أعرب اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى والاستراتيجي، وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن، عن استيائه إزاء التصريحات التى ادلى بها الرئيس التركى "الأردوغان" - على حد تعبيره - فيما يتعلق بالدولة المصرية، وذلك خلال إلقائه كلمة تركيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء. وأضاف الغباشى فى تصريحات خاصة ل"الفجر"، أنه يجب محاكمة الرئيس التركي بسبب رعايته وتمويله للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، بخلاف داعش وجبهة النصرة، مؤكدًا أن هذا السلوك مخالف لمبادئ القانون الدولى ولقرارات الأممالمتحدة وعلى رأسها القرار رقم 1373 الصادرعام 2001 عقب أحداث الحادى عشر من سبتمير، والذي ألزم الدول الأعضاء بالتعاون اللوجستى والاستخبراتى، لتجفيف منابع الإرهاب، والقبض على المتورطين فى العمليات الإرهابية، بخلاف القرار الذى صدر مؤخرًا باعتبار "داعش" و"جبهة النصرة" جماعات إرهابية، ومعاقبة الدول التى يثبت تورطها فى تمويل هذه الجماعات.
وطالب الغباشى الأجهزة المعنية فى الحكومة المصرية بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع دولة تركيا، كوقفة جادة إزاء هذه التصريحات غير المقبولة والسلوك "الشاذ"، الذى يخالف مبادئ وأخلاقيات العلاقات الدولية، مؤكدًا أن الرئيس المعزول محمد مرسي أثناء فترة حكمه المريرة عقد صفقات تجارية مشبوهة ضد الميزان التجارى المصرى بنسبة 5 إلى 1 لصالح تركيا، الأمر الذى يجعل قطع العلاقات الاقتصادية يأتى ضد المصالح التركية.
وطالب الغباشى الدولة المصرية بتشكيل لجنة قانونية لبحث سبل اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة ضد السلوك التركى، وبحث سبل مقاضاة تركيا على المستوى الدولى، نظرًا لمخالفتها للقانون الدولى ولقرارات الأممالمتحدة فى رعايتها وتمويلها للتنظيمات الإرهابية ، مؤكدًا مطالبته لمحاكمة "الأردوغان" أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأكد الغباشى، أن الدور الذى لعبته مصر على صعيد مواجهتها للإرهاب منذ عشرينيات القرن الماضى مع ظهور الإخوان المسلمين وهى التنظيم الإرهابى الأم، الذى انبثق عنه جميع التنظيمات الإرهابية الأخرى، وعلى رأسها تنظيم القاعدة ، مشيرًا إلى أن مصر الآن فى حرب ضروس مع جماعة إرهابية كبدت البشرية وليس مصر فقط أثمانا باهظة من الضحايا الأبرياء الذين لاقوا حتفهم فى تفجيرات طالت أنحاء العالم مثل التفجيرات التى حدثت فى كينيا وغيرها التى نالت من المصالح الغربية .
وتساءل الغباشى عن أى انقلاب عسكرى يتحدث الرئيس التركي فى الوقت الذى حظيت فيه مصر ورئيسها المنتخب، كل هذا القدر من الاحترام والتقدير، وتسابق رؤساء ووزراء خارجية عدد ليس بقليل من دول العالم لمقابلته.
واختتم: "قوة موقف الدولة المصرية أرغم الجميع بما فى ذلك الولاياتالمتحدة على احترام إرادة الشعب المصرى وقراره فى الإطاحة بجماعة إرهابية تمولها وترعاها تركيا، الأمر الذى جعل المجتمع الدولى يتجاوز هذه الاشكالية التى لم تعد مطروحة ولكن "الأردوغان" يصر على معاداة الشعب والدولة المصرية طمعا فى حلم ساذج عن الدولة العثمانية ويصر أيضا على التغريد خارج السرب الدولى".