات تحمل مخالفتهم مقابل دفع ما بين 50-300 جنيه شهرياً وفق حجم القمامة ومخلفات المحل، بشرط إلا يتم رمي المخلفات بجوار المحلات أو امام الرصيف، وذلك لمواجهة المخلفات، ويتم ذلك بالاتفاق مع الأحياء.
وأضاف أن عمال النظافة يمتنعون عن جمع القمامة في الفترة الأخيرة نظراً لأن الشركة لم تتقاض أموال من المحافظة، لتأخر وزارة المالية في إرسال ميزانية المحافظة، مشيراً إلى أن محافظة الإسكندرية تكافح من أجل حل أزمة انتشار القمامة وتفحلها داخل الشوارع على الرغم من انتشارها بعد ثورة يناير وقبل توليه منصب المحافظ بالإسكندرية، منوهاً إلى أن سيارات القمامة أصبحت تقوم بالتمركز داخل عدد من الشوارع الرئيسية في النهار لكي يتم جمعها قبل وصول النباشين إليها، الأمر الذي يكلف المحافظة أموال زائدة.
وعلى مستوى الناحية الطبية والصحية لبعد انتشار القمامة والمواد الغير عضوية داخل الشوارع ولفترة طويلة دون المكافحة الجذرية لها، حذر الدكتور ياسر قشطة متخصص في جراحة الصدر والقلب عبر بوابة"الفجر" من انتشار المواد الغير عضوية الطبية داخل القمامة الملقاة في الشوارع التي تكون عادة من مخلفات المنازل كالقطن الطبي المستعمل والسرنجات للمرضى الحاملين فيرس"c" وفيرس"b" ومدمني المواد المخدرة داخل المنازل من سرعة انتقال تلك الأمراض إذا أصيب أحد بالشك بالخطأ من تلك السرنجات داخل الشارع، موضحاً أن المواد الغير عضوية داخل القمامة أشد خطورة من المواد العضوية التي قد تكتفي بتسبب بكتريا يتم معالجتها على الفور، أما تلك المواد تسبب في سرعة انتشار الفيروسات.
وأكد أنه إذا كان يتم تدشين مبادرات في الفترة الأخيرة لفصل المواد العضوية وغير العضوية، فأنه يجب أن تتخصص شركات القمامة بتوزيع صناديق أمنة"safty box" داخل المنازل لوضع بها المخلفات الطبية، وأن يتم تسليم تلك الصناديق إلى الشركات لدفنها في الصحراء بشكل آمن وعدم عودتها إلى الشارع مرة أخرى، لمكافحة انتشار الفيروسات.